عمَّقت التصريحات النارية المتبادلة بين اللاعب مسعود أوزيل ومسؤولي المنتخب الألماني، وما تبِعها من تعليقات سيئة، عمَّقت من جراح ألمانيا بعد فضيحة الخروج المبكر من كأس العالم الأخيرة.
وفي هذا السياق نشرت النسخة البريطانية من موقع Goal.com، تصريحات لللاعب إيلكاي غوندوغان، عن استيائه من اعتزال أوزيل اللعب في صفوف المنتخب الألماني، مشيراً إلى أن الممارسات العنصرية دفعت زميله إلى اتخاذ قراره المؤسف.
وتجدر الإشارة إلى أن غوندوغان وأوزيل المنحدريْن من أصول تركية تعرّضا للانتقاد، على خلفية زيارتهما للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال الاستعدادات لكأس العالم الأخيرة.
وخلال المونديال الروسي الأخير، خرجت ألمانيا بخُفي حنين من البطولة، بعد توديعها المنافسة من دور المجموعات لأول مرة منذ سنة 1938. وبعد هذه النتيجة المخيبة للآمال، أصبح أوزيل بمثابة «كبش الفداء» لهذا الإخفاق، ومحل انتقاد الكثير من الأطراف بسبب أدائه في مونديال روسيا، وتم تحميله مسؤولية الخروج. وإثر ذلك، أعلن أوزيل عن اعتزاله اللعب الدولي، مما أدى إلى نشوب حرب كلامية بين اللاعب الألماني وبعض المسؤولين في الاتحاد الألماني لكرة القدم.
من جهته، يعتقد غوندوغان أن الكمَّ الهائل من الانتقادات، التي وُجهت له ولزميله، تُعزى إلى أصولهما العرقية، ولا علاقة لها بالأداء الفني على أرضية الميدان.
وقد صرَّح لاعب نادي مانشستر سيتي لإذاعة Funke Sport قائلاً: «أنت تسألني، هل تحمل قضية أوزيل دوافع عنصرية؟ ألا يعد الأمر عنصرياً حين يكتب أحد السياسيين الألمان على موقع فيسبوك، أن المنتخب الألماني يتكون من 25 لاعباً ألمانياً وأحمقين اثنين؟».
وتابع غوندوغان أنه «يجب عليك أن تقرَّ بأن هذا الأمر عنصري، ولكن هذا لا يعني أن كل الألمان عنصريون، لا أبداً. وأريد أن أقول بوضوح إنني عشت تجارب جيدة في ألمانيا طيلة حياتي، لكن هناك الكثير من الأشخاص، الذين استغلوا صورتنا مع أردوغان سياسياً. وفي هذا الإطار، تجاوز الأمر حدود العنصرية».
وقد فنَّد غوندوغان كلَّ الأخبار التي تشير إلى أن اللاعبيْن المنحدريْن من أصول أجنبية شكَّلوا كتلة منعزلة في صفوف المنتخب الألماني، مؤكداً أن كلَّ اللاعبين كانوا لُحمة واحدة في روسيا. وصرَّح غوندوغان أنه «من الطبيعي أن نجد بعضَ التعليقات السخيفة هنا وهناك، بشأن بعض المنشورات على إنستغرام.
ويعد التعامل مع هذا الأمر بشكل إيجابي أمراً طبيعياً للغاية، ولكن ذلك لا يعدو أن يكون وسيلة ترفيه وليس له علاقة بالعنصرية. وخلال سنة 2014، كان المنتخب الألماني محلَّ إشادة مختلف الجماهير. وبعد كأس العالم الأخيرة المخيبة للآمال، كثُر الحديث حول التكتلات المتفرِّقة، وذلك على الرغم من أن المنتخب الحالي يضم نفس اللاعبين، وفي الوقت الراهن يبدو أن الانتقادات أصبحت مبالغاً فيها».
وتابع لاعب نادي مانشستر سيتي أنه «على المستوى الرياضي، أعتقد أن اعتزال أوزيل أمر مؤسف، خاصة أنه فعل الكثيرَ من أجل كرة القدم الألمانية. ويعد اعتزال هذا اللاعب خسارةً بالنسبة للمنتخب الألماني، علماً أنه بذل مجهوداتٍ كبيرةً من أجل مساعدتي أنا شخصياً. في الواقع يعد أوزيل أحد اللاعبين الذين شجعوني على الانضمام للمنتخب الألماني».
وتابع لاعب نادي مانشستر سيتي أن «أوزيل مهَّد لي الطريق للعب في صفوف هذا المنتخب، لهذا السبب تمنَّيت أن يتم توديعه بشكل أفضل. ويمكنني القول إن زميلي قرَّر أن تسير الأمور بهذا الشكل، وفي حال كنت مكانه، لتصرَّفت على نحو مختلف، خاصة أن شخصيتي مختلفة عن شخصيته».
وأردف غوندوغان: «في وقت ما أردت فيه أن أعلق على قضية أوزيل بشكل فوري، لذلك كنت أفكر في الخوض في الأمر مع الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير».
ويبدو أن قرار أوزيل بالاعتزال لا رجعة فيه، رغم تمسك مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف به، ودعمه له خلال الحملة العنصرية التي شُنّت ضده.
.
وكالات