تركيا الآن

في فندق الرعب: 76 قتيلاً و51 جريحاً! ماتوا وهم يصرخون.. تفاصيل مرعبة حول حريق بولو التركية

في حادث مأساوي، اندلع حريق في فندق بمدينة بولو كان يضم 238 شخصًا أثناء نومهم، مما أسفر عن مقتل 76 شخصًا بشكل مروع. وأثارت هذه الكارثة حالة من الجدل حول المسؤولية، حيث أشار وزير إلى أن “سلطة التفتيش تقع على عاتق البلدية”. في المقابل، رفض عمدة بولو، تانجو أوزجان، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، تحمل المسؤولية، مؤكداً أن التفتيش يقع ضمن اختصاص وزارة الثقافة والسياحة.

 

 

تركيا الان – شهد مركز كارتال كايا، أحد أبرز مراكز التزلج في تركيا، كارثة مأساوية في وقت مبكر من صباح يوم امس الثلاثاء. حيث اندلع حريق في الساعة 03:30 صباحًا في الجزء المخصص للمطعم بالطابق الرابع من فندق “جراند كارتال”، الذي يتكون من 12 طابقًا ومغطى بالخشب. ومع ارتفاع نسبة الإشغال خلال عطلة منتصف العام الدراسي، التي بلغت 90%، كان الفندق يضم 238 نزيلًا. بدأت فرق الإطفاء بالتحرك سريعًا نحو مكان الحادث، وتمكنت من الوصول في غضون 40-45 دقيقة للتعامل مع النيران.

مأساة إنسانية
نظرًا لعدم وجود مدخل للمركبات إلى الفندق، الذي يقع مخرجه الخلفي عند نقطة الوصول إلى منحدرات التزلج، اقتصرت جهود إخماد الحريق على الجهة الأمامية فقط.

في الحريق الذي تحول إلى مأساة إنسانية، استيقظ السياح من نومهم وهم في حالة ذعر وحاولوا مغادرة الفندق بسرعة. وسُمع صراخ المواطنين المحاصرين من الطوابق العليا،  وهم يصرخون بخوف: “من أين نخرج؟”، “لا أستطيع النزول”، “ساعدونا”.

لم يتمكنوا من العثور على المخرج
مع انتشار الحريق بسرعة وامتلاء جميع الممرات بالدخان فجأة، لم يتمكن نزلاء الفندق من الوصول إلى نقاط الخروج وسلالم الطوارئ.

وبعد نحو 11 ساعة من الجهود، تمت السيطرة على الحريق، لكن الحصيلة كانت مأساوية. حيث أعلنت وزارة الصحة عن وفاة 76 شخصًا وإصابة 51 آخرين، من بينهم حالة خطيرة. كما أوضحت الوزارة أنه تم إخراج 17 شخصًا من المستشفى بعد تلقي العلاج، بينما يستمر علاج 34 مصابًا آخرين.

أما الذين تم إجلاؤهم من المبنى، فقد تم إسكانهم مؤقتًا في فنادق أخرى قريبة من المنطقة. كما تم إنشاء مستشفى ميداني في المنطقة لعلاج الجرحى.

 

جدل حول المسؤولية
أعلن وزير العدل، يلماز تونتش، عن تكليف 6 مدعين عامين للتحقيق في الحادث، إضافة إلى تشكيل لجنة خبراء مكونة من 5 أشخاص. وتم توقيف 9 أشخاص، بينهم صاحب الفندق، خالد إرغول.

من جهته، أوضح وزير الثقافة والسياحة، محمد نوري أرصوي، أن عمليات تفتيش الفندق أجريت في عامي 2021 و2024، مشيرًا إلى أن “الفندق يمتلك شهادة كفاءة للحريق صادرة عن الإطفاء. هذه الصلاحية تقع على عاتق الإطفاء، وحتى اليوم لم نتلق أي إخطار من الإطفاء حول وجود أي مشكلة تتعلق بكفاءة الحريق”.

 

تعيين قريب في منصب
نفى رئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان، أي مسؤولية للبلدية في الحادث، قائلاً: “صلاحية تفتيش هذا الفندق تعود لوزارة الثقافة والسياحة، لأنه مُرخص من قبل الوزارة”.

من جهته، صرح رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، الذي زار موقع الحريق، قائلاً: “هذا المكان ليس ضمن حدود بلدية بولو، كما أنه ليس مدينة كبرى”.

ومع ذلك، ورد في تقرير نشاط بلدية بولو لعام 2023 أن عمليات تفتيش منشآت الإقامة في بولو تتم من قبل البلدية. كما تبين أن أوزجان كان قد ربط إدارة إطفاء بولو بابن عم والدته، سدات غولَنَر، بعد تعيينه كنائب لرئيس البلدية.

 

صرخوا وماتوا وهم يستغيثون
كشف الناجون من حريق الفندق عن حجم الكارثة من خلال رواياتهم المؤلمة. قال أتاكان يلكوفان، الذي كان يقيم في الطابق الثالث من الفندق: “زوجتي هي التي لاحظت الحريق. نزلنا مبكرًا نسبيًا. لم ينطلق جرس الإنذار. حاولنا الصعود للطابق الأعلى لكن لم نستطع بسبب النيران. نزلنا للطابق السفلي. استغرق وصول فرق الإطفاء حوالي ساعة إلى ساعة ونصف. خلال هذا الوقت، كان الطابقان الرابع والخامس يشتعلان. كان الناس في الطوابق العليا يصرخون”.

وأضاف أحد الناجين، الذي كان في الطابق السفلي مع عائلته ونجا من الحريق: “كان من المفترض أن يكون هناك كاشف دخان، لكن لم يعمل أي شيء. لم نكن نرى شيئًا داخل الفندق. عندما خرجنا إلى الممر شعرنا وكأننا نختنق. قفزنا من النافذة ونجونا”.

كما قال أحد العاملين في الفندق: “لم نسمع صوت إنذار. قاموا بفصل القواطع الكهربائية. كان هناك غاز طبيعي، وخطر حدوث انفجار كان قائمًا. بدأ الحريق من الخلف في الطابق السفلي، ثم انتقلت النيران فجأة إلى الطابق العلوي وغطت كل المكان”.

أحد شهود العيان ذكر: “قمنا بإجلاء ما لا يقل عن 30-40 شخصًا. استخدمنا الحبال لإنقاذ البعض من الطابق الثاني. أخذنا بعضهم من بين النيران. طلبنا منهم عدم القفز، لكن بعضهم قالوا إنهم لا يستطيعون التحمل وقفزوا. قفز رجل مسن وكسر قدمه. أولئك الذين كانوا في الطوابق العليا لم يتمكنوا من الخروج. حاولوا القفز، ووضعوا وسائد وأغطية أسفلهم. في النهاية، قفزت امرأة من الطابق العلوي”.

وقال مدرب التزلج نجدت كبجتوتان: “بسبب كثافة الدخان، كان الناس يصرخون عند النوافذ، يطلبون النجدة. ساعدنا في إنقاذ 20-25 شخصًا”.

واشتكى أحد موظفي الفندق قائلاً: “يوجد سلم طوارئ، لكنه في الداخل وهذا تصميم غير منطقي. كما أن فندقًا بهذا الحجم لا يحتوي حتى على سيارة إسعاف”.

 

جائزة الشهادات المدرسية أصبحت نهايتهم
بسبب عطلة منتصف العام، اختارت العديد من العائلات قضاء إجازتها في فندق “جراند كارتال”. ومن بين الضحايا المأساويين للحريق، كان هناك عدد ملحوظ من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية.

فقدنا من بين هؤلاء الأطفال المتفوقين أليجان بودور أوغلو وشقيقته إليف، من طلاب كلية “تيد”. كما فقدت زهرة سينا جولتكين، التي كانت تعمل خبيرة في الخطوط الجوية التركية، حياتها مع زوجها بلال جول تكين وأطفالها الثلاثة، إضافة إلى اثنين من أقاربهم.

وكانت من بين الضحايا أيضاً ديلاارا إيرمان أوغلو من ماردين، والتي تعرض والدها، الذي ذهب إلى بولو بعد الحادثة، لأزمة قلبية أمام المستشفى.

كما لقيت طبيبة الأسنان ياسمين بونجوك توزجيراي حتفها في الحادثة مع زوجها إرهان توزجيراي وطفليهما دفنه وديمير

 

أسماء شهيرة بين الضحايا
اتضح أن بين ضحايا الحريق المأساوي في فندق بولو كارتال كايا كان هناك شخصيات معروفة. فقد لقي كاتب صحيفة “سوزجو” والرئيس السابق لنادي أوردوسبور، نديم توركمن، وزوجته عائشة نيفا، وابنه يوچي أتا، وابنته حتفهم في الحريق المروع.

كما أعلن نادي فنربخشة عن وفاة لاعبة الفريق المولودة عام 2014، فيديا نيل أباك، ووالدتها فردا أباك في الحريق. وأوضح النادي أيضًا أن نائب رئيس جمعية مشجعي فنربخشة في بولو، رفعت دوغان، فقد زوجته جيرين يامان دوغان وابنته لالين دوغان في الكارثة.

وكان من بين الضحايا أيضًا عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة أوزيجين، البروفيسور الدكتور أتاكان يالتشين. كما لقي مدير مصنع بولو لشركة أويَك للأسمنت، محمد جان دوغان، ومديرة الأبحاث والتطوير والجودة لشركة فيكات تركيا، أيشيمين أليف دوغان، وابنتها عائشة مايا دوغان، مصرعهم حرقًا داخل الفندق المروع.

 

بينما كان الناس يحترقون، واصلوا التزلج
في الوقت الذي كانت فيه النيران والدخان يتصاعدان من فندق “جراند كارتال”، الذي تحول إلى مقبرة لـ76 شخصاً، التقطت كاميرات الطائرات بدون طيار مشاهد لبعض المصطافين وهم يواصلون التزلج. هذه اللقطات التي نشرتها وكالة “إخلاص” أثارت غضباً واسعاً بين الناس، حيث تساءلوا باستنكار: “ألم يعد هناك أي ضمير؟”.

 

 

هل هناك سلسلة من الإهمالات؟
تم الإشارة إلى أن فندق الكارثة كان يحتوي على سلمَي طوارئ، ولكن لم يتمكن الناس من الوصول إليهما، كما أن أجهزة استشعار الحريق لم تكن تعمل.

وفيما يتعلق بمكان الحريق، أشار خبير السلامة المهنية ومكافحة الحرائق، أورهان أونال، إلى أن الحريق قد يكون بدأ في المطبخ، قائلاً: “في المنشآت مثل الفنادق، يتم استخدام كميات كبيرة من الزيت أثناء تحضير الطعام. من غير الممكن إطفاء حرائق الزيت باستخدام الماء؛ بل على العكس، سيؤدي استخدام الماء إلى زيادة حجم النيران. لهذه الحالات، هناك حاجة لأنظمة إطفاء حرائق خاصة. كما أن قدم المبنى وبناؤه وفقًا للوائح القديمة قد يزيد من احتمال غياب هذه الأنظمة. ومع ذلك، في اللوائح الجديدة، أصبحت هذه التدابير الأمنية ضرورية”.

 

يجب تحديث الفنادق القديمة
أوضح خبير السلامة المهنية، هاكان أردوغان، أهمية تحديث أنظمة السلامة من الحرائق في الفنادق التي تم بناؤها وفقًا للوائح القديمة، قائلاً: “تجبر اللوائح الحديثة الفنادق على استخدام أنظمة إطفاء الحريق، وأنظمة تهوية الدخان، ومواد بناء مقاومة للحريق. من الضروري بشكل خاص أن تقوم منشآت الإقامة بمراجعة بروتوكولات السلامة من الحرائق وفقًا للوائح المحدثة، وذلك لضمان سلامة كل من الضيوف والعاملين”.

38 ألف ليرة لليلة الواحدة
يعد فندق “جراند كارتال” من أكثر الفنادق التي يفضلها السياح في بولو. ورغم قدم الفندق، إلا أنه يلفت الانتباه بأسعاره المرتفعة. تبدأ أسعار الغرف مع وجبة الإفطار من 18,500 ليرة تركية وتصل إلى 38,000 ليرة لليلة الواحدة. ويصل سعر إقامة شخصين لمدة أسبوع في أعلى سعر مع وجبة الإفطار فقط إلى 266,000 ليرة.

المصدر: تركيا الان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أحدث الأخبار

صهر هاندا إيرتشيل يثير ضجة في تركيا بسبب حريق بولو

ارتفعت حصيلة ضحايا الحريق الذي شب في فندق بمركز كارتال كايا للتزلج في بولو إلى…

22/01/2025

تعرف على أكثر 10 مطارات ازدحامًا في العالم لعام 2024: مطار إسطنبول يحقق تقدمًا لافتًا

شهدت المطارات في عام 2024 انتعاشًا ملحوظًا بعد الجائحة، حيث سجلت أرقامًا تجاوزت مستويات عام…

22/01/2025

النساء تتصدر سوق العقارات في تركيا.. وهذه هي المدن المفضلة لهن

شهدت مبيعات المنازل في تركيا ارتفاعًا كبيرًا في العام الماضي، حيث تم بيع 1 مليون…

22/01/2025

الرقم غير معقول.. هذا ما ينفقه السياح الأتراك في رحلاتهم الداخلية

سجلت تركيا زيادة ملحوظة في حركة السياحة الداخلية في الربع الثالث من عام 2024، حيث…

22/01/2025

الحزن يسيطر على الخطوط الجوية التركية

في حادث مأساوي هز تركيا، لقي 76 شخصًا مصرعهم وأصيب 51 آخرون في حريق اندلع…

22/01/2025

من سيرحل ومن سيبقى في حزب العدالة والتنمية؟ الأنظار على أردوغان لتشكيل قيادة 2028

بعد تنظيم 64 مؤتمرًا في مختلف الولايات، يتجه حزب العدالة والتنمية نحو التحضير للمؤتمر الكبير…

22/01/2025