أكد عالم الجيولوجيا البروفيسور ناجي غورور أن تركيا يجب أن تضع قضية الزلازل في مقدمة أولوياتها، محذرًا من أن عدم التعامل مع هذه الكارثة قد يؤدي إلى فقدان الاستقلال الاقتصادي والسياسي للبلاد.
تحذيرات خلال حفل إطلاق مشروع عمراني في كوجالي
جاءت تصريحات غورور خلال مشاركته في حفل إطلاق مشروع “Grekol Dream City” المعتمد على الهندسة الأفقية في مدينة كوجالي، حيث شدد على ضرورة تبني مفهوم المدن المقاومة للزلازل، معتبرًا أن هذا الأمر لا يحتمل أي تأخير.
وأشار إلى أن تركيا كان بإمكانها أن تصبح دولة مقاومة للزلازل خلال السنوات الـ 25 الماضية، لكن لم يتم اتخاذ الخطوات الكافية في هذا الاتجاه.
زلزال 1999.. كارثة لا تزال ماثلة في الأذهان
يذكر أن زلزال غولجوك الذي ضرب كوجالي في 17 أغسطس 1999 بقوة 7.4 درجة، أدى إلى مقتل 17,480 شخصًا، وإصابة 43,953 آخرين، فضلًا عن تشريد نحو 200 ألف شخص. ورغم مرور أكثر من ربع قرن، لا تزال منطقة مرمرة تحت تهديد الزلازل، مما يعزز الحاجة إلى مشاريع عمرانية مقاومة للهزات الأرضية.
“المسؤولية تقع عليكم”
وانتقد غورور عدم اتخاذ التدابير الكافية لحماية المدن من خطر الزلازل، قائلًا:
“في اليابان وتايوان، عندما يحدث زلزال، يستمر الناس في حياتهم بشكل طبيعي لأنهم يعلمون أن منازلهم لن تنهار. أما نحن، فلم نتمكن حتى اليوم من تجهيز إسطنبول لمواجهة أي زلزال محتمل. هذا ليس مجرد إهمال، بل تهديد مباشر لمستقبلنا.”
وأضاف موجهًا حديثه إلى المواطنين:
“المسؤولية لا تقع على عاتق الحكومة وحدها، بل على كل فرد في المجتمع. أنتم أصحاب هذا الوطن، وصوتكم قادر على إحداث التغيير. لا تقولوا ‘ماذا بوسعنا أن نفعل؟’ بل طالبوا بجعل مدنكم مقاومة للزلازل. هذا ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب الإرادة السياسية والضغط الشعبي.”
“تركيا تواجه خطرًا وجوديًا”
وشدد البروفيسور غورور على أن قضية الزلازل هي التهديد الحقيقي لبقاء تركيا، قائلًا:
“هذه ليست مجرد أزمة طبيعية، بل قضية أمن قومي. إذا لم نحل مشكلة الزلازل، فلن يكون لدينا مستقبل. سنفقد استقلالنا الاقتصادي والسياسي. علينا أن نتحرك الآن قبل فوات الأوان.”