استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روتيه، في زيارة تناولت ملفات حساسة على المستويين الإقليمي والدولي. وأكد أردوغان أن تركيا ستواصل دورها الفاعل لتحقيق السلام، معربة عن دعمها للمبادرات الساعية لإنهاء الأزمات.
مباحثات رفيعة المستوى
بدأت زيارة روتيه بلقاء مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر، قبل أن يستقبله أردوغان في القصر الرئاسي. وشكر الرئيس التركي روتيه على رسائل التضامن التي أعقبت الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TUSAŞ).
وشملت المباحثات عدة ملفات أبرزها:
السعي لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وضع حد للمجازر في فلسطين.
تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب.
أكد أردوغان خلال اللقاء أن تركيا مستمرة في جهودها لدعم السلام والاستقرار، مشيراً إلى أهمية التنسيق الدولي في هذه القضايا.
زيارة تهدف إلى تقارب المواقف
وصف خبراء زيارة مارك روتيه بأنها محاولة لإقناع أنقرة بتقديم مزيد من الدعم في ظل التوترات الدولية المتزايدة. وتأتي الزيارة في وقت يشهد فيه حلف الناتو تحديات كبيرة أبرزها غياب التوافق على تعريف الإرهاب ودعم بعض الدول الأعضاء لتنظيمات مثل PKK وYPG.
في هذا السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية د. فرقان قايا:
“تركيا أصبحت لاعباً محورياً في ظل تصاعد التهديدات العالمية. دورها كوسيط أساسي بات ضرورياً، خاصة مع تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإنهاء الحرب الأوكرانية دون توفر أدوات فعالة لتحقيق ذلك”.
من جانبه، أشار الخبير في العلاقات الدولية دينيز تانسي إلى تعقيدات العلاقة بين تركيا والناتو قائلاً:
“الناتو يفتقر إلى تعريف مشترك للإرهاب، والدعم المقدم لبعض التنظيمات واضح. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن للناتو تحمل غياب تركيا عن صفوفه، إذ سيؤدي ذلك إلى تصاعد التهديدات، وربما إدراج أطراف جديدة مثل إسرائيل وقبرص الجنوبية”.
روتيه يزور شركة الصناعات الجوية التركية
اختتم روتيه زيارته بتفقد شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TUSAŞ). وفي تصريح لرئيس الصناعات الدفاعية التركي هاكان غورغون، قال:
“أطلعنا الأمين العام على إنجازاتنا، بما في ذلك الطائرة المقاتلة الوطنية KAAN، وطائرة التدريب النفاثة HÜRJET، والطائرات المسيرة ANKA III، إلى جانب مروحيات GÖKBEY وATAK. هذه المشاريع تعكس قدراتنا المتقدمة في الصناعات الدفاعية”.
تأتي زيارة روتيه في وقت يتزايد فيه الاعتماد على تركيا كدولة محورية في القضايا الإقليمية والدولية، حيث أكد الخبراء أن تصاعد الأزمات العالمية يعزز من أهمية التنسيق بين الناتو وأنقرة لتحقيق الأمن والاستقرار.
المصدر: تركيا الان