تستمر الاجتماعات الحاسمة بشأن تحديد الحد الأدنى للأجور لعام 2025، الذي يمس حياة ما يقرب من 7 ملايين عامل وأسرهم في تركيا. ومن المقرر أن يلتقي ممثلو الحكومة وأصحاب العمل والعمال في وزارة العمل والضمان الاجتماعي اليوم الساعة 14:00 لمناقشة زيادة الأجور التي ستصبح سارية اعتباراً من 1 يناير المقبل.
تباين في المواقف وتضارب في الأرقام
على طاولة المفاوضات، تتباين مواقف الأطراف بشكل واضح. بينما أعلنت نقابة العمال التركية (TÜRK-İŞ) على لسان نائب رئيسها رمضان آغار أنها لن تقدم مقترحات وتنتظر الحكومة أو أرباب العمل لاتخاذ المبادرة، يبدو أن التفاوض سيكون محكوماً بمؤشرات التضخم وآثاره الاقتصادية.
وفقاً لمعهد الإحصاء التركي (TÜİK)، بلغ معدل التضخم السنوي لشهر نوفمبر 47.09٪. في المقابل، تشير أبحاث اتحاد TÜRK-İŞ إلى أن تكاليف معيشة أسرة مكونة من أربعة أفراد (حد الجوع) تصل إلى 20,562 ليرة تركية، بينما بلغ حد الفقر 66,976 ليرة، وتكاليف المعيشة للعامل العازب 26,712 ليرة.
يخطط ممثلو العمال للضغط من أجل زيادة تشمل “نصيباً من الرفاهية” بجانب التعويض عن التضخم، بينما يطالب أرباب العمل الحكومة بزيادة الدعم المالي لكل عامل، والذي يبلغ حالياً 700 ليرة.
سيناريوهات الزيادة: بأي معدل تضخم سيتم الحساب؟
مع اقتراب الموعد النهائي لإعلان الأجر الجديد، تثار تساؤلات حول كيفية حساب الزيادة. يبلغ الحد الأدنى للأجور حالياً 17,002 ليرة. وفي حال اعتماد معدل التضخم المتوقع لهذا العام بنسبة 44٪، قد تصل الزيادة إلى 24,482 ليرة. أما إذا اعتمدت الحكومة على هدفها لعام 2025 بتضخم يبلغ 21٪، فسيبلغ الحد الأدنى للأجور 20,572 ليرة.
أبعاد اقتصادية أوسع
لا تقتصر أهمية الحد الأدنى للأجور على العمال فقط، بل تمتد لتشمل ملايين الأسر والقطاعات الاقتصادية التي تعتمد عليه كمعيار في تقديم الدعم والمساعدات الاجتماعية.
هذه الجولة الثانية من الاجتماعات تأتي وسط ضغوط اقتصادية متزايدة على المواطنين، مما يجعل النتائج المنتظرة ذات أهمية كبيرة للأوساط السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
توقعات وترقب
من المتوقع أن تعلن الحكومة عن قرارها النهائي قبل نهاية ديسمبر. يبقى السؤال الرئيسي: هل ستتمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات العمال ويحافظ على استقرار الاقتصاد؟