من المعروف أن للقهوة عشّاقٌ كما للشاي هواة، لكن أن يصبح للمياه الغازية عشاق وهواة، فذلك سر حكاية الشاب التركي محمود صقالي.
صقالي الذي لم يتجاوز الـ26 من عمره، استطاع أن يجمع الآلاف من محبي المياه الغازية في إسطنبول، ليقدّم لهم نحو 125 نوعاً مختلفاً منها.
وتمكن الشاب التركي من جلب أنواع غازية ذات 25 طعماً مختلفاً، من حوالي 45 مدينة ببلاده، لبيعها في محله المتخصص فقط في بيع المياه الغازية في إسطنبول.
وبمجرد دخول “مملكة” صقالي، يتملك الزبائن شعور فريد من نوعه، وهم يواجهون زجاجات بألوان براقة، فيخرجون هواتفهم المحمولة لالتقاط صور مختلفة لها، ومشاركتها عبر شبكات التواصل الإجتماعي، داعين أصدقاءهم لزيارة المكان، وتذوق مياهه الغازية.
وقال صقالي متحدثا عن فكرة مشروعه: “شرعت في العمل بالتوازي مع عامي الأول بالمرحلة الجامعية”.
وخلال عمله في بيع المواد الغذائية، عرض عليه أحد أصدقائه، على سبيل المزاح، فكرة التخصص في المياه الغازية.
كانت مجرد مزحة، ولم يكن أبدا يتوقع أن تلك الجملة ستتحول بعد وقت قصير إلى واقع، بل إلى نشاط فريد من نوعه في تركيا.
ورصدت عدسة الكميرا زبائن ينتمون في الأصل لمدن تركية أخرى، وهم يجوبون المكان بحثاً عن أنواع المياه الغازية التي اعتادوا شربها في مدنهم ولا تباع في إسطنبول.
ولفت صاقلي إلى أن زبائنه كانوا يشعرون بفرحة عارمة بمجرد عثورهم على مشروبات طفولتهم، ومن ثم، يقومون بإعلان الأمر لجميع أصدقائهم ليصبحوا بدورهم زبائن للمحل.
فكرة لافتة في وقت اندثرت فيه محلات مخصصة لبيع المياه الغازية بمختلف أرجاء تركيا، بعد أن كانت موجودة في سبعينيات القرن الماضي.
في المقابل، لازال هناك 41 مصنعا في مدن مختلفة من تركيا، ناشطة بمجال المياه الغازية، وهو ما استثمره صاقلي، من خلال جمع منتجات كل هذه المصانع في محله “ليتعرف الجميع في النهاية على أنواع أخرى منها غير التي اعتاد عليها”.
وبخصوص ردود فعل زبائنه، أجاب بحماس: “البعض لا يصدق في البداية أن تلك المشروبات ذات النكهات المختلفة هي مياه غازية، ومن ثم يقررون تذوقها، وقد تسفر التجربة عن الإعجاب بمذاقها المختلف (…) وأرى الناس سعداء حين يشربونها”.
ورغم صغر مساحة المحل، إلا أنه يحوي آلاف الزجاجات المختلفة من المياه الغازية، بينها أنواع بنكهات شتّى مثل القهوة والشوكولاته، والتّمر، والقرفة، وجوز الهند، والموز والتفاح والكرز، والأناناس.
ونظراً لموقع المحل الكائن في منطقة تاريخية، فإنه يستقبل زبائن من خارج تركيا أيضاً.
المصدر: الاناضول