في أول زيارة دبلوماسية رسمية منذ 12 عامًا، زار وفد فرنسي بقيادة المبعوث الخاص إلى سوريا، جان-فرانسوا غيوم، العاصمة دمشق، حيث التقى القائد السوري الجديد أحمد الشرع وممثلين عن المجتمع المدني والطوائف الدينية.
عودة إلى السفارة المهجورة
خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، عرض وزير الخارجية جان-نويل بارو صورًا تُوثق الزيارة. وأظهرت الصور المبنى العثماني الذي يضم السفارة الفرنسية٬ الذي ظل سليمًا رغم إخلائه منذ عام 2012.
وقال بارو: “مكتب سفيرنا آنذاك، إيريك شوفالييه، بقي على حاله منذ مغادرتنا، لكن الطبيعة استعادت حقوقها”، مشيرًا إلى صور الحديقة المحيطة بالسفارة التي امتلأت بالأعشاب الطويلة وأشجار النخيل.
خطط دبلوماسية جديدة
كشف بارو عن خطط لعقد مؤتمر في باريس الشهر المقبل، لمتابعة الاجتماع الذي انعقد مؤخرًا في العقبة، بالأردن، بحضور وزراء من سبع دول عربية ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. وأكد الوزير أن فرنسا ستواصل دعم جهود السلام وإعادة الاستقرار في سوريا.
لقاء مع هيئة تحرير الشام والمجتمع المدني
التقى الوفد الفرنسي بممثلين عن “هيئة تحرير الشام”، التي أطاحت بنظام بشار الأسد في الهجوم الأخير على دمشق. ورغم إدراج الهيئة كمنظمة إرهابية سابقًا، أكد بارو أن فرنسا ستُقيّمها بناءً على أفعالها في المرحلة المقبلة.
كما التقى الوفد الفرنسي بممثلين عن الطوائف الدينية المختلفة، بما في ذلك المسيحيون، الأكراد، الدروز، العلويون، والإسماعيليون، في حي باب توما. وأشاد غيوم بالدور المحوري للمجتمع المدني، مؤكدًا أن العديد من الشخصيات البارزة عادت إلى دمشق خصيصًا للقاء الوفد الفرنسي.
مؤتمر في باريس لتوحيد الجهود الدولية
وفي ختام الزيارة، أعلن بارو أن فرنسا ستستضيف الاجتماع الثاني للمجموعة الدولية الداعمة لسوريا في يناير المقبل، بهدف تعزيز الجهود الدولية لإحلال السلام والاستقرار في البلاد.
عودة الدبلوماسية الفرنسية إلى دمشق
تمثل هذه الزيارة بداية جديدة للوجود الدبلوماسي الفرنسي في سوريا، بعد أكثر من عقد من الغياب. وبينما لا تزال التحديات قائمة، تشير الخطوات الفرنسية إلى توجه جديد لإعادة الانخراط في الملف السوري.