تحذير مهم من رئيس “مجلس الذهب العالمي”: تقلبات مرتقبة قد تهز سوق الذهب!

بينما أربكت الحرب التجارية العالمية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خلال تعريفاته الجمركية الجديدة الأسواق المالية، تحول اهتمام المستثمرين نحو الملاذ الآمن: الذهب. ومع تزايد التساؤلات حول مستقبل أسعار الذهب، جاءت تحذيرات لافتة من رئيس قسم الأبحاث العالمية في مجلس الذهب العالمي، خوان كارلوس أرتيغاس.

ترامب يشعل فتيل حرب تجارية جديدة

أشعلت تعريفات ترامب الجمركية فتيل حرب تجارية جديدة في الأسواق العالمية، ما دفع الأسواق من آسيا إلى أوروبا إلى دق ناقوس الخطر. وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، ازداد إقبال المستثمرين على الذهب، بينما أصبح مستقبل أسعار المعدن الأصفر محل ترقب كبير.

تراجع ثم ارتفاع قياسي

وبعد التوترات الأخيرة، سجلت أسعار الذهب يوم الجمعة الماضي تراجعاً تجاوز نسبة 2%. غير أن أونصة الذهب عاودت الارتفاع يوم أمس لتسجل رقماً قياسياً جديداً بلغ 3167.86 دولاراً، قبل أن تتراجع إلى 3010 دولارات بفعل استمرار حالة الغموض بشأن الرسوم الجمركية.

لماذا تراجعت أسعار الذهب؟

يرى محللون أن تراجع أسعار الذهب يعود إلى قيام بعض المستثمرين بتسييل مراكزهم في الذهب لتعويض خسائرهم في أسواق الأسهم. ورغم هذا التراجع، يؤكد خبراء الذهب والسلع أن حالة عدم اليقين تعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن، في وقت يُتوقع أن تستمر البنوك المركزية بشراء الذهب، مما يدعم الطلب عليه.

تحذيرات من مجلس الذهب العالمي

وقال خوان كارلوس أرتيغاس، رئيس قسم الأبحاث العالمية في مجلس الذهب العالمي، إن أسعار الذهب أظهرت اتجاهاً صعودياً متماسكاً منذ بداية العام، وأن من الطبيعي أن نشهد بعض الاستقرار في الأسعار بعد موجة الارتفاعات الأخيرة.

اقرأ أيضا

وأضاف أن تأثير التعريفات الجمركية على أسواق الذهب لا يزال غير واضح بالكامل، قائلاً: “ربما أقدم بعض المشاركين في السوق على جني أرباح جزئي من مراكزهم السابقة في الذهب. ومع ذلك، تُظهر تحليلاتنا أن هناك أسساً قوية يمكن أن تدعم الطلب الاستثماري على الذهب في البيئة الحالية. كما أن التراجع في الأسعار قد يوفر متنفساً للحفاظ على الطلب الاستهلاكي.”

رياح معاكسة مؤقتة في سوق الذهب

وأشار أرتيغاس إلى أن سوق الذهب قد يواجه بعض التحديات المؤقتة في الفترة المقبلة، مثل عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين أو ردود الفعل السريعة تجاه الأخبار الاقتصادية. لكنه أوضح أن هذا التراجع لا يُعد أمراً سلبياً بالضرورة، بل قد يكون فرصة جيدة لكثير من المستثمرين، خاصة وأن الذهب حقق ارتفاعاً كبيراً منذ بداية العام تجاوز 14%، مما يجعله من بين أفضل الأصول أداءً حتى الآن.

الضغوط البيعية لن تدوم

من جانبها، أوضحت إستراتيجية السلع في مجموعة “ING Think”، إيفا مانثي، أن إعلان التعريفات الجمركية في بداية الأسبوع أدى إلى مخاوف من ركود اقتصادي عالمي، ما تسبب في بيع الأسهم، وهو ما انعكس أيضاً على أسعار الذهب.

وأضافت مانثي: “أحياناً يضطر المستثمرون إلى بيع الذهب لتعويض الخسائر في أصول أخرى. لكننا نعتقد أن الضغط البيعي على الذهب سيكون قصير الأمد، لأن حالة الغموض بشأن التجارة والتعريفات ستواصل تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن. وطالما أن ترامب في البيت الأبيض، فإن الغموض وعدم القدرة على التنبؤ سيستمران، ما يعني أن الذهب سيواصل الاستفادة من هذا الوضع”.

البنوك المركزية ستواصل الشراء

وأشارت مانثي إلى أن البنوك المركزية، ومن بينها بنك الصين المركزي، تواصل شراء الذهب رغم ارتفاع الأسعار، وذلك في إطار جهود تنويع الاحتياطات وسط السياسات التجارية غير المتوقعة التي ينتهجها ترامب.

ولفتت إلى أن بنك الصين المركزي أضاف الذهب إلى احتياطاته للمرة الخامسة على التوالي خلال شهر مارس، ورجحت أن تستمر هذه السياسة في الفترة المقبلة.

وختمت مانثي بالقول: “في الفترة الأولى من رئاسة ترامب، قام بنك الصين المركزي بشراء الذهب لمدة 10 أشهر متتالية. ونعتقد أن التوترات الجيوسياسية والبيئة الاقتصادية ستدفع البنوك المركزية لمواصلة تخصيص جزء من احتياطاتها للذهب، مما سيشكل عاملاً داعماً لأسعاره مستقبلاً”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.