ارتفعت أسعار الغاز بشكل ملحوظ بعد توقف شحنات الغاز الروسي عبر أوكرانيا. في أكبر نقطة لتجارة الغاز الافتراضية في هولندا (TTF)، والتي تعد الأكثر عمقًا في أوروبا، وصل سعر الغاز في عقود فبراير إلى 50.7 يورو لكل ميغاوات ساعة. وفي تعليق له، أشار فاتح بيرول، رئيس الوكالة الدولية للطاقة، إلى أن توقف الشحنات لا يشكل خطرًا على أمن إمدادات الاتحاد الأوروبي في المدى القصير، لكنه أكد أن الحاجة إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال قد تزداد، ما قد يؤدي إلى تشديد أسواق الغاز العالمية في عام 2025. وأضاف أيضًا أن مولدوفا بحاجة إلى دعم أقوى من شركائها لضمان أمنها الطاقي.
مع تعطل خطوط الأنابيب الرئيسية لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا مثل “نورد ستريم 1″ و”نورد ستريم 2” و”يامال-أوروبا”، أصبح خط الغاز التركي أحد البدائل المحتملة لتلبية احتياجات أوروبا من الغاز. ومع ذلك، تبدو قدرة تركيا على تلبية هذه الاحتياجات في المدى القصير محدودة. وفي الوقت نفسه، تواجه أوروبا مشكلة كبيرة حيث تنفد مخزونات الغاز بسرعة، مما يزيد من التحديات الاقتصادية في القارة الأوروبية.
الأنظار تتوجه نحو تركيا
بعد توقف شحنات الغاز عبر خطوط “نورد ستريم 1″، “نورد ستريم 2″، و”يامال-أوروبا”، أصبح خط الغاز التركي هو البديل الأبرز، خاصة بعد توقف الشحنات عبر أوكرانيا. ومع ذلك، يبدو أن تركيا لن تكون قادرة على تلبية احتياجات أوروبا من الغاز في المدى القصير. وقال خبير الطاقة علي عارف أكتورك في تصريح لصحيفة تركيا وترجمه موقع تركيا الان٬ “إن تركيا بحاجة إلى بناء خط أنابيب جديد لتتمكن من لعب دور فعّال في هذا المجال”.
وأضاف أكتورك: “الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا كان اتفاقًا لمدة خمس سنوات، وكان الروس يرغبون في تمديد هذا الاتفاق، لكن أوكرانيا لم تكن متحمسة لذلك. انتهى الاتفاق في 31 ديسمبر، ونتيجة لذلك، ستخسر أوكرانيا نحو مليار دولار بسبب توقف عبور الغاز. كان حجم الغاز الذي يمر عبر هذا الخط يصل إلى 15 مليار متر مكعب سنويًا، وكانت الدول التي تستخدم هذا الغاز تشمل دول وسط أوروبا مثل المجر وصربيا.”
وأشار أكتورك إلى أنه في الوقت الحالي، لا توجد إمكانية فنية لتعويض هذه الكمية من الغاز من أي مصدر آخر بما في ذلك تركيا، حيث أن الغاز الروسي يمر عبر تركيا من خلال خط “ترك ستريم 2″، الذي يعمل بكامل طاقته، ولا توجد قدرة إضافية لملء الفراغ الناتج عن توقف الشحنات عبر أوكرانيا. وأضاف أن الحل يتطلب بناء خطوط أنابيب جديدة مثل “ترك ستريم 3” أو “4”، ولكنه استدرك قائلاً: “وفي ظل ظروف الحرب الحالية، أعتقد أنه من غير المرجح أن يقوم الروس بالاستثمار في هذا المشروع.”
“هذه القضية لن تُحل هذا الشتاء”
قال أكتورك: “أعتقد أنه عندما يتولى فريق ترامب السلطة في 20 يناير، ستبدأ الأطراف في التوجه نحو طاولة المفاوضات. كلا الطرفين قد تعب من الحرب، وبالتأكيد سيتفاوضون، لكن هذه القضية لن تُحل هذا الشتاء. أتوقع أن يتم التوصل إلى حل في الشتاء المقبل”. وأضاف أكتورك: “دخلت أوروبا شهر نوفمبر بمعدل امتلاء بلغ 95% في خزانات الغاز تحت الأرض، ولكن الظروف الجوية القاسية تؤثر بشكل كبير. حاليًا، وصل معدل الامتلاء في خزانات الغاز إلى حوالي 81%. وإذا استمرت الأيام المتبقية من الشتاء بهذه الصعوبة، فقد تواجه أوروبا بعض المشاكل بدءًا من مارس.”
ترجمة وتحرير تركيا الان