تعتبر حلوى عاشوراء التركية الشهيرة رمزاً للتآخي والترابط بين جميع طوائف ومكونات الشعب التركي في العاشر من محرم الذي يحي الأتراك ليلته المباركة على نطاق واسع بالتراحم والصلاة والصيام والدعاء.
وفي هذا اليوم المبارك يعمل الأتراك على إعداد هذه الحلوى في البيوت وتوزيعها على الجيران حيث يتبادل الجيران والأقارب نفس الحلوى دون أي تمييز يتعلق باعتبارات القومية أو الدين أو الطائفة، ويجري بدرجة أساسية تبادل هذه الحلوى بين المسلمين من السنة والشيعة تأكيداً على التآخي بينهم في تركيا.
وفي السنوات الأخيرة، تحولت هذه العادة من شعبية إلى رسمية، لا سيما عندما شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2008 في توزيع هذه الحلوى خلال فعالية رسمية ليصبح هذا الأمر تقليداً سنوياً عند كبار المسؤولين الأتراك.
وفي السنوات الأخيرة يحرص الرئيس التركي على إقامة فعالية رسمية لإحياء ذكرى العاشر من محرم في القصر الرئاسي بأنقرة، ويقوم بنفسه بتوزيع هذه الحلوى على المدعوين والحضور، لا سيما أبناء الطائفة العلوية الذين يحضرون هذه الفعاليات بدرجة أساسية.
كما تقوم جميع بلديات تركيا بإعداد كميات كبيرة من “حلوى عاشوراء” وتوزعها على سكان الأحياء والمارة والسائحين أيضاً، حيث يكون العاشر من محرم يوم “حلوى عاشوراء” التي تنتشر في جميع البيوت والأحياء والمطاعم والأزقة.
ومع دخول شهر محرم من كل عام يقبل الأتراك على شراء البهارات والبقوليات والمكسرات اللازمة لإعداد طبق حلوى “عاشوراء”.
وهي تتكون من خليط متكامل من المكسرات والحبوب والبهارات، إذ تُصنَع من الحنطة بشكل رئيسي تُضاف إليها أصناف متعددة من الحبوب كالفاصوليا والحمص المطبوخ، وبعد ذلك يضاف السكر لهذا الخليط الكثيف.
بعد أن يجهز الخليط الذي يتكون لدى البعض من أكثر من 40 نوعاً مختلفاً من البقوليات والمسكرات، يتم تغطيته بطبقة من المكسرات كالجوز والفستق والبندق وجوز الهند، وتضاف إليها في النهاية بعض أنواع الفواكه كالرمان والبرتقال وغيرها، لتُقدّم على شكل أطباق ساخنة أو باردة.
ويعتبر الأتراك ليلة العاشر من محرم أو عاشوراء من أقدس الليالي بعد ليالي العشر الأواخر من رمضان. وتقول روايات تاريخية إن مكونات هذه الحلوى جاءت من الأطعمة والنباتات التي بقيت مع سيدنا نوح عليه السلام بعد الطوفان الذي نجاه الله منه في هذا الشهر المبارك.ديلي الصباح