حفلات، رقص، وسيارات مستأجرة بمليارات الليرات.. تقرير يكشف كيف أهدرت بلدية إسطنبول أموال سكان المدينة

كشف تقرير التدقيق المالي لبلدية إسطنبول الكبرى لعام 2024 عن أرقام مثيرة للجدل، حيث أظهر التقرير أن البلدية سجّلت عجزاً مالياً بلغ 59 مليار ليرة تركية خلال العام الماضي، بينما قفز إجمالي ديونها إلى مستوى غير مسبوق وصل إلى 264 مليار ليرة.

جاء ذلك خلال اجتماع مجلس بلدية إسطنبول الكبرى، الذي عُقد برئاسة نائب رئيس المجلس نوري أصلان داخل مبنى البلدية بمنطقة سراج هانه، حيث تم استعراض تقرير التدقيق أمام أعضاء المجلس.

عجز ضخم وتراجع في تغطية النفقات

وفي تعليقه على التقرير، أوضح عضو مجلس البلدية عن حزب العدالة والتنمية، محمد كاينار، أن بلدية إسطنبول حققت إيرادات بلغت 179.6 مليار ليرة تركية خلال عام 2024، مقابل مصروفات وصلت إلى 238.9 مليار ليرة، أي بعجز يُقدّر بنحو 59 مليار ليرة٬ وذلك بحسب خبر نشرته صحيفة تركيا وترجمه موقع تركيا الان

وتابع كاينار ساخراً من التصريحات السابقة حول “بركة الميزانية” قائلاً:
“كان البعض يروج لفكرة أن بركة حلت على ميزانية إسطنبول، ولكن الحقيقة أن العجز المالي بلغ 33%، أي أن الإيرادات لم تكن كافية لتغطية النفقات، والفارق كبير جداً مقارنة بما كانوا ينتقدونه عندما تجاوز عجز ميزانية الدولة نسبة 5%.”

وأضاف كاينار أن حصة الأسد من إيرادات بلدية إسطنبول، وتحديداً 155 ملياراً و317 مليون ليرة، جاءت من الحكومة المركزية عبر عائدات الضرائب وحصص الإدارات المحلية، ما يعادل 86.46% من إجمالي الإيرادات، وهو ما وصفه بالاعتماد الكبير على موارد الدولة وليس على موارد البلدية الذاتية.

كما انتقد كاينار عدم تقديم البيانات المالية الخاصة بـ31 شركة تابعة للبلدية، وكذلك معلومات مجالس الإدارة والامتيازات الاجتماعية الخاصة بأعضائها إلى لجنة التدقيق، معتبراً ذلك غياباً واضحاً للشفافية.

“الديون ارتفعت بنسبة 704% خلال 5 سنوات!”

وفيما يخص ديون البلدية، أكد كاينار أن إجمالي الديون تضاعف بشكل هائل خلال السنوات الخمس الأخيرة. حيث أوضح أن ديون البلدية كانت تبلغ 26.7 مليار ليرة في نهاية عام 2018، بينما قفزت إلى 215 مليار ليرة بنهاية عام 2024، بنسبة زيادة بلغت 704%.

وأشار إلى أن هذا الرقم لا يشمل ديون شركات İSKİ (مياه إسطنبول) وİETT (مواصلات إسطنبول)، مضيفاً:
“إذا احتسبنا ديون İSKİ وİETT، يرتفع إجمالي الدين إلى 264 ملياراً و916 مليون ليرة.”

ملايين الليرات للحفلات وتذاكر الطيران!

كما كشف كاينار عن إنفاق بلدية إسطنبول الكبرى 1 مليار و345 مليون ليرة خلال عام 2024 على مناقصات متعلقة بالأنشطة الثقافية والتنظيمية، والتي شملت حفلات موسيقية، عروض رقص، تذاكر طيران، وحجوزات فنادق.

واتهم كاينار إدارة البلدية بـ”تبديد المال العام تحت غطاء الفعاليات”، مؤكداً أن معظم هذه الفعاليات تم تنفيذها عن طريق شركات مقاولات فرعية مقابل أسعار أعلى بكثير من أسعار السوق.

وفيما يخص ملف استئجار المركبات، أشار كاينار إلى أن البلدية أنفقت وحدها 1.9 مليار ليرة خلال عام 2024 على تأجير السيارات، حيث بلغ عدد المركبات المستأجرة 2,210 سيارة.

ارتفاع كبير في عدد الموظفين

ولم يغفل كاينار الحديث عن الزيادة اللافتة في أعداد الموظفين، إذ ارتفع عدد العاملين ضمن كوادر البلدية ليصل إلى 72 ألفاً و844 موظفاً خلال عام 2024.

كما أشار إلى أن هيئة النقل العام İETT وحدها شهدت زيادة ملحوظة في عدد موظفيها، حيث تم توظيف 3,629 شخصاً إضافياً خلال عام واحد فقط.

مناقصات بمليارات الليرات… بلا منافسة!

وفي ختام كلمته، انتقد كاينار طريقة طرح المناقصات، مشيراً إلى أن أكثر من 66% من المناقصات التي تجاوزت قيمتها 90 مليار ليرة خلال عام 2024 تمّت تقريباً بدون منافسة حقيقية.

وأوضح أن أسلوب الدعوة المباشرة استُخدم بدلاً من المناقصات المفتوحة، مما قلّل من فرص الحصول على أسعار منخفضة، وأدى إلى ارتفاع كبير في التكاليف على حساب المال العام.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.