قال الكاتب الإسرائيلي إسرائيل فيشر إن افتتاح تركيا المطار الجديد الذي يعتبر ثالث أكبر مطار في العالم، يعد رمزا للتغير الجديد الذي شهدته البلاد خلال السنوات القليلة الماضية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لكنه في نفس الوقت سيؤثر سلبا على دول الخليج، وتحديدا الإمارات التي تملك ثالث أكبر مطارات العالم ازدحاما في إمارة دبي.
وأضاف فيشر في مقال له نشرته صحيفة “هآرتس”، إن المشروع الهائل الذي تقدر كلفته بـ 11 مليار دولار، هو “تجسيد حي لتطلعات أردوغان العظيمة، والذي تعهد غير مرة بجعل تركيا قوة عظمى عالمية. لافتا إلى أن إحدى اليافطات التي علقت في المطار الجديد على شرف احتفال تدشين المطار كتب عليها: “هذا ليس مجرد مطار – هذا نصب النصر”.
وأشار الكاتب إلى أن تركيا ترى في المطار الجديد إمكانية اقتصادية كامنة هائلة، ففي مرحلته الرابعة التي يتوقع أن تنتهي عام 2030 سيتمكن المطار من استيعاب 200 مليون مسافر في السنة، ما يعني أنه سيدر دخلا ماديا كبيرا على تركيا.
ولغرض المقارنة، بحسب فيشر، فإن المطار الأكثر اكتظاظا في العالم، في أطلنطا بالولايات المتحدة، مر فيه السنة الماضية نحو 104 ملايين مسافر، وفي هيثرو بلندن الذي يعتبر الأكثر اكتظاظا في أوروبا، مر في السنة الماضية 78 مليون شخص فقط، لكن فور افتتاح المرحلة الأولى، فإن المطار الجديد في تركيا سيصبح الثالث في حجمه في العالم والأكثر اكتظاظا في أوروبا.
لكن فيشر قال إن هناك خشية خليجية من المطار الجديد في إسطنبول، خاصة مدينة دبي التي يصنف مطارها كثالث أكثر المطارات ازدحاما في العالم، فمطار إسطنبول الجديد لا يهدد فقط مكانة مطار دبي كجسر في الشرق الأوسط بين آسيا وأمريكا بل وأيضا شركة الطيران الإماراتية، التي ستعاني من تعذر المنافسة على شركة “تركش إيرلاينز”.
وختم الكاتب الإسرائيلي، بالقول، إن أردوغان يحاول أن يكون الباني والمطور الأكبر لتركيا. ففي 17 سنة من حكمه استثمرت عشرات مليارات الدولارات في بناء مشاريع هائلة من المجمعات التجارية العظمى ومباني الشقق وحتى الجامعات، والمساجد وعشرات المطارات. لكنه قال، إنه مع أن هذه المشاريع ساعدت الاقتصاد التركي على تسجيل نمو كبير لأكثر من 5 في المئة متوسطا في السنة في أثناء هذه السنوات، فإنها من جهة أخرى تركت الدولة غارقة في الديون، فيما تتأخر في المقاييس العالمية من حيث إنتاجية العمل، والشفافية، والإنجازات في التعليم وحرية الفرد. حسب فيشر.
.
وكالات