قمة إسطنبول الرباعية.. نواة صلبة لحل الأزمة السورية

حظيت مبادرة أستانة التي تقودها كلّ من روسيا وتركيا، من خلال قمة إسطنبول الرباعية حول سوريا التي احتضنتها إسطنبول السبت، بدعم كلّ من فرنسا وألمانيا أيضا، الأمر الذي أسهم على حدّ وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تعزيز “التعاضد” المحقّق في أستانة.
ولفت الرئيس التركي إلى أنّ أنموذج أستانة بات بمثابة مثال يُحتذى به من قبل المجتمع الدولي، قائلا: “لقد رأينا اليوم أنّه بمشاركة فرنسا وألمانيا يمكننا تعزيز التعاضد الذي حققناه في أستانة”.
وأكّد أردوغان أنّه كلّما ازداد عدد الدول المشاركة في التعاون الذي تمّ اليوم بين تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، سيتمّ الاقتراب أكثر نحو الحل المنشود في سوريا.
وأشار الرئيس التركي إلى أنّ تحقيق حلّ دائم في سوريا لا يمكن أن يتمّ إلا من خلال المفاوضات التي يشارك فيها الشعب السوري، وتحت رعاية الأمم المتحدة.

الحل الوحيد هو الدبلوماسية
بدوره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكّد على أنّ الأزمة السورية لا يمكن حلّها إلا بالسبل الدبلوماسية، مشددا على ضرورة استمرارية المفاوضات في إطار قرار مجلس الأمن ذي الرقم 2254، وذلك بما يحترم وحدة الأراضي السورية وسيادتها.
ومن جانبه وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اللقاء الصحفي المشترك، انتقاداته للنظام السوري، مؤكدا على أنّ “تصرّف جيش النظام بمنطق الفاتح والمنتصر، لن يسهم في تحقيق الاستقرار في سوريا”.
وأشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى أنّ الحل السياسي في سوريا بات شرطا أساسيا لتأمين عودة كافة السوريين إلى بلادهم، ومشاركتهم في انتخابات تتيح لكافة السوريين الإدلاء بأصواتهم فيها.

الرسائل المتعلقة بعودة اللاجئين السوريين
الرئيس أردوغان قال فيما يتعلق بملف اللاجئين، بأنّ الأطراف الأربعة اتفقت على أن عودة اللاجئين يجب أن يكون طوعيا بما يتماشى مع القانون الدولي، وآمنا بالتعاون مع الأمم المتحدة.
من جانبه أيضا أكد الرئيس الفرنسي ماكرون خلال تصريحه بأنّ عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم لا يمكن أن يتمّ على أرض الواقع، ما لم يتم إيجاد حل سياسي في سوريا.
بدورها المستشارة الألمانية ميركل، أكدت ضرورة التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما يخص تأمين عودة اللاجئين إلى بلادهم، مشددة على ضرورة ضمان عدم تعرّض السوريين العائدين إلى بلادهم لاعتقالات ومعاملة سيئة.
وقف إطلاق النار في إدلب
أكّد الزعماء فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في إدلب، على أهمية القرارت المتخذة من قبل روسيا وتركيا في هذا الصدد، حيث أشار الرئيس التركي إلى استمرارية التعاون الاستخباراتي مع روسيا، قائلا: “هدفنا هو تحقيق الاستقرار للسكان المدنيين في إدلب”.
المستشارة الألمانية ميركل والرئيس الفرنسي ماكرون أكّدا على أهميّة قرار وقف إطلاق النار في إدلب واستمراريته، حيث شدّدت المستشارة على ضرورة الاستمرار في بذل الجهود والمساعي اللازمة لإيجاد حل يجنّب سكّان إدلب كارثة إنسانية.

تأسيس لجنة دستورية بحلول نهاية العام
شدد الرئيس أردوغان على ضرورة اتخاذ خطوات مادية في الحقل السياسي بالاستفادة من الأمل الذي تشكّل جرّاء الهدوء الذي تمّ تحقيقه في إدلب.
وأردف في الإطار ذاته: “تمنياتنا هو أن يتمّ الانتهاء من تأسيس لجنة صياغة الدستور مع مراعاة الشروط المطلوبة بحلول نهاية العام”.
ومن جانبهم أكّد زعماء كلّ من روسيا وألمانيا وفرنسا على دعهمهم لتصريح الرئيس التركي حول ضرورة تأسيس لجنة صياغة الدستور مع حلول نهاية العام.

وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن الرئيسان أردوغان وبوتين، في مؤتمر صحفي بمنتجع سوتشي عقب مباحثات بينهما، عن اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب.

وينص الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كم على خطوط التماس بين قوات النظام وفصائل المعارضة عند أطراف إدلب وأجزاء من ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي.

ودعا الرئيس أردوغان، في 29 تموز/يوليو الماضي، إلى عقد قمة إسطنبول، على خلفية تصاعد التوتر في إدلب، وتزايد المخاوف من وقوع مأساة فيها، بعد أن حشد النظام السوري وداعموه قوات عسكرية على مشارفها.

وكثفت تركيا جهودها الدبلوماسية لتجنيب إدلب، التي تضم نحو 4 ملايين مدني، كارثة إنسانية، تكللت بالتوصل إلى اتفاق سوتشي مع روسيا.

إلا أن أنقرة أكدت المضي في عقد القمة الرباعية لتعزيز اتفاق إدلب، وتعزيز حشد وتنسيق الجهود للدفع نحو حل سياسي نهائي للأزمة.

 

 

.

م.الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.