مغنية تركية تثير الجدل بسبب قبر ‘نسيمي’ في حلب

أثارت المغنية التركية صاباحات أكيراز الجدل في تركيا بعد إعلانها عن مقتل العلويين في حلب عقب سيطرة المعارضة السورية على المدينة من قبضة نظام الأسد. وقالت أكيراز: “تم تدمير ضريح نَسِيمي”. ومع ذلك، أظهرت صور جديدة من المنطقة أن ضريح نَسِيمي لا يزال سليمًا.

وكانت صاباحات أكيراز قد أثارت موجة من الجدل في تركيا بعد تصريحاتها عن الوضع في حلب بعد استعادة المعارضة السورية للمدينة.

وصرحت على حسابها في وسائل التواصل الاجتماعي قائلة: “اليوم يقتلون العلويين. المدينة تحت سيطرة الجهاديين”.

ولم تقتصر تصريحاتها على ذلك، بل ادعت أيضًا أن ضريح نَسِيمي قد تم تدميره. وكتبت على منصة “إكس” قائلة: “تم تدمير ضريح نَسِيمي. هذه الخطة مستمرة منذ وقت طويل. للأسف هناك من يفرحون بالدماء التي تُسفك هناك. الدماء التي جرت من سِيفاس إلى حلب هي نفس الدماء. والمُسَفِكُون هم أنفسهم”.

ضريح نَسِيمي لا يزال سليمًا

نشرت صحيفة “أكشام” صورًا لضريح نَسِيمي بعد انتشار الأنباء في تركيا حول هذه الادعاءات. تظهر الصور أن الضريح، بما في ذلك قبه وجدرانه، لا توجد عليها أي آثار من القتال، بينما تم تنظيف المنطقة وتجهيزها لتكون مناسبة للزيارة.

على الرغم من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية بسبب الصراعات في المنطقة، تم التأكد من أن ضريح نَسِيمي لا يزال سليمًا وقائمًا.

من هو نسيمي؟

 

عماد الدّين نسيمي من مواليد أذربيجان على أصحّ الأقوال وبناءً على هذا تعدّه كلّ من تركيا وإيران من شعرائها، وكانت ولادته في القرن الرّابع عشر في عام 1370م، وهناك من قال: إنّه ولد في بغداد، وبعضهم نسب ولادته إلى تبريز وكلاهما غير صحيح، وأمّا نسبته “نسيميّ” إلى ضاحية نسيم في بغداد فليس بناء على موطن ولادته بل بناء على ما قضاه فيها من شبابه في التعلّم والدّعوة.

كان نسيميّ يجيد العربيّة والفارسيّة والتركيّة وله دواوين شعريّة صوفيّة بهذه اللّغات الثلاثة غير أنّ دواوينه بالعربيّة لم تصل لاعتبارات مختلفة أهمها الاعتبارات السّياسيّة، ولكن وصلت بعض قصائده بالعربيّة وبعض مُلمّعاتِه و”المُلمّعات” هي قصائد يجمع فيها الشّعراء بين العربيّة والفارسيّة أو بين العربيّة والتركيّة.

وهو من ناحية الانتماء إلى الفلسفة الصّوفيّة يعدّ امتدادًا لمدرسة الحلّاج الذي قتل بقطع رأسه عام 309ه، 922م

غير أن نسيمي انتمى بعد ذلك إلى مذهب صوفيّ موغل في التّطرّف هو “المذهب الحروفي” الذي أسّسه فضل الله الاسترابادي وهو والد زوجة النّسيميّ، ويقوم هذا المذهب على اعتقاد أنّ الحروف هي عين الآدميّين، وأنّ فك شفرات الكون ومعرفة حقيقته إنّما يكون من خلال المعاني الباطنية للحروف اللغوية، وكانت عاقبة الاستراباديّ أنّه قطع رأسه على يد ابن تيمورلنك ليأمر والده تيمور بعدها بحرق جثّته ورأسه أمام النّاس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.