قال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوكـ إن الزيارة التي سيجريها إلى تركيا، الأربعاء، هي “دليل على تحسن العلاقات بين البلدين، ورغبة هولندا في إبقاء كافة قنوات الاتصال مفتوحة مع تركيا”.
وأوضح بلوك في تصريح للأناضول، أن الهدف الرئيسي من زيارته إلى تركيا، هو تأكيد عودة العلاقات إلى سابق عهدها، مشيرا إلى أنه سيتناول مع المسؤولين الأتراك مسائل تتعلق بالاقتصاد والأمن والهجرة.
وتابع قائلا: “فيما يخص علاقاتنا مع تركيا، قررنا أن النظر إلى المستقبل أفضل بكثير من دوام الخلافات التي حصلت في الماضي، وإعادة كلا البلدين سفيره إلى البلد الآخر تعد من أهم مظاهر تحسن العلاقات بين الجانبين”.
وأكد بلوك حاجة كلا البلدين إلى بعضهما بعضا، خاصة التعاون في مجالات التجارة ومكافحة الإرهاب والهجرة والأمن.
وعن التعاون الاقتصادي بين البلدين، قال وزير الخارجية الهولندي: “هناك إمكانات اقتصادية وتجارية كبيرة لدى الجانبين، فأسواق تركيا كبيرة جدا، وهي قريبة من دول الاتحاد الأوروبي، وفي تركيا توجد إمكانات كبيرة يمكن للشركات الهولندية الاستثمار فيها”.
وأفاد بلوك بأن العلاقات القائمة بين عالمي الأعمال التركي والهولندي لم تنقطع طوال فترة تأزم العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن هولندا من أكثر الدول المستثمرة في تركيا.
وفي هذا السياق قال الوزير: “جمعيات رجال الأعمال في كلا البلدين تبحث عن سبل تعزيز التعاون بينها، وما لاحظناه هو أن المستثمرين ورجال الأعمال في كلا الطرفين شكلوا جسر تواصل بين الدولتين”.
كذلك، شدد بلوك على أهمية التعاون في مجالي التعليم والثقافة، مشيرا إلى أن رغبة الطلاب الأتراك في مواصلة تعليمهم بالجامعات الهولندية تزداد باستمرار.
وعن الأتراك الذين يعيشون في بلاده، أشار بلوك إلى وجود نحو 400 مواطن تركي يقيمون في مختلف المدن الهولندية، وأن هؤلاء يشكلون جسر تواصل بين البلدين.
وأردف قائلا: “الغالبية العظمى من هؤلاء الأشخاص اندمجوا في المجتمع الهولندي، وهم الآن يعملون في قطاعات ومجالات مختلفة، وهؤلاء الأشخاص يلعبون دورا مهما في إنعاش التجارة بين البلدين”.
وفيما يخص التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية، أكد بلوك أن تركيا وهولندا يربطهما تعاون وثيق في هذا الخصوص، وأن تركيا تقع في بقعة جغرافية حساسة جدا.
واستطرد قائلا: “هولندا تدرك التهديدات الحقيقية التي تتعرض لها تركيا من قبل تنظيمات إرهابية مثل داعش وبي كا كا، ونتبادل المعلومات بخصوص مكافحة الإرهاب بشكل مستمر”.
يجدر بالذكر أن العلاقات بين تركيا وهولندا تأزمت العام الماضي، حين منعت السلطات الهولندية وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من دخول أراضيها للقاء الجالية التركية قبيل إجراء الاستفتاء الشعبي، آنذاك، على التعديلات الدستورية.
وكذلك قامت السلطات الهولندية بمنع وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية في الحكومة السابقة فاطمة بتول سايان قايا، من دخول القنصلية التركية في مدينة روتردام.
ومقابل هذه الإجراءات، طلبت السلطات التركية من السفير الهولندي بأنقرة عدم العودة إلى تركيا، وتم تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين الجانبين إلى مستوى القائم بالأعمال.
وأواخر صيف 2018، قرر البلدان إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، وتم تعيين السفراء في 7 سبتمبر / أيلول الماضي.
.
م.الاناضول