اكبر كارثة في تاريخ تركيا.. “عمري 74 عاماً، ولم أرَ شيئاً كهذا في حياتي”.

الطقس البارد الذي ضرب تركيا في شهري مارس وأبريل، وكان قارساً لدرجة أنه أعاد للأذهان قسوة الشتاء، ألحق أضراراً جسيمة بالمزارع. وفي تصريح حول مصير المحاصيل، قال وزير الزراعة والغابات إبراهيم يومكلي: “لقد شهدنا واحدة من أكبر موجات الصقيع الزراعي في تاريخنا”.

وفي تونجلي، التي تُعد من أهم مراكز إنتاج التوت في تركيا، تم تسجيل خسائر بنسبة 100% في أشجار التوت. أما في مالاطيا، فقد تضررت البنية لأشجار المشمش نتيجة موجة الصقيع. ووصف أحد المزارعين من مالاطيا حجم الكارثة قائلاً: “عمري 74 عاماً، ولم أرَ شيئاً كهذا في حياتي”.

وفي وقت كانت تركيا تترقب حلول الربيع خلال شهري مارس وأبريل، عاد الشتاء ليُظهر وجهه القاسي من جديد، حيث تساقطت الثلوج الكثيفة هذا الأسبوع على معظم أنحاء البلاد. هذه الأجواء، التي حذرت منها هيئة الأرصاد الجوية مراراً، تسببت في كارثة صقيع أضرت بالمزارع.

وقد شرح وزير الزراعة والغابات حجم الكارثة بكلمات واضحة قائلاً:
“خلال شهري مارس وأبريل، وخاصة في الأيام الثلاثة الأخيرة (10-11-12 أبريل)، واجهنا موجة صقيع وتساقط ثلوج وأمطار بَرَد نتيجة الانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة”.

“أكبر كارثة في التاريخ”

واضاف الوزير ” شهدت بعض المناطق خلال الأيام الثلاثة الأخيرة انخفاضاً حاداً في درجات الحرارة، حيث وصلت في بعض الأماكن إلى ما دون 15 درجة تحت الصفر، وتم تسجيل أدنى درجات حرارة خلال الثلاثين عاماً الماضية في عدد من المناطق. ونتيجة لهذه الظروف الجوية القاسية، وللأسف، وبعد موجة الصقيع الزراعي الكبرى التي شهدناها عام 2014، تعرضنا لإحدى أكبر كوارث الصقيع الزراعي في تاريخنا.

نتمنى السلامة لجميع مزارعينا ومنتجينا. ومنذ أيام، تواصل وزارة الزراعة والغابات جهودها على مدار الساعة، من خلال فرقها المنتشرة في الميدان إلى جانب المزارعين، بهدف تقليل تأثير هذه الكارثة إلى أدنى حد ممكن. ولا تزال جميع فرقنا تواصل عمليات الرصد والتقييم على الأرض”.

وتابع الوزير ” نود أن نذكّر مزارعينا المتضررين من الصقيع والبَرَد، بضرورة التوجه إلى مديريات الزراعة والغابات في ولاياتهم ومناطقهم للإبلاغ عن الأضرار، أما المزارعون المؤمنون ضد المخاطر الزراعية، فيمكنهم الإبلاغ عن الأضرار عبر الاتصال بخط “ALO TARSİM 172″ أو التوجه إلى وكلاء التأمين.

وكما هو الحال دائماً، ستواصل وزارتنا الوقوف إلى جانب المنتجين بعد هذه الكارثة، التي تُعد من أكبر الكوارث التي طالت مساحات واسعة في السنوات الأخيرة، وذلك لضمان استمرارية الإنتاج الزراعي.

أجدد تمنياتي بالسلامة لجميع منتجينا، وأسأل الله أن يحفظ وطننا من كل شر ومكروه ومن كافة الكوارث”.

لم تسلم شجرة واحدة من الأضرار
تسببت الكارثة في أيام عصيبة اجتاحت أهم المناطق الزراعية في تركيا.

ففي قضاء جميشغازك التابع لولاية تونجلي، والذي يُعد أحد أبرز مراكز إنتاج التوت في تركيا، تعرض توت “أولوكاله” الشهير والمسجل كمنتج ذو مؤشر جغرافي، لأضرار جسيمة بسبب تساقط الثلوج وموجة الصقيع. وقد أظهرت معاينات الفرق الميدانية أن نسبة الأضرار في أشجار المنطقة وصلت إلى نحو 100%.

الحراسة الليلية لم تشفع للمحاصيل
وفي محاولة لحماية محصولهم، أوقد مزارعو التوت النيران بجوار الأشجار طوال الليل، غير أن محاولاتهم لم تفلح. وروى أحد المزارعين معاناته قائلاً:
علمنا من الأرصاد الجوية قبل يومين أو ثلاثة أن موجة صقيع قادمة، ومع أننا كنا نعلم أن الإجراءات غير مجدية، قمنا رغم ذلك بإشعال النيران تحت الأشجار باستخدام القش والحطب والأعشاب، ولكن بلا جدوى. وقبل الفجر تساقطت الثلوج وأتت على كامل المحصول.”

أما في مالاطيا، فقد تسببت موجة الصقيع التي اجتاحت المنطقة بأضرار جسيمة لمحاصيل المشمش، إلى جانب العديد من أصناف الفاكهة الأخرى.
وقال رئيس فرع غرفة المهندسين الزراعيين في مالاطيا، فوزي تشيتشيك، إن درجات الحرارة انخفضت في بعض المناطق إلى ما دون 13 درجة تحت الصفر، مؤكداً أن موجة الصقيع لم تتلف الثمار فحسب، بل ألحقت ضرراً ببنية الأشجار  أيضاً. وأضاف أن الحجم الحقيقي للأضرار سيتضح بشكل أوضح خلال الأيام القادمة.

من جهته، قال أحد المزارعين، الذي كان قد أجرى خمس جولات من رش المبيدات وكان يستعد للجولة السادسة، إن موجة الصقيع باغتته قبل إتمام التحضيرات، معلقاً بقوله:
“عمري 74 عاماً، ولم أشهد كارثة كهذه طوال حياتي”.

لن نجد المشمش في منطقة الأناضول  هذا العام

تسببت البرودة الشديدة التي ضربت سيفاس مؤخراً في تأثيرات سلبية على أشجار المشمش. ومن المتوقع أن يشهد محصول المشمش انخفاضاً في الكمية بسبب موجة الصقيع.

وقال مزارع المشمش في الأناضول الوسطى، فوزي غوكسو: “لقد ضرب البرد جميع أشجار المشمش لدينا. جميع الأزهار على الأشجار جفت وتساقطت. إذا كانت حالة الأشجار في كل مكان على هذا النحو، فلن نجد المشمش هذا العام في منطقة الأناضول الوسطى. لم يبقَ لدينا أي زهرة حية. لا يمكننا فعل شيء حيال ما كتب الله.”

وفي مدينة قيصري، تسببت موجة الصقيع الزراعي في تضرر أشجار الفاكهة في مناطق ياهالي، ديفيلي، وشيلي حصار.

وقال مزارع للفاكهة مثل المشمش والتفاح والسفرجل: “لقد كنا نكافح في الأراضي طوال الأيام الثلاثة الماضية. اتخذنا تدابيرنا، لكن للأسف لم نرَ أي فائدة. الأشجار تضررت بنسبة 90% جراء البرد.”

ترجمة وتحرير تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.