المعارضة تهاجم أردوغان والعدالة والتنمية يرد: “عقلية متخلفة” ترفض تقدم البلاد

توالت ردود الفعل على تصريحات المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، دينيز يوجل، التي استهدفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإرادة الوطنية، حيث وصفها عدد من المسؤولين بأنها تحمل لغة سياسية متعالية ومتهكمة.

الانتقاد الحاد من حزب العدالة والتنمية

في هذا السياق، ردّ المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشيليك، على تصريحات يوجل، واصفًا اللغة التي استخدمها بأنها “أقبح من عقلية ياسي ادا وعقلية 28 فبراير”. هذه المصطلحات تشير إلى فترات تاريخية في تركيا حيث كانت القوى السياسية الحاكمة تتخذ مواقف استبدادية:

ياسي ادا: ياسئادا هي جزيرة في بحر مرمرة، تقع بالقرب من مدينة إسطنبول التركية. وتعتبر هذه الجزيرة شهيرة في التاريخ السياسي التركي بسبب استخدامها كموقع لمحاكمة بعض القادة السياسيين بعد انقلاب 1960 في تركيا.

في عام 1960، بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة رئيس الوزراء عدنان مندريس، تم نقل العديد من قادة الحزب الديمقراطي الحاكم إلى جزيرة ياسئادا حيث جرت محاكمتهم. وكانت هذه المحاكمات تُعتبر سياسية إلى حد كبير، وتمت في أجواء من القمع والضغط، ما جعل الجزيرة مرتبطة بالقمع السياسي في تلك الفترة.

اليوم، تستخدم عبارة “عقلية ياسئادا” للإشارة إلى فترات أو سياسات استبدادية أو قمعية في السياسة التركية، حيث يتم معاقبة المعارضين بشكل غير عادل أو تحت تأثير السلطة العسكرية.

 

28 فبراير: يشير إلى “عملية 28 فبراير” عام 1997، التي كانت تدخلًا عسكريًا ضمنيًا في السياسة التركية ضد الحكومة الإسلامية وقتها، وأسفرت عن استقالة الحكومة المنتخبة.

وأضاف تشيليك في منشوره على منصة “إكس” (المعروفة سابقًا باسم تويتر): “إن الشخص الذي لا يمتلك حتى أدنى معرفة بالقضايا السياسية الأساسية، لا يعدو أن يكون مجرد ناقل لأفكار قديمة ومؤدلجة”. وتابع قائلاً: “إذا كان يوجل يبحث عن سياسة تدعم القوى العالمية، فعليه أن ينظر إلى رفاقه الذين يرفضون العمليات العسكرية عبر الحدود، ويؤيدون الخصوم في ليبيا، ويعارضون الشراكة التركية مع أذربيجان”. هذه الإشارة تتعلق بمواقف سابقة لبعض الأطراف المعارضة التي رفضت السياسات التركية في بعض الملفات الخارجية.

رد من فخر الدين ألتون

لم يقتصر الرد على تشيليك فقط، بل جاء أيضًا من فخر الدين ألتون، رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة، حيث أشار إلى أن يوجل قد أظهر معارضته للإنجازات التركية الأخيرة على الساحة الدولية “بأسلوب مبتذل”، معتبرًا أن تصريحات يوجل “كتبت في حالة من الغفلة والنسيان”.

وأكد ألتون أن الشعب التركي يعرف تمامًا من يسعى إلى تقويض مبادئ الجمهورية التركية وقيمها من أجل تحقيق مكاسب سياسية، مستشهدًا بفوز الرئيس أردوغان الكبير في انتخابات 2023، التي شهدت هزيمة كبيرة لحزب الشعب الجمهوري. وأضاف قائلاً: “الانتخابات كانت دليلًا على وعي الشعب التركي ورفضه للأفكار المعادية للبلاد”.

ثم أضاف ألتون بحدة: “لا ننسى كيف كان زعيم حزبكم السابق يهرب بين دبابات الانقلابيين في 15 يوليو 2016، ليذهب إلى باكيركوي ويشرب قهوته، بينما كان الشعب التركي يقاتل من أجل ديمقراطيته”. هذه إشارة إلى الموقف المشكوك فيه لبعض قادة المعارضة خلال محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.

التعليم والديمقراطية في مرمى الانتقادات

وفيما يتعلق بالتعليم، انتقد ألتون ما وصفه بمواقف حزب الشعب الجمهوري تجاه حقوق الإنسان والتعليم، مستحضرًا معركة الحزب ضد “الحرية في التعليم” بناءً على الانتماء الديني والهوية. وقال: “أنتم دائمًا تعيقون حقوق الناس في التعليم لمجرد أنهم يرتدون الحجاب أو اللحية”، مشيرًا إلى ما اعتبره تمييزًا ضد المظهر الشخصي لدى الأفراد.

 

لم يتوقف النقاش عند التصريحات الأخيرة، بل أضاف فخر الدين ألتون في ختام ردّه أن هذه التصريحات تثبت مرة أخرى أن المعارضة التركية تعاني من “عقلية متخلفة” ترفض أي تقدم للبلاد، مشيرًا إلى أن تركيا بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل بناء مستقبل أفضل بعيدًا عن الصراعات السياسية القديمة.

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.