تحذير من “وباء عنف جنسي” في السودان

حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، مما وصفه بـ”وباء عنف جنسي” تتعرض له النساء في السودان، واصفًا نطاق هذه الاعتداءات بأنه “غير مقبول”. جاء ذلك خلال زيارته الأولى إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، الإثنين.

وقال فليتشر: “أشعر بالخجل لأننا لم نتمكن من حمايتكنّ، وأشعر بالخجل من أمثالي الرجال بسبب ما فعلوه”.

أزمات إنسانية غير مسبوقة
تسببت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، فيما تصف الأمم المتحدة الوضع بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة”. كما يواجه نحو 26 مليون شخص خطر المجاعة الجماعية، وسط تبادل الاتهامات بين طرفي النزاع باستخدام الجوع كسلاح حرب.

العنف الجنسي في السودان: أرقام صادمة
في تقرير نشرته الأمم المتحدة أواخر أكتوبر، وُصفت جرائم الاغتصاب في السودان بأنها “مُعممة”، مشيرة إلى أن معظمها ارتُكب من قبل قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق، محمد شاندي عثمان:
“صُدمنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نوثقه في السودان. وضع المدنيين، خصوصًا النساء والفتيات، يبعث على القلق الشديد ويتطلب معالجة عاجلة”.

اقرأ أيضا

وفقًا للتقرير، لم يسلم الأطفال من هذا العنف، حيث تعرضت نساء وفتيات للاختطاف بهدف الاستعباد الجنسي.

توثيق جرائم منظمة
أكدت رئيسة مركز مكافحة العنف ضد المرأة في السودان، سليمة إسحق، أن المركز وثّق أكثر من 300 حالة اغتصاب، مشيرة إلى أن هذا الرقم لا يمثل سوى 2% من العدد الحقيقي بسبب استمرار الحرب وصعوبة الوصول إلى المعلومات.
وأضافت إسحق:

“48 حالة من الضحايا الموثقين كانوا تحت سن 18 عامًا، بينهم طفلة عمرها 6 سنوات”.
“فقدنا 3 ضحايا بسبب نزيف ناتج عن الاغتصاب الجماعي وعدم الحصول على الرعاية الصحية”.

وأوضحت أن الجرائم “منظمة وتتكرر بنمط مشابه” في مناطق مختلفة مثل الخرطوم، الجزيرة، ودارفور، متهمة قوات الدعم السريع بارتكاب 98% من هذه الانتهاكات، التي استخدمت كتكتيك حربي.

وأكدت أن هذه الجرائم لم تحدث في مواقع مواجهة عسكرية بل داخل المنازل، حيث كانت النساء يجتمعن للاحتماء، مما يكشف نية مُبيتة لارتكاب هذه الانتهاكات.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.