انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل خلال مشاركته في برنامج الإفطار الوطني التاسع، قائلاً: “نواجه حالة من العمى العقلي لدرجة أن رئيس حزب يفتخر بتأسيس الجمهورية يخرج ويطالب صراحة بالانتداب السياسي”.
رد قاسٍ على دعوات المقاطعة
وتطرق أردوغان في خطابه الذي تابعه موقع تركيا الان٬ إلى الاحتجاجات التي اندلعت عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ومن ثم احتجازه، منتقدًا حملة المقاطعة التي أطلقها حزب الشعب الجمهوري. وقال: “لا يمكننا تقييم الأحداث التي وقعت عقب تحقيقات الفساد والإرهاب التي تركزت في إسطنبول بشكل مستقل عن هذا السياق”.
وأضاف: “لا يمكننا أيضاً فصل دعوات المقاطعة غير المسؤولة التي أطلقها زعيم حزب الشعب الجمهوري وتهديده للعلامات التجارية المحلية والوطنية عن هذا الإطار. لقد فعلوا كل شيء لإخفاء الفساد والتستر على السرقة والدفاع عن التزوير. لم يترددوا في استغلال التنظيمات اليسارية المتطرفة، والاختباء خلف الشباب، والتعدي على المساجد التاريخية، وإهانة قوات الأمن، وإظهار جميع أشكال الفوضى”.
وأكد أردوغان أن ما جرى كان محاولة استفزازية خطيرة لا تمت بصلة إلى الديمقراطية أو القانون، مضيفًا: “لكن بفضل ضبط النفس الذي أظهرته الشرطة، والموقف الحكيم لشعبنا، وهدوء شبابنا على الرغم من تعرضهم للاستفزاز، لم تحقق هذه التحركات أهدافها السياسية”.
“رئيس حزب يطالب بالانتداب السياسي”
وفيما يتعلق بموقف أوزغور أوزيل، قال أردوغان: “لقد بدأوا في التشهير بتركيا علنًا أمام الأجانب، وأصبحوا يشكون من بلدهم. خلال 23 عامًا من رئاستي للحكومة والجمهورية، التقيت بآلاف الشخصيات السياسية من مئات الدول، بمن فيهم العديد من قادة المعارضة، لكنني لم أرَ أحدًا منهم يشتكي من بلاده أو يطلب المساعدة ضد وطنه”.
وتابع: “لقد فقدوا السيطرة إلى درجة أنهم أصبحوا يتوسلون للغرب. نواجه حالة من العمى العقلي لدرجة أن رئيس حزب يفتخر بتأسيس الجمهورية يخرج ويطالب صراحة بالانتداب السياسي”.
“ما الفرق بينكم وبين جمعية محبي الإنجليز؟”
وتساءل أردوغان: “يقولون إنهم يشعرون بأنهم متروكون. أي أنهم يلمحون إلى أنهم كانوا يتوقعون دعمًا لمن ارتكبوا الفساد. لا يشعرون بالخجل عندما يشتكون من بلدهم للأجانب، ولا يسألون أنفسهم لماذا أوصلوا أنفسهم وحزبهم إلى هذا الوضع”.
وأضاف: “عندما نصفهم بالمؤيدين للانتداب، يغضبون ويهاجموننا، ولكن ما الفرق بين تصريحاتهم وبين ما كانت تدعو إليه جمعية محبي الإنجليز؟”.
“مهما فعلوا سنقول: تركيا للأبد”
وختم أردوغان حديثه موجهًا خطابه لأوزغور أوزيل: “هل لا تشعرون بأي خجل من تحويل حزب الشعب الجمهوري، الذي يبلغ من العمر 100 عام، إلى هذا الوضع من أجل الدفاع عن الفساد؟ أنصح السيد أوزيل بأن يستعيد توازنه وألا يرهق نفسه كثيرًا في تبرير الفساد”.
وأكد أن الحكومة لن تتسامح مع أي محاولة للإخلال بالنظام العام، قائلًا: “كل من يهاجم الشرطة أو يضايق المواطنين سيتم التعامل معه من قبل قوات الأمن”.
وشدد على أن الدولة لن تتخلى عن أي شاب حتى لو تم استغلاله من قبل التنظيمات المتطرفة، داعيًا المجتمع المدني والأسر لدعم جهود الدولة في هذا الإطار.
ماذا قال أوزغور أوزيل؟
وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل قد صرح لقناة “بي بي سي” البريطانية عقب اعتقال أكرم إمام أوغلو، قائلاً: “ما السبب وراء هذا؟ بينما تحتج أوروبا بأكملها، لا نفهم لماذا لم يدلِ حزب العمال البريطاني وزعيمه كير ستارمر بأي تصريح حول هذا الأمر. نشعر بأننا متروكون. يتم سجن رئيس بلدية إسطنبول، وإنجلترا لا تتحدث عن ذلك. إذن، ما هذه الصداقة؟ ما هذه العلاقة بين الأحزاب الشقيقة؟ ما هذا الدفاع المشترك عن الديمقراطية؟ إنجلترا، مهد الديمقراطية، وحزب العمال البريطاني الشقيق لنا، كيف يمكنهم البقاء صامتين حيال ذلك؟ نحن حقًا نشعر بخيبة أمل كبيرة”.
المصدر: تركيا الان