واشنطن – أدانت شخصيات سياسية في الولايات المتحدة اعتقال الطالبة التركية رُميساء أوزتورك، التي تتابع دراستها لنيل الدكتوراه في جامعة تافتس، على يد عملاء تابعين لإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) أثناء خروجها من منزلها في ولاية ماساتشوستس.
وفي تصريحات خاصة لصحيفة تركيا وتابعها موقع تركيا الان، وصف نواب في الكونغرس الأمريكي اعتقال أوزتورك، التي تم نقلها لاحقًا إلى لويزيانا دون إشعار مسبق، بأنه “انتهاك خطير لحرية التعبير والحقوق الدستورية”، بعد إلغاء تأشيرتها بزعم دعمها لحركة حماس.
اعتقال مفاجئ وسط الشارع
ذكرت وسائل إعلام أمريكية، من بينها WCVB News Center 5، أن عملية الاعتقال تمت خارج حرم الجامعة، حيث أظهرت مقاطع فيديو منشورة على إنستغرام صراخ أوزتورك في حالة هلع أثناء توقيفها من قبل عدة عملاء سريين.
انتقادات من نواب في الكونغرس
عضوة مجلس النواب أيانا بريسلي، التي تمثل المنطقة السابعة في ماساتشوستس منذ عام 2019، قالت في تصريح خاص:
“ما حدث مع رُميساء هو انتهاك صارخ للحقوق الدستورية الأساسية مثل حرية التعبير والمحاكمة العادلة. إدارة ترامب تواصل استهداف الطلاب الأجانب وحقوقنا الأساسية، ونحن لن نصمت عن ذلك.”
في السياق ذاته، وصف نائب آخر من ماساتشوستس، رفض الكشف عن اسمه، الواقعة بأنها “جزء من نمط مقلق لقمع الحريات المدنية”، مضيفًا أن إدارة ترامب “تقوم بعزل الطلاب من مجتمعاتهم دون إجراءات قانونية سليمة، وهو اعتداء على دستورنا”.
المحامية: لا اتهامات رسمية بعد 20 ساعة من الاعتقال
من جانبها، أكدت محامية أوزتورك، محسا خانباباي، أن موكلتها محتجزة منذ 20 ساعة دون توجيه أي تهم رسمية لها، ولم يتم إبلاغ أسرتها أو فريقها القانوني بمكان احتجازها.
وأوضحت المحامية أنها قدمت طلبًا عاجلًا للمحكمة الفيدرالية، مشيرة إلى أن موكلتها لا تزال تتمتع بوضع قانوني سليم داخل الولايات المتحدة.
وزارة الأمن الداخلي: إلغاء التأشيرة بسبب “دعم حماس”
في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي (DHS)، تريشيا مكلولين، في تصريح لوكالة الأناضول، إن أوزتورك “تم رصد تورطها في أنشطة داعمة لحركة حماس”، مؤكدة أن “التأشيرة الدراسية ليست حقًا بل امتيازًا، ويمكن إلغاؤها بناءً على مثل هذه الوقائع”. لكنها لم تقدم تفاصيل إضافية حول طبيعة هذا الدعم المزعوم.
إرسالها إلى لويزيانا رغم أمر قضائي ببقائها في ماساتشوستس
في تطور آخر، كشفت سجلات الهجرة أن أوزتورك نُقلت إلى مركز احتجاز باسيل في لويزيانا، رغم إصدار القاضية الفيدرالية إنديرا تالواني قرارًا يمنع ترحيلها خارج ماساتشوستس. ولم يتضح ما إذا كان نقلها قد تم قبل أم بعد صدور الحكم القضائي.
شهود عيان: ظننا أنها عملية اختطاف!
قال سكان في منطقة سومرفيل، حيث وقع الحادث، إنهم اعتقدوا في البداية أن أوزتورك تتعرض للاختطاف، ما دفعهم إلى الاتصال برقم الطوارئ 911. وأكد بعضهم أن المنطقة شهدت تواجدًا غير معتاد لعناصر بملابس مدنية قبل أيام من الحادث، مما أثار مخاوف بين السكان.
دعم من جامعة تافتس والمجتمع المحلي
في بيان رسمي، وصف رئيس جامعة تافتس، سُنين كومار، اعتقال الطالبة بأنه “مقلق للغاية”، خصوصًا بالنسبة للطلاب الدوليين، مشيرًا إلى أن الجامعة لم تتلق أي معلومات من السلطات بشأن الواقعة.
كما تجمع مئات الأشخاص في منتزه بودرهوس في بوسطن، رافعين لافتات تطالب بالإفراج عن أوزتورك، بينما ندد الناشطون بسياسات إدارة ترامب تجاه الطلاب الأجانب.
من هي رُميساء أوزتورك؟
رُميساء أوزتورك، مواطنة تركية، تخرجت من جامعة إسطنبول شهير، ثم حصلت على درجة الماجستير من كلية المعلمين بجامعة كولومبيا. حاليًا، تتابع دراستها للحصول على الدكتوراه في مجال تعليم الأطفال والتنمية البشرية بجامعة تافتس، كحاصلة على منحة فولبرايت.
في مارس 2024، نشرت أوزتورك مقالًا في صحيفة الطلاب بجامعة تافتس، انتقدت فيه “ضعف استجابة الجامعة” تجاه الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، ودعت إلى دعم غزة.
عائلتها: “تم استهدافها بسبب مقال رأي”
وفي بيان، قال الدكتور عاصم أوزتورك، شقيق رُميساء، إن احتجازها هو “إدانة قانونية وأكاديمية”، مشيرًا إلى أن شقيقته لم تشارك في أي أنشطة تحريضية، بل اقتصرت على التعبير عن رأيها في مقال صحفي.
واتهم عاصم أوزتورك السلطات الأمريكية باتباع “نهج المكارثية” في استهداف الطلاب الداعمين للقضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن شقيقته قد تكون ضمن قائمة مراقبة لموقع “كاناري ميشن”، المعروف بفهرسة الأكاديميين والنشطاء المناصرين لفلسطين.
هل بدأت حملة منهجية لاعتقال الطلبة الداعمين لفلسطين؟
يأتي اعتقال أوزتورك في سياق تصعيد إدارة ترامب حملتها ضد الطلاب الأجانب الذين يشاركون في الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل داخل الجامعات الأمريكية.
وفي حادثة مشابهة، تم اعتقال محمود خليل، الطالب السوري وخريج جامعة كولومبيا، قبل أسابيع من قبل عناصر ICE، وتم ترحيله أيضًا إلى لويزيانا.
يبقى السؤال: هل نشهد موجة اعتقالات ممنهجة ضد الطلاب الدوليين بسبب آرائهم السياسية؟