فرص عمل في استراليا برواتب من 6 أرقام
عاود قطاع التعدين في أستراليا الازدهار بعد سنوات من الكساد، وبدأت وظائف برواتب من 6 أرقام تحتل صفحات الإعلانات؛ إذ أصبحت متاحة حتى لأصحاب الخبرات المتواضعة.
جميع الوظائف مطلوبة، من الطهاة وعمال التنظيف إلى المهندسين وميكانيكيِّي الديزل؛ إذ بدأت شركات التعدين، التي اضطرت سابقاً إلى تخفيض عمالتها في السنوات العجاف، رفع إنتاجها لتستغل فرصة الارتفاع الشديد في أسعار السلع.
وزاد عدد الوظائف المُعلَنة، بمقدار الثُّلث خلال العام الماضي (2017)؛ إذ صار الحرفيون والميكانيكيون، الذين لا يملكون إلا عامين من الخبرة، قادرين على كسب راتب سنوي مكون من 6 أرقام، وذلك في مجال يبلغ متوسط رواتبه 140 ألف دولار.
942 وظيفة في قطاع الموارد
وقد شجَّع تعافي أسعار الفحم وخام الحديد، بعد ركودها عام 2016، العمال على الانتقال إلى كوينزلاند وغربي أستراليا، بحثاً عن الوظائف التي تدرُّ رواتب مُجزية، رغم وجود وظائف مشابهة ذات رواتب جيدة على بُعد ساعتين فقط شمالي سيدني.
وقد أُعلن هذا الشهر (أكتوبر/تشرين الأول 2018)، في كوينزلاند وحدها، عن 942 وظيفة بقطاع الموارد، تتراوح رواتبها بين 100 ألف و200 ألف دولار.
وتوجد في مكاي، شمالي الولاية، 394 من تلك الوظائف المُربحة (أي 42% منها)، مع وجود وظائف ذات رواتب مجزية أيضاً في بريزبان وجلادستون وتاونسفيل.
تتنافس الشركات العاملة في مجالات ذات صلة بالتعدين في غربي أستراليا أيضاً، للحصول على العمالة الماهرة، بالإعلان عن وظيفة ميكانيكي آلات ثقيلة في منطقة بيلبرا النائية، حيث ستتولى الشركة نقل الموظف من مكان العمل وإليه بالطائرة، براتب يصل إلى 200 ألف دولار في السنة.
ولا تُعدُّ الخبرة، بالضرورة، عائقاً أمام الحصول على وظيفة ميكانيكي ديزل آلات ثقيلة براتب مكون من 6 أرقام في كالغورلي، جنوبي الولاية، يتلقى فيها الموظف 55 دولاراً في الساعة، ليَصل الراتب إلى 114400 دولار في السنة، وهي متاحة لمن يملك عامَي خبرة فقط.
ويُقدِّر مجلس المعادن الأسترالي أنَّ متوسط رواتب العاملين في قطاع الموارد يبلغ 140 ألف دولار، وهو مستوى أعلى بنسبة 71% من متوسط رواتب وظائف الدوام الكامل في أستراليا، البالغ 82 ألف دولار.
نسبة ضخمة من تلك الوظائف (95%) بنظام الدوام الكامل
وتُظهر بيانات Seek (مجموعة التوظيف عبر الإنترنت)، أنَّ الرواتب المعلنة قد ارتفعت بنسبة 16%، من 106271 دولاراً في يونيو/حزيران عام 2017، إلى 123430 دولاراً في منتصف عام 2018؛ إذ ارتفع عدد الوظائف المعلنة بنسبة 32%.
وقال إيان مكفارلين، المدير التنفيذي لمجلس موارد كوينزلاند، وهو سياسي ليبرالي كان يشغل منصب وزير الموارد، إنَّ 70% من وظائف قطاع التعدين في ولايته تدفع رواتب مكونة من 6 أرقام.
وقال مكفارلين في تصريح لصحيفة Daily Mail Australia: «هذا يعني أنَّ بإمكانك الحصول على وظيفة براتب مُجزٍ في قطاع الموارد، والاستمتاع بأسلوب الحياة الرائع في كوينزلاند، بعيداً عن روتين المدينة العبثي».
ويستطيع العاملون الذين يريدون العيش في سيدني، كبرى مدن أستراليا، الانتقال إلى هانتر فالي، حيث توجد 12600 وظيفة متاحة، وذلك وفقاً لما أظهرته بيانات مجلس تعدين نيو ساوث ويلز.
وفي سنغلتون، التي تقع على بُعد ساعتين بالسيارة شمالي سيدني، أُعلن عن وظيفة ميكانيكي مصنع، بخبرة مهنية قدرها 4 سنوات، يبدأ راتبها بـ100 ألف دولار سنوياً.
لكنَّ الرواتب الأعلى بغربي أستراليا تستمر في جذب العمال بعيداً عن نيو ساوث ويلز.
وقال ريان فيلسمان، الاقتصادي بشركة CommSec، إنَّ عمال بناء المنازل في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا ينتقلون إلى غربي أستراليا، حيث زاد عملاقا التعدين، Rio Tinto وBHP، من مشروعات استخراج خام الحديد في بيلبرا.
مشروعات كبيرة وجديدة في أستراليا
وقال فيلسمان في تصريح لصحيفة Daily Mail Australia: «إنهم يُدشِّنون مشروعات كبيرة جديدة، ومن المُرجَّح أن يستحوذوا على عمال البناء ويوسِّعوا النشاط. يمكنك رؤية انعكاس ذلك على إعلانات الوظائف، لا سيما الوظائف التي تتطلب العمالة الماهرة. أنت ترى ذلك النقص في المهارات الناشئة بالتأكيد في قطاع التعدين والوظائف التي تدفع رواتب أعلى. قد تحدث بعض الانتقالات لو أدى الهبوط في مجال بناء المنازل إلى انتقال الكثير من الأيدي العاملة إلى الغرب».
وقالت غرفة التعدين والطاقة في غربي أستراليا، إنَّ مشروعات تعدين خام الحديد، المستخدم في صنع الصلب، هي كبرى جهات التوظيف بقطاع التعدين في غربي أستراليا؛ إذ يعمل بها نصف عمال الصناعة البالغ عددهم 52869.
وقد تضاعفت صادرات الموارد الأسترالية منذ السنة المالية 2006-2007، رغم الأزمة المالية العالمية.
وقد ارتفعت صادرات المعادن والفحم والمواد البترولية، لتصل إلى 220 مليار دولار في السنة المالية 2017-2018، أي إنها زادت بنسبة 11% عن السنة المالية السابقة.
وتُمثل المواد الخام 55% من صادرات أستراليا من البضائع والخدمات.
ومنذ منتصف عام 2016، انتعشت أسعار الفحم الحراري وخام الحديد، بعدما تدهورت قيمتهما عام 2013.
إذ انخفضت أسعار خام الحديد من 130 دولاراً للطن المتري إلى 35 دولاراً فقط؛ وهو ما تسبب في تخفيض هائل لعدد الوظائف.
وقد ارتفعت منذ ذلك الحين، لتصل إلى 68 دولاراً للطن المتري.
وفي أغسطس/آب 2018 فقط، كان خام الحديد أكبر صادرات أستراليا، متفوقاً على الفحم، بحسابات الدولار؛ إذ تبلغ قيمة سوق خام الحديد 7.8 مليار دولار، مُقارنةً بسوق الفحم البالغة قيمته 5.5 مليار دولار، وذلك وفقاً لإحصائيات التجارة الدولية الصادرة عن المكتب الأسترالي للإحصاء.