بعد مرور عامين على استكمال عملية “درع الفرات”، باتت معالم التنمية واضحة بشكل ملحوظ في المناطق السورية التي طهّرها الجيش التركي بالتعاون مع الجيش السوري الحر، من الإرهاب.
في إطار “درع الفرات” التي انطلقت يوم 24 أغسطس/ آب 2016، تمكنت القوات المسلحة التركية و”الجيش الحر” من تطهير مساحة 2055 كيلومترا مربعا من الأراضي شمالي سوريا.
وازداد في الآونة الأخيرة زخم الإجراءات الرامية إلى تطوير وتنمية المناطق المحررة، في كافة المجالات، تزامنًا مع زيادة ملحوظة في أعداد السكان العائدين بعد إرساء الأمن والاستقرار.
وانتهت العملية العسكرية في 29 مارس/ آذار 2017، بعد أن استطاعت القوات المشاركة فيها، تحرير مدينة جرابلس الحدودية مروراً بمناطق وبلدات مثل الراعي ودابق وأعزاز ومارع وانتهاءً بمدينة الباب التي كانت معقلاً لتنظيم “داعش” الإرهابي.
وبفضل درع الفرات، أصبحت المناطق المحررة في الشمال السوري، مقصدا آمنا للمدنيين الفارين من ظلم إرهابيي “داعش” و”ب ي د” (الذراع السوري لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية).
– تعزيز الأمن
بعد اكتمال العملية، بدأت المنطقة الآمنة بين أعزاز وجرابلس شمالي سوريا، تُذكر باسم “درع الفرات”، وكانت الأولوية هي إعادة الحياة إلى طبيعتها وضمان عودة الأهالي إلى منازلهم.
ونجحت فرق سورية مدربة من قبل الجيش التركي، في تفكيك كميات كبيرة من الألغام والمتفجرات بالمنطقة المحررة.
وبدأت قوة مكونة من 5 آلاف عنصر مهامها في المنطقة، بعد تخرجها من دورات تدريب على يد جهاز الشرطة التركي في جرابلس والباب وأعزاز.
– تأسيس إدارات مدنية
شهدت المناطق المحررة تأسيس مجالس محلية بعد تحقيق الأمن والاستقرار، بدعم من السلطات التركية، بغية تسريع ترميم البنية التحتية وتقديم خدمات المياه والكهرباء والنظافة وتنظيم البيئة.
– ازدياد لافت في عدد السكان
ازداد عدد السكان في المناطق المحررة 5 أضعاف في يناير/ كانون الثاني 2018، وفق إحصاءات المجالس المحلية التابعة للحكومة المؤقتة للمعارضة السورية.
ويعيش في تلك المناطق حاليًا نحو 1.5 مليون شخص، وسط عودة متواصلة يوميًا وبشكل لافت من قبل اللاجئين والنازحين.
– احتضان المهجّرين وانتعاش التجارة
استقبلت المنطقة أعدادًا كبيرة من المدنيين السوريين الذين اضطروا للنزوح من مناطق أخرى بسبب الهجمات والحصار من قبل النظام السوري.
وبعد شهور من الحرمان بسبب ممارسات “داعش”، استعادت منطقة “درع الفرات” نشاطها التجاري والاقتصادي إثر عودة السكان وتحقيق الاستقرار.
وبفضل المعابر الحدودية التي تربط تركيا بأعزاز وجرابلس، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها بشكل سريع في المنطقة.
وافتتحت مؤسسة البريد التركية (PTT)، فروعًا لها في مارع وأعزاز وجرابلس وجوبان باي والباب، لتساهم في عملية الاحياء والتنمية.
كما شهدت المنطقة زيادة في الأنشطة الزراعية والحيوانية التي تعد مصدر دخل رئيسي لدى السكان.
– ترميم المدارس
أشرفت وزارة التربية التركية ووقف معارف التابع لها، على خطوات مهمة فيما يتعلق بدعم أنشطة التدريس بمنطقة “درع الفرات” للأطفال والشباب السوريين.
وشملت الخطوات ترميم أكثر من 500 مدرسة حتى اليوم، ودعمها بالمعدات والمستلزمات اللازمة لضمان استمرار التدريس.
كما نظمت دورات ومعاهد خاصة للمدرسين الراغبين في المشاركة بتدريس الأطفال والشباب بالمنطقة.
وبلغ عدد التلاميذ في مدارس المنطقة حوالي 200 ألف منذ تحريرها من الإرهاب.
– خدمات طبية متطورة
أنشأت تركيا في المرحلة الأولى مستشفى حكوميًا بمدينة جرابلس، يشرف يوميًا على علاج حوالي 400 مريض.
وجرى في وقت لاحق ترميم مستشفى الحكمة بمدينة الباب، والأهلي في أعزاز، وإدخالهما الخدمة لعلاج المواطنين.
وتتواصل أيضًا أعمال إنشاء مستشفيات جديدة في مارع وجوبان باي والباب، لضمان تقديم الخدمات لجميع السكان.
بعد انتهاء العملية العسكرية، شرع وقف الديانة التركية في أعمال لترميم المساجد في المنطقة، واستكمل حتى اليوم ترميم 108 مساجد، بينما تتواصل أعمال ترميم 160 مسجدا.
وبدأ حوالي 500 إمام ومؤذن ومدرس للقرآن الكريم، أعمالهم في المساجد، بعد خضوعهم لدورات خاصة.
.
م.الاناضول