أصدرت هيئة سعودية تصريحات عاجلة، اليوم الاثنين 24 سبتمبر/أيلول، بعد تدخل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لوقف خطة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” السعودية، أمين الناصر، أنه لا يستطيع أحد التنبؤ، إذا كانت الشركة ستدرج أسهمها في البورصة بحلول عام 2020.
وقال الناصر في تصريحات لشبكة “سي إن بي سي” الأمريكية، إنه لا يريد الحديث أو الالتزام بتواريخ محددة بشأن الطرح العام لأسهم أرامكو.
وتابع: “لا أريد التحدث عن التواريخ في هذه المرحلة. من جانبنا، أريد أن أقول وأكرر إن الحكومة أعلنت أنها ملتزمة بفكرة الاكتتاب العام”.
ومضى: “كل التقارير التي تحدثت عن وقف خطة الطرح العام، غير صحيحة، أرامكو نفذت عدد كبير من العمليات التحضيرية للاكتتاب العام، وتحويل المنشأة إلى شركة مساهمة، وتم تعيين أعضاء جدد لمجلس الإدارة، وتسجيل احتياطياتها لدى طرف ثالث”.
واستطرد:
“كل العناصر المطلوبة لإدراج شركة أرامكو السعودية قد تمت. لذا فهي تظهر التزام الحكومة بإدراج شركة أرامكو السعودية”.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مصادر سعودية عديدة في أكثر من تقرير حول نية المملكة إلغاء الطرح المحلي والعالمي لشركة النفط الوطنية العملاقة “أرامكو” الذي كان سيعد الأضخم من نوعه في التاريخ.
وقال اثنان من المصادر إنه جرى تسريح المستشارين الماليين للإدراج مع تحول اهتمام السعودية صوب استحواذ مقترح على “حصة استراتيجية” في مصنع البتروكيماويات المحلي التابع للشركة السعودية
قالت الوكالة في تقرير لها، يوم الاثنين 27 أغسطس / آب، إن العاهل السعودي الملك سلمان، تدخل لإيقاف حلم حلم مقداره تريليونا دولار، كان يجري التحضير له منذ عامين وهو طرح حصة نسبتها 5 في المئة من شركة النفط الوطنية السعودية (أرامكو) في سوق الأسهم (البورصة).
ولفتت إلى أن الخطة جاءت بعدما تواصل المسؤولون مع البورصات الدولية والبنوك العالمية ومع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للترويج للخطة، وكان من المنتظر أن يصبح إدراج (أرامكو) في البورصة الركيزة الأساسية في برنامج الإصلاح الاقتصادي للمملكة ضمن خطة 2030.
وقال مصدر، طلب عدم ذكر اسمه، إن القرار جاء بعد أن لقاء العاهل السعودي بأفراد في الأسرة الحاكمة ومصرفيين ومديرين كبار في قطاع النفط من بينهم رئيس تنفيذي سابق لشركة أرامكو، وأن تلك المشاورات جرت، في منتصف يونيو / حزيران، بينما قالت مصادر أخرى إن الشخصيات، التي حاورها الملك سلمان أبلغته أن الطرح الأولي لن يكون في صالح المملكة وقد يؤثر سلبا عليها.
وذكرت المصادر أن الهاجس الرئيسي لدى هذه الشخصيات تمثل في أن الطرح العام الأولي سيدفع (أرامكو) للإفصاح الكامل عن كل تفاصيلها المالية، مضيفة: “في أواخر يونيو بعث الملك رسالة إلى الديوان الملكي يطلب فيها إلغاء خطة طرح أسهم (أرامكو) حسب ما قالته المصادر الثلاثة.
ونقلت “رويترز” عن أحد المصادر قوله: “قرار الملك نهائي لا رجعة فيه”، مضيفا: “متى قال الملك “لا” فلا رجوع عن قراره”.
لكن رفضت حينها “أرامكو” التعليق على تلك التقارير، حتى خرج الرئيس التنفيذي للشركة السعودية العملاقة لينفيها بصورة كاملة، لكن دون أن ينفي نية المملكة تأجيل عملية الطرح.
وكانت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية قد قالت في وقت سابق إنه عندما تم الإعلان عن فكرة الاكتتاب العام الأولي لأرامكو في عام 2016، كان المسؤولون السعوديون يأملون أن يصل هذا المبلغ إلى 100 مليار دولار، بناء على القيمة السوقية للشركة بـ”تريليوني دولار”، ورغم أن بعض المحللين وجد أن الرقم مرتفع للغاية، لكن خطة الأمير محمد بن سلمان كانت موضوعة بصورة أكبر على الخطة الكاملة بشأن قطع اعتماد المملكة على النفط، ما وصف حينها بـ”الصفقة الكبرى”.
ونقلت الوكالة عن إم. آر. راغو، رئيس قسم الأبحاث في شركة “كويت فاينانشيال”: “قرار تأجيل الطرح العام له جوانب سلبية عديدة، كما أنه يلقي بظلال الشك حول قدرة البلاد في تمويل تلك الصفقة الكبرى الطموحة التي كان يسعى ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان) في تدشينها”.
المصدر: سبوتنيك