تناول الاقتصادي الشهير د. محفوظ إيغيلميز في مقال له مفهوم “ما بعد الحقيقة”، أحد المصطلحات الرائجة في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى صعوبة إخفاء الحقائق الاقتصادية عن المواطنين الذين يعيشون تأثيراتها يومياً.
وقال إيغيلميز في مقاله المنشور على مدونته الشخصية: “إخفاء الوضع الحقيقي في الاقتصاد ليس بالأمر السهل، لأن الناس يواجهون هذا الوضع يومياً”، موضحاً أن معدلات التضخم والبطالة تواجه اعتراضات واضحة من المواطنين. كما أشار إلى مفارقة أن بعض الأشخاص، رغم صعوبات المعيشة، يعتقدون أن دولاً مثل ألمانيا تغار من تركيا.
،استعرض إيغيلميز في مقاله أصل مصطلح ” ما بعد الحقيقة” ، مشيراً إلى أنه ظهر لأول مرة في مقال للكاتب المسرحي ستيف تيسيتش بعنوان “حكومة الأكاذيب”، نُشر في مجلة The Nation عام 1992. وأوضح أن قاموس أكسفورد عرّف هذا المصطلح بأنه: “في ظروف معينة، تكون المعتقدات الشخصية والمشاعر أكثر تأثيراً في تشكيل الرأي العام من الحقائق الموضوعية”.
وأضاف إيغيلميز: “حتى لو قيلت الحقيقة، فإن الأشخاص الذين يفضلون ما بعد الحقيقة غالباً ما يكونون غير قابلين للإقناع”.
التضخم والبطالة في تركيا
تناول إيغيلميز أيضاً النقاشات الجارية حول التضخم والبطالة في تركيا، مؤكداً أن هذه القضايا تظل محور اهتمام المواطنين الذين يعبرون عن تذمرهم من الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
مقال إيغيلميز يعكس بوضوح تأثير ظاهرة “ما بعد الحقيقة” على فهم القضايا الاقتصادية، مسلطاً الضوء على الفجوة بين الواقع الاقتصادي والمعتقدات الشخصية التي تتشكل بفعل المعلومات المضللة أو العواطف الفردية.
أكد الاقتصادي د. محفوظ إيغيلميز أن تقديم الحقائق بصورة مغايرة أو تغييرها ليس أمراً جديداً، موضحاً أن هذا النهج يظهر بشكل متكرر في مجال الاقتصاد.
وفي مقاله المنشور على مدونته الشخصية، قال إيغيلميز: “إخفاء الحقيقة أو تغييرها في الاقتصاد ليس بالأمر السهل، لأن الناس يعيشون هذا الواقع يومياً. على سبيل المثال، عندما تُعلن الحكومة أن نسبة التضخم أو معدل البطالة بمستوى معين، يعترض المواطنون مباشرة ويؤكدون أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير مما يتم التصريح به. والأمر اللافت أن حتى بعض المؤيدين للحكومة يعترفون بذلك”.
التضخم والبطالة… أرقام رسمية ومواقف متباينة
تحدث إيغيلميز عن حالة متكررة تُظهر الفجوة بين الواقع المعيشي وما يتم تداوله من أرقام رسمية. وأوضح قائلاً: “بعض المواطنين يشتكون من عدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية أو يعانون من البطالة، ومع ذلك يصدقون أن دولاً مثل ألمانيا تغار منا. وإذا أشرت إلى أن متوسط نصيب الفرد من الدخل في ألمانيا يعادل نحو أربعة أضعاف ما هو عليه لدينا، تجدهم ينظرون إليك بعين الشك”.
الفجوة بين الواقع والمعتقدات
تناول إيغيلميز هذه الظاهرة بوصفها جزءاً من مفهوم ” مابعد الحقيقة”، مشيراً إلى أن المشاعر والمعتقدات الشخصية أصبحت أحياناً أكثر تأثيراً في تشكيل الرأي العام من الحقائق الموضوعية. وأضاف أن هذا الوضع ينعكس بشكل واضح في النقاشات الاقتصادية، حيث تتداخل الأرقام الرسمية مع التصورات الفردية والعواطف، مما يؤدي إلى تباين كبير في فهم الواقع.
عندما تتحول روح الانتماء إلى تعصب بدلاً من النهج النقدي، يظهر أشخاص يقبلون كل ما يقوله الطرف الذي ينتمون إليه على أنه صحيح. وهذا هو ما يُعرف بتفضيل “ما بعد الحقيقة”. ففي هذه الحالة، مهما شرحت الحقيقة أو حتى قدمت أدلة عليها، ستظل هناك فئة تفضل “ما بعد الحقيقة”.
ولكن المشكلة الأكثر خطورة من “ما بعد الحقيقة” هي مسألة تفضيلها. لأن ذلك يُسْلِبُ العقل البشري حريته ويصبح واحداً من الأمراض النفسية التي يصعب علاجها.
ترجمة وتحرير: تركيا الان
حضر الرئيس رجب طيب أردوغان المؤتمر الإقليمي الثامن لحزب العدالة والتنمية في شانلي أورفا.
في حادثة مثيرة، هاجم شخص يُعتقد أن حالته النفسية غير مستقرة، إمام مسجد أك شمس…
أعلن محافظ أدرنة، يونس سيزر، عن تحقيق إنجازات بارزة في حركة المرور عبر البوابات الحدودية…
منذ قرون، كانت الأمة التركية دائمًا مهتمة بالذهب، وهذا أمر واضح. في كتاب له، ذكر…
أصدرت المديرية العامة الأرصاد الجوية التركية تقريرًا عاجلًا يحذر من أمطار غزيرة تشمل إسطنبول وعددًا…
في الأيام الأخيرة، اندلع حريق في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، ولا يزال مستمرًا دون انقطاع،…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.