من سائق إلى ملياردير.. صعود مريب لأصحاب شركات مرتبطة ببلدية إسطنبول

 

كشفت تحقيقات في تركيا عن فضيحة فساد مالي كبيرة داخل بلدية إسطنبول الكبرى (İBB)، حيث استغل مسؤولون مرتبطون بحزب الشعب الجمهوري (CHP) المناسبات الوطنية، مثل 19 مايو و30 أغسطس و29 أكتوبر، لتنظيم فعاليات بأسعار مبالغ فيها وإصدار فواتير وهمية، مما أدى إلى هدر ملايين الليرات من المال العام.

أموال نقدية في أكياس بلاستيكية
بحسب إفادة الشاهد غوركان جوشكون، صاحب شركة “Ego Teknik Prodüksiyon Tasarım”، فقد تم تضخيم الفواتير بشكل كبير، حيث قال:
“تم إصدار فاتورة بقيمة 2 مليون ليرة مقابل تركيب مكبرَي صوت فقط، كما تم تسليم أموال نقدية داخل أكياس بلاستيكية مكتوب عليها أسماء المستلمين لمنفذي الأعمال غير المفوترة.”

وأضاف أن إمراه بغدادلي، مساعد مستشار أكرم إمام أوغلو، كان المالك الفعلي لشركة “DBM”، التي تم تسجيلها لاحقًا باسم شخص يدعى B.B.، بينما كان شخص آخر يدعى A.U. يعمل كموظف فيها.

الثراء المفاجئ لمسؤولين سابقين
B.B.، الذي كان يعمل سابقًا سائقًا وفنيًا، أصبح فجأة صاحب شركة ضخمة تتولى مشاريع ضخمة لصالح البلدية، بما في ذلك تجهيز قاعات مثل فاشانه وغازهانه.
تأسست شركة DBM في أغسطس 2022، وسرعان ما حصلت على عقود بمبالغ ضخمة من البلدية.
وداد شاهين، الذي كان يمتلك شركة صغيرة لبيع المعدات، أصبح فجأة من الأثرياء بعد عام 2021 بفضل العقود المشبوهة.

60 مليون ليرة مستحقات مشبوهة
قال غوركان جوشكون إنه التقى مؤخرًا برجل الأعمال ودات شاهين، الذي أخبره:
“أنا فقط أضع جهازَي عرض (برومبتر) ومكبرَي صوت، وأحصل على فاتورة بـ2 مليون ليرة. لدي حاليًا 60 مليون ليرة مستحقة على إمراه بغدادلي، وأخشى أن يهرب.”

مدفوعات مشبوهة خارج النظام المصرفي
كشف الشاهد عن مكتب في إمينونو يُستخدم لدفع الأموال نقدًا لمنفذي الأعمال غير المفوترة. حيث يذكر المستلم اسمه فقط، ثم يحصل على كيس بلاستيكي يحتوي على المال.
في احتفالات 29 أكتوبر 2023، أصدرت شركة “Imagina” فاتورة بقيمة 3 ملايين ليرة لأعمال تنفيذية، لكنها بدورها أصدرت فاتورة لشركة أخرى بقيمة 119 مليون ليرة. وفي النهاية، قامت هذه الشركة الأخيرة بإصدار فاتورة بقيمة 579 مليون ليرة لبلدية إسطنبول، مما يعكس تضخمًا هائلًا في الأسعار.

شركات واجهة وعلاقات مشبوهة
كانت شركة Qoala من بين الشركات التي قدمت فواتير مبالغ فيها لشركات البلدية، ويُعتقد أن مالكها الفعلي هو إمراه بغدادلي.
أحد شركاء هذه الشركة هو İ.C.Y.، الذي يُقال إنه صديق نجل أكرم إمام أوغلو.
منذ عام 2021، كانت هذه الشركة تتولى تنفيذ الفعاليات في عدة مناسبات وطنية، مثل 19 مايو، 29 مايو، 30 أغسطس، 6 أكتوبر، و29 أكتوبر.

تورط شخصيات نافذة
بارش كيليش، الذي كان يعمل ضابطًا في بلدية بيليك دوزو خلال رئاسة إمام أوغلو، يُعتقد أنه شخصية رئيسية في هذه الشبكة، حيث كان يوجّه العقود إلى إمراه بغدادلي.
سردار هايدانلي، المعروف بإصدار فواتير وهمية، قام بتهديد الشاهد بالسلاح عند زيارته لمكتبه.
هناك عدة شركات متورطة في تضخيم الفواتير لصالح بلدية إسطنبول، من بينها:

OMR المملوكة لـ أومور يلماز
Adgreate المملوكة لـ S.Ö. وتولغا أوزغن
Creative Medya المملوكة لـ مرثان أكجيل
فساد واسع النطاق في بلدية إسطنبول
تؤكد هذه التحقيقات أن بلدية إسطنبول الكبرى كانت مركزًا لشبكة فساد معقدة، حيث تم تضخيم العقود بمئات الملايين، وتوزيع الأموال خارج الأطر القانونية، ما أثار غضب الرأي العام التركي وأعاد الجدل حول إدارة الأموال العامة في البلاد.

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.