أعرب الشرطي التركي هاورن قليج أغلو، عن أسفه وحزنه الكبيرين، لوفاة الطفلة الفسطينية المهاجرة “ملك أبو جزار” التي غرقت مياه بحر إيجة، وحاول هو إنقاذها.
وقال قليج أغلو (52 عاما) الأب لولدين: “ليتها عاشت وليتني أمسكت يدها في اليوم التالي، إنه لوضع محزن، ليتني لم أواجه ظرفا كهذا”.
وأشار قليج أوغلو إلى أنه يعمل شرطيا منذ 26 عاما. مبينا أنه شاهد المناظر المؤلمة للمهاجرين عندما وصل موقع غرق قارب المهاجرين.
وبيّن أنه حاول إنقاذ الفتاة عبر التنفس الاصنطاعي، وأنه انتظر لوهلة آملا أن تعود إليها الحياة.
وأوضح أن مشاعر عاطفية عصفت به حينما جاء الطاقم الطبي وحاول هو الآخر إنقاذ الفتاة.
وأضاف: “دعوت الله أن يأخذ من عمري ويعطيه لها”.
وصباح الإثنين، غرق مركب كان يقل مهاجرين غير نظاميين، قبالة سواحل قضاء بودروم، في ولاية موغلا، جنوب غربي تركيا.
وبعد سماع المواطنين أصوات الاستغاثة من المركب، وإبلاغهم الجهات المعنية، هرعت فرق خفر السواحل والشرطة إلى الموقع.
وتمكنت طواقم خفر السواحل من إنقاذ 20 مهاجرا غير نظامي، بينهم أطفال ونساء، ونقلهم إلى سيارات الإسعاف المنتظرة عند الشاطئ، بمساعدة مواطنين كانوا موجودين في المنطقة.
ومن بين الأشخاص الذين هرعوا إلى المساعدة، شرطي المرور، هارون قليج أوغلو، الذي حمل طفلة مهاجرة من أفراد المجموعة التي تم إنقاذها، وركض بها بكل قوته، نحو 100 متر، لإيصالها إلى سيارة إسعاف.
وشوهد الشرطي قليج أوغلو وهو يصرخ “هل هناك طبيب؟ فلنسرع، فليأتِ مسعف”، وهو يحمل الطفلة، بغية تسريع عملية الإسعاف.
وعندما اقترب من سيارة الإسعاف انهارت قواه، وسلم الطفلة إلى أحد المواطنين، وقال “هيا فلنسرع ونسعفها”.
ولم يبرح الشرطي المكان وظل يراقب محاولات الكادر الطبي لإنعاش قلب الطفلة في سيارة الإسعاف، حيث ظل يذرف الدموع من أجلها.
ورغم محاولات الأطباء إنقاذها، فارقت الطفلة “ملك” البالغة من العمر 7 أعوام، الحياة في المستشفى الذي نقلت إليه.
وفارق الحياة في المستشفى 2 من أصل 20 مهاجرا تم انتشالهم من البحر، فيما أوقفت الشرطة 4 أشخاص على خلفية الحادثة.
.
م.الاناضول