تركيا وروسيا وإيران تفشل في الاتفاق على هدنة تمنع هجوما على إدلب بسوريا

أخفق رؤساء تركيا وإيران وروسيا يوم الجمعة في الاتفاق على وقف لإطلاق النار من شأنه أن يمنع هجوما للنظام السوري على محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة والذي تخشى الأمم المتحدة أن يسبب كارثة إنسانية تحل بعشرات الآلاف من المدنيين.

واتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيراه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في بيان ختامي عقب اجتماعهم في طهران على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع وأنه يجب حله من خلال عملية تفاوض سياسية.

لكن مع قيام الطائرات الحربية السورية والروسية بضربات جوية في إدلب صباح يوم الجمعة في تمهيد محتمل لهجوم واسع، عارض بوتين وروحاني دعوة الرئيس أردوغان إلى الهدنة.

وقال الرئيس التركي إنه يخشى حدوث مجزرة وإن بلاده لا يمكنها استيعاب تدفق المزيد من اللاجئين عبر الحدود.

لكن بوتين قال إن وقف إطلاق النار سيكون بلا فائدة ولن يشمل الجماعات المتشددة التي تعتبرها بلاده إرهابية. وقال روحاني إن سوريا يجب أن تستعيد السيطرة على كل أراضيها.

وإدلب آخر معقل كبير في أيدي المعارضة المسلحة وهجوم النظام قد يكون آخر معركة كبيرة في الحرب.

وتمثل محادثات الزعماء الثلاثة في طهران نقطة شديدة الأهمية في الحرب الدائرة منذ نحو سبع سنوات والتي قتلت أكثر من نصف مليون شخص وأجبرت 11 مليونا على الفرار من منازلهم.

وقال أردوغان في تصريحاته في بداية الاجتماع إن وقف إطلاق النار في إدلب سيكون نصرا للقمة.

ورد بوتين قائلا ”الواقع هو أنه لا يوجد ممثلون للمعارضة المسلحة هنا حول هذه الطاولة. كما لا يوجد ممثلون لجبهة النصرة أو داعش أو الجيش السوري“.

وتابع ”أعتقد بشكل عام أن الرئيس التركي على صواب. سيكون هذا جيدا. لكن ليس بوسعي الحديث نيابة عنهم والأهم من ذلك هو أنني لا يمكنني الحديث نيابة عن إرهابيين من جبهة النصرة أو داعش لأقول إنهم سيوقفون إطلاق النار أو استخدام الطائرات المسيرة المزودة بالقنابل“.

واتفق الرؤساء في البيان الختامي على ضرورة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والجماعات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة والمصنفة باعتبارها إرهابية. لكنهم أضافوا أن هناك جماعات معارضة مسلحة أخرى يمكن أن تنضم إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

ودعا البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لسوريا والمساهمة في استعادة خدمات البنية التحتية.

وأضافوا أنه يجب بذل الجهود لتهيئة الظروف من أجل عودة اللاجئين بأمان.

* ”معركة رهيبة ودموية“

اقرأ أيضا

أبرز أحداث عام 2024 التي شغلت العالم

قال روحاني إن المعركة في سوريا ستستمر حتى يتم طرد المتشددين من البلد بالكامل لا سيما في إدلب لكنه أضاف أن أي عمليات عسكرية يجب أن تتفادى الإضرار بالمدنيين.

ودعا كل المسلحين في سوريا إلى إلقاء السلاح والسعي للتوصل إلى نهاية سلمية للصراع.

وقال ”المعركة ضد الإرهاب في إدلب جزء لا يتجزأ من مهمة إعادة السلام والاستقرار إلى سوريا، لكن هذه المعركة ينبغي ألا تؤذي المدنيين وتفضي إلى انتهاج سياسة الأرض المحروقة“.

وقال أردوغان إنه لم يعد بوسع تركيا أن تستقبل المزيد من اللاجئين من سوريا إذا نفذت دمشق الهجوم. واستقبلت تركيا 3.5 مليون لاجئ من سوريا منذ بدء الحرب في 2011.

وأضاف ”مهما كانت المبررات هناك هجوم … سيسفر عن كارثة ومجزرة ومأساة إنسانية“.

وأضاف ”سيتدفق الملايين على حدود تركيا لأنه لا مكان آخر لديهم. استنفدت تركيا طاقتها لاستضافة اللاجئين“.

ولم يشارك النظام السوري بشكل مباشر في القمة كما لم تشارك الولايات المتحدة أو قوى غربية أخرى.

وتعرضت الولايات المتحدة لانتقادات من جميع الأطراف فيما يسلط الضوء على الطبيعة المعقدة للصراع السوري.

وقال روحاني إنه يجب على الولايات المتحدة إنهاء وجودها في سوريا، بينما قال أردوغان إن بلاده ”منزعجة بشدة“ من دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية الارهابية.

ولا يزال مصير إدلب معلقا.

واجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة لمناقشة وضع إدلب بناء على طلب من الولايات المتحدة. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا إن هناك ”كل مقومات حدوث عاصفة كاملة“.

وأضاف دي ميستورا ”هناك مخاطر هائلة من أن أي معركة في إدلب ستكون رهيبة ودموية“.

المصدر: رويترز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.