بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوم جمركية قياسية بنسبة 54٪ على الصين، توجهت الأنظار إلى تركيا. هل ستتدفق السلع الصينية بأسعار رخيصة إلى تركيا؟ الخبراء يحذرون بشأن السوق المحلي.
إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين بنسبة 54٪ دفعت الشركات الصينية إلى البحث عن أسواق بديلة. وفقًا للخبراء، قد تكون تركيا واحدة من هذه الأسواق الجديدة.
هذا التحول في التجارة العالمية قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار في تركيا على المدى القصير، ولكن هذا الوضع يمثل تهديدًا كبيرًا للمنتجين المحليين.
من المتوقع أن توجه السلع الصينية التي تم إغلاق أسواق الولايات المتحدة أمامها إلى الدول التي تقدم مزايا ضريبية، والسؤال المطروح هو كيف ستتعامل تركيا مع هذا التحول. في حين أن الاستيراد قد يصبح مغريًا، فإن المنتجين المحليين يطالبون باتخاذ تدابير لحمايتهم.
لماذا تركيا؟ فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية جديدة على العديد من البلدان التي تعاني من عجز تجاري كبير. تركيا ليست من ضمن هذه القائمة، لكن يتم تصنيفها ضمن قائمة الرسوم العامة بنسبة 10٪.
في تصريح لخبراء الاقتصاد لموقع يورونيوز التركي، أوضح مصطفى سنمِز أن هذا الوضع قد يبدو وكأنه ميزة، لكنه في الحقيقة يمثل “فهمًا خاطئًا”.
تشمل الدول المستهدفة من قبل ترامب الصين (%54)، الاتحاد الأوروبي (%20)، فيتنام (%46)، تايوان (%32) وغيرها من الدول الآسيوية والأوروبية الكبرى. وعلى الرغم من أن الرسوم المفروضة على تركيا أقل من تلك التي تفرض على هذه الدول، يُتوقع أن يكون لها تأثيرات طويلة الأمد.
هل ستتدفق السلع الصينية إلى تركيا؟ يشير الخبراء إلى أن الدول المنتجة مثل الصين، التي تواجه خطر فقدان السوق الأمريكية، قد توجه مخزوناتها الفائضة إلى أسواق ثالثة مثل تركيا. وهذا قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار في تركيا على المدى القصير، لكنه سيؤدي إلى ضرر كبير للمنتجين المحليين.
ويشرح سنمِز هذه النقطة بقوله: “إذا قامت الصين بالممارسات التخريبية (التفريغ)، فإن المنتجين المحليين في تركيا سيتعرضون لضغوط. السلع الرخيصة ستغزو السوق المحلية، مما يؤدي إلى ضعف الصناعة”.
التأثير الأول على الولايات المتحدة: الأسعار المرتفعة تتوقع الخبيرة الاقتصادية من جامعة أكسفورد، كلاريسا هان، أن أول من سيتأثر بالرسوم الجمركية هم المستهلكون الأمريكيون. وقالت هان: “ستقوم الشركات بنقل التكاليف الجديدة إلى العملاء، مما سيؤدي إلى زيادة الأسعار”، مشيرة إلى أن التضخم في السوق الداخلي سيكون أمرًا لا مفر منه.
وقال مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في موديز، إن الأمريكيين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط سيكونون الأكثر تأثرًا بهذه العملية، مضيفًا: “ستتسع فجوة عدم المساواة في الدخل، وستحدث خسارة في الثروة”.
الشركات التكنولوجية صامتة: ماذا ستفعل تسلا وآبل؟ قد تجد الشركات التكنولوجية التي تعتمد على الإنتاج في آسيا نفسها في موقف صعب بسبب القرارات الجديدة. على سبيل المثال، تأتي 51٪ من إنتاج تسلا من مصانعها في الصين، بينما تصنع آبل الجزء الأكبر من هواتف آيفون في الهند وفيتنام. قد تضطر هذه الشركات إلى تعديل استراتيجياتها بسبب الرسوم الجديدة.
ويطرح مصطفى سنمِز أسئلة مثل: “كم عدد الشركات التي ستكون مستعدة لنقل مصانعها إلى الولايات المتحدة؟ هل سيكون هناك قوة عمل كافية وبنفس الظروف الاقتصادية؟”
رد فعل قوي من الاتحاد الأوروبي: وصف رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قرار ترامب بأنه “ضربة كبيرة للاقتصاد العالمي”. كما أصدرت دول مثل الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا تحذيرات للولايات المتحدة بشأن “إجراءات مضادة حازمة”.
وأضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن هذا القرار “قاسي وغير مبرر” وقال: “سيكون ضارًا لكل من الاقتصاد الأمريكي والنظام العالمي”.
الاتحاد الأوروبي يواجه رسومًا جمركية بنسبة 20٪، مما يثير مخاوف من بداية حرب تجارية بين الطرفين.
ماذا ستفعل تركيا؟ لم يتم الإعلان رسميًا عن رد فعل تركيا حتى الآن، لكن الخبراء يعتقدون أن تركيا، بسبب تكاملها الاقتصادي الوثيق مع الاتحاد الأوروبي، ستضطر إلى اتباع سياسة الاتحاد الأوروبي في هذه المسألة.
وأوضح سنمِز: “يجب على تركيا التنسيق مع الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت ذاته يجب أن توازن اتخاذ تدابير لحماية منتجيها المحليين”.
في هذه المرحلة، قد تحتاج تركيا إلى إعادة النظر في تنويع صادراتها ومراجعة الأنظمة الجمركية.
هل نهاية التجارة الحرة؟ أثارت الرسوم الجمركية الجديدة لترامب تساؤلات حول مستقبل النظام التجاري العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية. وقال تاكاهيدي كيتشي من معهد نومورا للبحوث: “قد يؤدي هذا إلى تدمير النظام التجاري العالمي”، بينما يواصل الخبراء وصف هذه المرحلة بـ “حروب التجارة 2.0”.
تعتقد الأغلبية أن هذه الفترة تمثل نقطة تحوّل مع الكثير من الفرص والتهديدات في آن واحد بالنسبة لدول مثل تركيا.
ردود فعل قادة العالم: الحرب الاقتصادية بدأت أثار إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية الجديدة في 5 أبريل ردود فعل قوية من قادة العالم. وصفت أورسولا فون دير لاين القرار بأنه “ضربة كبيرة للاقتصاد العالمي” وقالت: “ستكون لهذا القرار نتائج ضخمة تؤثر على ملايين الأشخاص”.
وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن القرار “قاسي وغير مبرر”، مضيفًا أن “الاقتصاد الأمريكي والمستهلكين سيصبحون أكثر فقرًا وضعفًا”.
دول أخرى مثل الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، تايلاند، تايوان والهند اعتبرت القرار “أحاديًا وضارًا”، بينما حذرت كندا، البرازيل والمكسيك من أن زيادة الرسوم ستضر اقتصاداتهم.
داخل الاتحاد الأوروبي، تصاعدت الرسائل التي تدعو إلى “مقاومة جماعية” لهذه السياسة، فيما تم التعبير عن إمكانية بدء “إجراءات قانونية دولية” في الأيام القادمة من قبل البرلمان الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية.
ترجمة وتحرير: تركيا الان
وضعت شرطة إسطنبول حداً لمسلسل جرائم هزّ الشارع، بعد أن تمكنت من القبض على طفل…
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور للحم مفروم تم شراؤه من أحد الفروع التابعة لسلسلة…
أسعار الذهب تحقق أرقامًا قياسية واحدة تلو الأخرى، والأنظار تتجه نحو الأرقام المرتفعة. المواطنون الذين…
الطقس البارد الذي ضرب تركيا في شهري مارس وأبريل، وكان قارساً لدرجة أنه أعاد للأذهان…
اشتهرت الفنانة التركية الشهيرة بولنت أرسوي مؤخرًا بظهورها اللافت في برنامج ""جميلات العالم في عطلة ،…
أعلن وزير المواصلات والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أن مطار إسطنبول سيبدأ يوم…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.