تركيا الآن
تلقت مفتشة مدرسية في جاكوفا، كوسوفو، اتصالاً من أم فيما اعتقدت أنها مجرد مشكلة عادية، لكنها اكتشف أن العديد من الفتيات يشوهن أنفسهن في تحدٍ على “تيك توك”.
ووفقا لموقع “سكاي نيوز” قالت المفتشة إراندا كومنوفا “أبلغتني إحدى الأمهات أن ابنتها، وهي تلميذة في الصف الخامس، شاركت في هذا التحدي مع صديقاتها، ما دفعني لطلب تحقيق فوري”.
ووجد المسؤولون التربويون، بعد التحقيقات، أن 22 حالة من حالات التشويه الذاتي حدثت خلال أسابيع قليلة، وأقدمت العديد من الفتيات على إيذاء أنفسهن باستخدام أدوات حادة، ليكتشفوا لاحقًا أن الجروح أصابت أجسامهن بشكل غير عادي.
وشكل هذا الأمر صدمة كبيرة في جاكوفا، التي كانت معروفة بموقعها النائي وبكونها مسقطًا للعديد من النشطاء الألبان.
وأضافت “كومنوفا” أن هذه الظاهرة كانت “زلزالًا” في المجتمع التعليمي والمحلي بشكل عام.
ويعتبر “تيك توك” منصة تواصل اجتماعي شهيرة تشجع المستخدمين على إنشاء مقاطع فيديو تشمل تحديات مثل الرقص أو تقليد مقاطع معينة.
وأوضحت والدة إحدى الفتيات المتأثرات بالحادثة أن أطفالًا لا يتجاوزون التسع سنوات قد شاركوا في التحدي بعد مشاهدة مقاطع على “تيك توك”.
وأوضحت أن ما كان يبدو كـ”لعبة” بالنسبة للأطفال في سن مبكرة تحول إلى مشكلة جدية.
وأشارت الأم إلى أن رؤية جروح ابنتها كانت بمثابة “أسوأ كابوس”، كما رفض العديد من الآباء الكشف عن هوياتهم، في حين شددت السلطات المحلية على أن هوية الضحايا ستظل سرية.
وفي الوقت الذي تحظر فيه منصة “تيك توك” المحتويات التي تروج لإيذاء النفس أو الانتحار، فإن الخبراء وأولياء الأمور قد حذروا مرارًا من الأثر السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، خصوصًا في صفوف الشباب.
في جاكوفا، أعرب الكثير من الأهالي عن صدمتهم مما حدث، وقال بيسفورت كراسنيكي، أحد الأهالي: “من الصعب أن نتقبل أن بناتنا قمن بإيذاء أنفسهن طوعًا”.
لمكافحة هذه الظاهرة، جرى إطلاق مبادرات من القطاع التعليمي لتوعية الطلاب بمخاطر الشبكات الاجتماعية، وقالت عالمة النفس ميرفت أزيري إن المشكلة تكمن في “التعرض المستمر لهذه الشبكات من دون رقابة، حتى في المدرسة أو المنزل”.
من جانبه، أكد الناطق باسم مكتب المدعي العام في كوسوفو أن السلطات بدأت تحقيقًا في القضية، فيما اقترح البعض أن الحل يكمن في حظر تطبيق “تيك توك” بشكل كامل بسبب محتوياته الخطيرة.
المصدر: مواقع إخبارية