عودة السوريين قد تخفض أسعار إيجار المنازل وتسبب خسائر في سوق العمل التركي

من المتوقع أن يؤدي عودة السوريين الذين لجأوا إلى تركيا خلال الحرب الأهلية في بلادهم، بعد سقوط نظام البعث الذي استمر 61 عامًا، إلى انخفاض أسعار الإيجارات في تركيا.

توقع رئيس لجنة خدمات العقارات المهنية في غرفة تجارة إسطنبول ، هاكان أقدوغان، أن تؤدي عودة السوريين إلى تأثير إيجابي على أسعار الإيجارات والمنازل المعروضة للبيع٬ قائلا: “اختلال التوازن بين العرض والطلب، خاصة في سوق الإيجارات، كان سببًا رئيسيًا في ارتفاع الأسعار. زيادة الطلب انعكست بشكل سلبي كبير على الأسعار ورفعت الإيجارات. لدينا نقص في المعروض من المساكن للإيجار، بينما الطلب قوي ونشط باستمرار، مما يعزز موقف أصحاب المنازل ويجعل الشروط أكثر صعوبة للمستأجرين”.

زيادة في المعروض من المساكن للإيجار

وأشار أقدوغان إلى أن المنازل التي سيتركها السوريون ستسهم في زيادة المعروض من المساكن للإيجار، مضيفًا:

“أعتقد أن أصحاب العقارات لن يفرضوا شروطًا قاسية لإعادة تأجير المنازل التي ستُخلى سريعًا. السوريون كانوا يتركزون في مناطق معينة، ونعتقد أن أسعار الإيجارات في هذه المناطق ستعود إلى وضعها الطبيعي وستبقى مستقرة لفترة معينة. لكن هذا الأمر لن ينطبق على جميع المناطق، بل سيقتصر على المناطق التي شهدت كثافة سكانية سورية كبيرة. سيظهر المزيد من الخيارات والبدائل أمام مواطنينا، مما يسهل الحصول على منزل واستئجاره”.

عودة اللاجئين السوريين: انخفاض أسعار الإيجارات مقابل خسائر في سوق العمل التركي


عودة السوريين قد تخفض أسعار الإيجارات جزئيًا

بدوره أكد رئيس غرفة العقارات في إسطنبول، نظام الدين آشا، أن وجود عدد كبير من السوريين في إسطنبول كان من الأسباب الرئيسية لارتفاع الإيجارات. وقال آشا:

“أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع إيجارات المنازل كان وجود المهاجرين واللاجئين. خاصة عندما تجتمع عدة عائلات معًا، يصبح بإمكانهم دفع الإيجارات المرتفعة، مما يؤدي إلى ارتفاع الإيجارات في تلك المناطق. الآن هناك عودة كبيرة للسوريين إلى بلادهم، وهذا قد يسهم في خفض الإيجارات جزئيًا ومنع ارتفاعها لفترة من الزمن”.

ورغم ذلك، أشار آشا إلى أن انخفاض الإيجارات المحتمل أو زيادة المعروض من المساكن سيستغرق وقتًا، موضحًا:

“لا أتوقع حدوث ذلك على المدى القصير. سيكون له تأثير إيجابي كبير على سوق العقارات، ولكن ذلك سيحدث بعد فترة زمنية محددة”.

اقرا ايضا

وزير الداخلية التركي يعلن عن إجراءات جديدة لعودة السوريين

بسبب مرض خطير.. دول توقف استيراد البيض ومنتجات الدواجن من تركيا


300 ألف منزل في إسطنبول

بدوره، قال رئيس جمعية محترفي تسويق وبيع العقارات (GAPAS)، إسماعيل أوزجان، إنه من المبكر الحديث عما إذا كانت الإيجارات ستنخفض أم لا، موضحًا:

“إذا افترضنا أن 3 ملايين سوري يعيشون في تركيا في حوالي 600 ألف منزل، وأن نصفهم أو ما يقرب من نصفهم يعيشون في إسطنبول، يمكننا القول إن السوريين يشغلون حوالي 300 ألف منزل في المدينة. إذا عاد جميع السوريين، سيظهر عدد كبير من المنازل الشاغرة، مما سيخفف من أزمة العرض لفترة. خاصة في مدن مثل غازي عنتاب، التي تشهد كثافة سكانية كبيرة للسوريين، سيؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط”.

وأضاف أوزجان:

“ومع ذلك، من المتوقع عودة ما بين 1.5 إلى 2 مليون سوري، وهذا سيؤثر إيجابيًا على سوق الإيجارات. ونظرًا لوجود أزمة في العرض، لن تنخفض الإيجارات فورًا، لكنها ستظل مستقرة لفترة ولن تشهد زيادات جديدة”.

قد يبيعون عقاراتهم بأسعار مناسبة

أشار مستشار العقارات، سَلجوق هيجدورماز، إلى أن عودة السوريين ستترك تأثيرات إيجابية وسلبية على حد سواء، وقال:

“ستتأثر بشكل خاص مناطق مثل أسنيورت، باشاك شهير، وبيليك دوزو في إسطنبول، إلى جانب بعض المناطق الأخرى مثل غازي عنتاب وشانلي أورفا. يمكننا القول إن السوريين الذين سيعودون إلى بلادهم قد استفادوا جيدًا من العقارات التي اشتروها مسبقًا، وبالتالي قد يبيعونها بأسعار مناسبة. كما نتوقع انخفاضًا في أسعار الإيجارات”.

انقسام في مجتمع الأعمال حول قضية اللاجئين

مع الإطاحة بنظام الأسد وتشكيل حكومة جديدة في سوريا، برزت فرصة عودة اللاجئين السوريين. ويتم حالياً الاستعداد لعودة نحو 3 ملايين لاجئ مسجلين في تركيا إلى بلادهم، وهو ما أحدث صدى في أوساط مجتمع الأعمال.

يعمل حوالي 100 ألف عامل سوري بشكل مسجل في تركيا، بالإضافة إلى ما يقرب من مليون عامل غير مسجل، مما يشكل تأثيراً ملحوظاً على سوق العمل التركي. وعند سؤال ممثلي قطاع الأعمال، ظهرت وجهتا نظر متباينتين:

ترى إحدى الجهات أن “عودة السوريين لن تكون مشكلة؛ لأن القوى العاملة التركية كافية، وسيكون لذلك تأثير إيجابي على الاقتصاد غير الرسمي”.

بينما ترى الجهة الأخرى أن “عودتهم ستسبب خسائر، لأنهم يعملون بشكل كبير في القطاعات التي تعتمد على العمالة الكثيفة، وهي قطاعات لا يهتم بها الشباب الأتراك”.

من جهة أخرى، يوجد في تركيا حوالي 12 ألف شركة ذات رأس مال سوري، ما يعكس التأثير الاقتصادي للسوريين على السوق المحلية.

 

المصدر: تركيا الان

اقرا ايضا

بشار الأسد في موسكو: ثروة ضخمة، سيارات فاخرة و18 شقة في أرقى المجمعات

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.