أثار اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا أوائل الشهر الجاري, أزمة دولية خانقة واجهت خلالها السلطات السعودية الغضب والاستنكار.
وعبر الكثير من الدول الغربية استيائها من المعلومات الواردة من الرياض حول مقتل الصحافي السعودي المعروف بكتاباته الناقدة للحكومة السعودية.
ومطالبات دولية في التحقيق العادل بالقضية ومحاسبة المتورطين في مقتله وأشارت بعض الصحف الغربية إلى أن سياسة المملكة و التعليمات والأوامر يعطيها محمد بن سلمان .
وكتبت نيويورك تايمز عن بديل لمحمد بن سلمان إذا ثبت تورطه في قضية خاشقجي.
وفي ظل هذه الأحداث المتسارعة فقد كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، عن وصول الأمير السعودي أحمد بن عبد العزيز فجر الثلاثاء للرياض، بعد حصوله على تعهدات أمريكية وأوروبية بعدم التعرض له من قبل ولي العهد محمد بن سلمان، مشيرا إلى أن “ابن سلمان” بنفسه كان في استقباله.
وقال “مجتهد” في تدوينة له عبر “تويتر”:”عاجل: أحمد بن عبد العزيز يصل الرياض قبيل فجر اليوم الثلاثاء ومحمد بن سلمان في استقباله لكن دون كاميرات ولا بروتوكول حصل أحمد على تعهدات أمريكية أوربية أن ابن سلمان لن يتعرض له”.
وكان موقع “ميدل إيست آي” قد كشف بشكل حصريّ أن الأمير “أحمد بن عبدالعزيز”، شقيق العاهل السعودي الملك “سلمان”، يفكر في عدم العودة إلى وطنه بعد تصريحات أدلى بها للمحتجين اليمنيين والبحرينيين خارج منزله فيلندن في وقت سابق، والتي نأى فيها بنفسه وبقية آل سعود عن أعمال أخيه الملك وابن أخيه، ولي العهد “محمد بن سلمان”، وفق ما قاله مصدر كبير مقرّب من الأمير.
فبعد أن سمع الأمير بهتافات المتظاهرين التي تنادي بسقوط عائلة آل سعود، التفت إليهم الأمير وسأل: “لماذا تقولوا هذا عن آل سعود؟ ما علاقة عائلة آل سعود بكل هذا؟ هناك بعض الأفراد المسؤولين”.
عندما سئل من قبل المتظاهرين عن المسؤولون، أجاب الأمير: “الملك وولي العهد، وغيرهم في الدولة”.
وفي غضون ساعات من انتشار الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، أصدرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) تقريراً مزعوما عن الأمير “أحمد” نقلت فيه قوله إن تفسير كلامه على أنه انتقاد للملك غير دقيق، وأن الأمير “أحمد” يقول فقط إن العائلة المالكة غير مسؤولة لأنها لا تشغل مواقع في الحكومة.
لكن مصدراً مقرباً من الأمير قال لموقع “ميدل إيست آي”، إنه ثابت على تصريحاته الأصلية، وأضاف أن التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية كان مزيفا وأن الكلمات التي نقلتها الوكالة لم تكن له.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي ينتهك فيها أحد أفراد عائلة آل سعود من رتبة الأمير “أحمد” وأقدميته قانون الصمت الخاص بالأسرة، فقد نأى الأمير علنا وبشكل متعمد بالعائلة عن الملك “سلمان” وسياساته، وإذا أكد الأمير قراره بعدم العودة، فإن تصرفه سيكون أكبر تحد علني حتى الآن لحكم “سلمان”.
وتشير تصريحات الأمير “أحمد” للمحتجين اليمنيين حول موقف العائلة المالكة بوضوح إلى الأيام التي كانت فيها القرارات الكبرى، مثل قرار شن غارات جوية على اليمن، تتم بالتشاور الجماعي مع أعضاء بارزين آخرين في العائلة، ولكن في عهد الملك “سلمان” وابنه ولي العهد “محمد”، لم يعد هذا هو الحال.
ومن الشائع تداوله أن الأمير “أحمد” لا يشعر بالرضا عن السلطة التي يمتلكها ابن أخيه الصغير الآن، وقد كان واحداً من ثلاثة أعضاء في مجلس البيعة عارضوا تعيين “بن سلمان”، ولم يعط الأمير “أحمد” مبايعته لابن أخيه عندما أصبح ولياً للعهد.
ولم يحضر الأمير “أحمد” حفلات الاستقبال الرسمية التي قام بها شقيقه الملك “سلمان”، وعندما توفي شقيقهم “عبدالرحمن بن عبدالعزيز”، علقت صورتان فقط في الاستقبال الذي أقامه “أحمد”: صورة الملك “عبدالعزيز”، مؤسس المملكة، وصورة “سلمان” الملك الحالي.
.
وكالات