مع احتدام الأزمة الأمريكية التركية، تسعى إسرائيل للاستفادة بشتى السبل من هذا الوضع، وذلك بنزع حصة تركيا في صفقة طائرات “أف 35” الأمريكية.
فخلال الفترة الأخيرة، سعت إسرائيل للاستفادة من الأزمة الراهنة بين الحليفين القديمين، حيث تمارس جهات سياسية إسرائيلية ضغوطا شديدة لنقل صيانة محركات طائرات “أف 35” من تركيا إلى إسرائيل.
وحسب القناة الإسرائيلية الثانية، فإن سلاح الجو الإسرائيلي غير راض عن هذا الوضع، بادعاء أنه قد يكشف أسرارا عسكرية ولذلك تردد بهذا الشأن، خاصة وأن حدة التوتر المتصاعدة بين واشنطن وأنقرة قد تجد لها حلا.
وأضافت أن الأزمة الحالية في العلاقات بين واشنطن وأنقرة تفتح الباب على إمكانية نقل صيانة المحركات من تركيا إلى إسرائيل.
وأوضحت أن المستويات السياسية الإسرائيلية المختلفة، وبتشجيع من المبادر للفكرة يائير لبيد، تعمل على إقناع الشركة المنتجة بإجراء عملية النقل.
ورغم أنه لم يصدر أي قرار بعد بهذا الشأن، فإن عدة شركات إسرائيلية بدأت بالدفع بهذه المبادرة، والاستعداد لعملية الصيانة في حال اتخذ القرار بالنقل.
يذكر أن الشركة المنتجة لطائرات “أف 35” توزع إنتاج وصيانة الأجزاء المختلفة للطائرات على دول مختلفة، بينها المصنع المسؤول عن صيانة محرك الطائرة، في تركيا.
بدوره وجه وزير الخارجية الألماني السابق سيغمار غابرييل نداء عاجلا إلى ألمانيا وأوروبا بعدم عزل تركيا، نظرا للتداعيات السياسية والاقتصادية والأمنية “الخطيرة” التي قد تواجهها.
وقال غابرييل أمس الاثنين، في تصريحات صحفية: “علينا أن نفعل كل شيء للحفاظ على مصلحتنا مع تركيا.. فعزل أنقرة يمكن أن يدفعها لتسليح نفسها نوويا على المدى الطويل، والانقياد إلى طريق مجهول”.
وأوضح الوزير أن الشعب التركي بحاجة الآن لإشارة واضحة بعدم مشاركة ألمانيا والاتحاد الأوروبي بمحاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزعزعة الاستقرار الاقتصادي لبلادهم.
ورأى أن الولايات المتحدة تمارس أمرا غير مشروع مع دولة شريكة في حلف شمال الأطلسي بمحاولتها من خلال العقوبات دفع تركيا للانهيار.
وأكد غابرييل على أن أي اضطراب في أنقرة لن يؤثر على واشنطن البعيدة عن المنطقة، بل ستدفع أوروبا ثمنه عبر اضطرابات اقتصادية وتزايد موجات الهجرة واللجوء القادمة إليها من تركيا.
وطالب بالتفكير في ما يمكن لتركيا أن تفعله أكثر من ذي قبل إن خرجت من حلف الأطلسي، معبرا عن تخوفه من دفع قوى قومية تركية هذا البلد خلال وقت قريب أو متأخر للسير على خطى كوريا الشمالية أو إيران، والسعي لامتلاك قنبلة نووية لحماية نفسها من مخاطر الاعتداء.
واعتبر الوزير السابق توجه أنقرة لشراء منظومات دفاع جوي متطورة من روسيا، علامة إنذار للاتجاه الذي يمكن لتركيا المضي فيه إن ابتعدت عن الغرب.
وشدد على وجود مصلحة لألمانيا بعلاقات جيدة مع تركيا، مشيرا إلى وجود الإمكانية أمام برلين والاتحاد الأوروبي لمساعدة أنقرة في تجاوز أزمتها الراهنة.
المصدر: وكالات