أعادت حادثة التسمم الغذائي الجماعي التي وقعت مؤخراً بمدينة كوجالي في تركيا إلى الواجهة مجدداً قضية النظافة في الأطعمة المعروضة على الأرصفة، حيث أُصيب 648 شخصاً بتسمم بعد تناول شاورما دجاج في أحد المطاعم بالمنطقة، وتم الإعلان عن أن حالة اثنين منهم خطيرة، كما تم توقيف أصحاب المطعم المعني.
ويحذر الخبراء من أن ليس فقط شاورما الدجاج، بل العديد من المأكولات المعروفة باسم “أطعمة الشارع” تحمل مخاطر صحية جسيمة. ومن بين هذه الأطعمة: شاورما الدجاج، الكفتة النية، سندويشات السمك، المحار المحشو، الكوكوريتش (أمعاء مشوية)، السجق المشوي، البطاطا المحشوة، وأرز الحمص.
وتشير التقارير إلى أن بعض المحال التجارية وباعة الأرصفة يستخدمون أساليب لا تخطر على البال لتقليل التكاليف، مثل:
غسل الدجاج المنتهي الصلاحية بمادة الكلور (ماء الجافيل)
حقن اللحوم والأسماك الفاسدة بغاز أول أكسيد الكربون لتبدو طازجة
إعادة تجميد المنتجات المذابة
استخدام مواد كيميائية لتحسين الطعم واللون
غسل اللحوم والأسماك بمادة البورق أو الأمونيا
إضافة مواد مبيّضة إلى الطحين لإظهاره كأنه جديد، واستخدام حمض السوربيك لمنع فساده
تكاثر سريع للبكتيريا
وأشارت المهندسة الغذائية إيرماك أوزدن إلى أن أطعمة مثل الكفتة النية، وسندويشات السمك، والمحار المحشو، والكوكوريتش، والبطاطا المحشوة، تُحضّر غالباً في ظروف غير صحية وتشكل تهديداً لصحة الإنسان. وأضافت:
“يجب تجنب تناول الأطعمة المباعة في الأكشاك غير الخاضعة للرقابة، خصوصاً تلك التي لا تتبع المعايير الصحية الدقيقة، لأن هذه المنتجات قابلة جداً لنمو البكتيريا، وإذا لم تُطهى أو تُحفظ بالشكل الصحيح، فإنها تصبح مصدر خطر كبير”.
ويذكر الخبراء أن أكثر حالات التسمم الغذائي تحدث نتيجة الإصابة ببكتيريا مثل “السالمونيلا”، و”E.Coli”، و”Listeria”، وقد تتسبب في أعراض خفيفة كالغثيان والقيء والإسهال، ولكن في الحالات الشديدة قد تتطلب دخول المستشفى، بل وقد تؤدي إلى الوفاة.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
أما خبير سلامة الغذاء الدكتور راسم دمير، فلفت إلى أن بعض أطعمة الشارع التي تنتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي تغري المستهلكين بجاذبيتها البصرية، لكنه حذر قائلاً:
“الكثير من هذه المحتويات تكون إما إعلانات مدفوعة أو مبالغ فيها. في الواقع، كثير من تلك المحلات لا تلتزم بالمعايير الصحية وتشكل خطراً على الصحة”.
وأشار إلى أن المأكولات الرائجة مثل هذه غالباً ما تُهمل فيها قواعد سلامة الغذاء، مؤكداً أن اللحوم النيئة أو غير المطهية جيداً والمأكولات البحرية المحفوظة في ظروف غير مناسبة تُعرض صحة الناس للخطر.
عقوبات غير كافية
من جهته، أكد المحامي علي كايا أن العقوبات المطبقة على المحال التي تهدد الصحة العامة ليست كافية، قائلاً:
“في البداية، يُفرض على المحل غرامة مالية فقط، وإذا تكرر الأمر تُسحب رخصته ويُغلق. لكن هذه العقوبات يجب أن تكون أشد”.
وأفاد بأن بعض المحال تحاول إسكات الزبائن المتضررين إما بالتهديد أو بعرض المال عليهم مقابل عدم تقديم شكوى.
تفاصيل بعض الأساليب الخطيرة:
غسل الدواجن واللحوم الفاسدة بالكلور: لإزالة البكتيريا والرائحة الكريهة.
الخطر: قد يسبب تهيج المعدة والأمعاء، والتسمم، وأضراراً مسرطنة على المدى الطويل.
حقن اللحوم بغاز أول أكسيد الكربون (CO): لتغيير لونها إلى الوردي وجعلها تبدو طازجة.
الخطر: التسمم الغذائي، تفاعلات تحسسية، أضرار بالأعضاء الحيوية.
تجميد المنتجات ثم تذويبها وإعادة تجميدها:
الخطر: نمو البكتيريا مثل السالمونيلا والإيكولاي، وزيادة خطر التسمم الغذائي.
استخدام الملونات والمحليات الصناعية في الأغذية الجاهزة:
الخطر: حساسية، فرط نشاط، مشاكل في الهضم.
غسل الأسماك والمحار بمادة البورق أو الأمونيا لإظهارها طازجة:
الخطر: فشل في الكبد، تسمم شديد.
استخدام مبيّضات في الطحين لإظهاره جديداً، وحمض السوربيك لتأخير فساده:
الخطر: اضطرابات في المعدة، إعاقة امتصاص الفيتامينات.