انتحار بسبب تهمة مفبركة في عهد إمام أوغلو… القصة الكاملة على لسان الزوجة

اتهمت أرزو تورغوت أوتشار، زوجة موظف بلدية سابق، رئيس بلدية إسطنبول الموقوف أكرم إمام أوغلو، بالتسبب بشكل غير مباشر في انتحار زوجها بعد اتهامه زورًا باختلاس أموال خلال فترة عمله كأمين صندوق في بلدية بيليك دوزو، غرب إسطنبول.

وقالت أرزو، في تصريحات أثارت تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، إنها كانت من مؤيدي إمام أوغلو سابقًا، لكنها تراجعت عن ذلك بعدما “كشفت الحقائق”، مضيفة: “أعتقد أن تركيا تخلّصت من بلاء كبير”.

بداية القضية
وتعود تفاصيل الحادثة إلى 29 يناير/كانون الثاني 2019، عندما أقدم الموظف ياشار أوتشار على الانتحار بعد تعرضه لما وصفته عائلته بـ”الضغوط النفسية والتشهير الوظيفي”، على خلفية اتهامه باختلاس مبلغ قدره 160 ألف ليرة تركية. وتشير أرملته إلى أن زوجها تعرض لحملة تنكيل ومضايقات شديدة لدفعه للاعتراف بتهمة لم يرتكبها.

“تم إتلاف الأدلة عمداً”
أكدت أرزو أن الأدلة التي كانت من الممكن أن تثبت براءة زوجها قد تم التلاعب بها، مشيرة إلى أن تقرير الخبراء الفنيين كشف أن جهاز الكمبيوتر الخاص بزوجها تعرّض للتلف عمدًا من خلال تمرير تيار كهربائي أدى إلى احتراق القرص الصلب. وأضافت: “عندما تمت إعادة الجهاز إلى البلدية من قبل النيابة، تم إتلافه بشكل أكبر، كما تم محو بيانات جهاز آخر كان يستخدمه زميل زوجي بالكامل”.

اقرأ أيضا

ضغط نفسي للاعتراف
اتهمت أرزو بلدية بيليك دوزو آنذاك بممارسة ضغوط نفسية شديدة على زوجها لدفعه إلى الاعتراف بالجريمة، قائلة: “قالوا له: إذا لم تعترف، ستحاكم بالسجن من 13 إلى 15 عامًا، وسيفرض حجز على راتبك، وسيُلغى تقاعدك. أرادوا منه أن يعترف حتى تُغلق القضية قبل أن تظهر حقائق أخرى عند فحص الأجهزة”.

أطفال شهدوا المشهد المأساوي
في حديث مؤثر، قالت أرزو إن طفليها، اللذين كانا يبلغان من العمر 14 و17 عامًا حينها، شهدا مشهد انتحار والدهم. وأضافت: “من تسببوا في هذا سيحاسبون. أريد أن يبرد قلبي. لا يمكن نسيان ما حدث”.

“لم يكن مذنبًا”
وبحسب روايتها، فإن زوجها لم يكن الشخص الذي ألغى الإيصال المالي المتعلق بالقضية، رغم ظهوره أمام الحاسوب وقت العملية. وأوضحت أن تقرير الخبراء أكد وجود إمكانية للوصول إلى الحاسوب عن بُعد، وأن الجهاز كان يعاني من مشكلات تقنية كالتجمد وانطفاء الشاشة، مما يجعل تحميله المسؤولية أمراً غير منطقي.

“تجربتي كشفت لي الحقيقة”
اختتمت أرزو حديثها بالقول: “ما أقوله اليوم ليس فقط لأنني عشت هذه المأساة، بل لأنني اطّلعت على وثائق ومعلومات خلال ست سنوات من المعاناة. كنت أؤمن بإمام أوغلو، لكنني صحوت من هذا الوهم. أنا سعيدة باسم تركيا؛ لأنها تخلّصت من كارثة حقيقية”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.