تركيا وباكستان.. علاقات تصل ذروتها في الصناعات الدفاعية

اكتسبت العلاقات التركية الباكستانية خلال السنوات الأخيرة بعدا جديدا، بعد أن زادت التبادلات التجارية والاتفاقات المبرمة بين الجانبين في مجال الصناعات الدفاعية.

وخلال الأشهر الـ 11 الأولى من العام الماضي، بلغت صادرات تركيا إلى باكستان أكثر من 400 مليون دولار، وسيضاف إلى هذا الرقم خلال الأشهر القادمة مليار دولار، بعد إتمام صفقة بيع مروحيات أتاك الهجومية ومنتجات مشروع “ميلغم” لترسانة الجيش التركي.

وبدأ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الخميس، زيارة إلى تركيا، تلبية لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك في أول زيارة خارجية له عقب وصوله رئاسة الحكومة في بلاده.

ومن المنتظر أن تتكلل زيارة خان إلى أنقرة بفتح آفاق تعاون جديدة في العلاقات التجارية والاقتصادية القائمة بين البلدين.

وبحسب معلومات جمعها مراسل الأناضول من هيئة الإحصاء التركية، فإن صادرات تركيا إلى باكستان حققت فقزة نوعية خلال السنوات الـ 10 الأخيرة.

وأوضحت معطيات الهيئة أن قيمة صادرات تركيا إلى باكستان في عام 2008 بلغت 155 مليون دولار، ووصلت عام 2017 إلى 352 مليون دولار، بزيادة تقدر بـ 127 بالمئة.

ووفقا لبيانات هيئة الإحصاء التركية، فإن واردات أنقرة من إسلام آباد خلال الفترة المذكورة، تراجعت من 586 مليون دولار إلى 323 مليون دولار، أي بنسبة 45 بالمئة.

وبلغت صادرات باكستان إلى تركيا ذروتها عام 2011، عندما وصلت قيمتها 873 مليون دولار، غير أن هذا الرقم تراجع في الأعوام التالية.

أما بالنسبة إلى الصادرات التركية لباكستان خلال الأشهر الـ 11 الأولى من العام الماضي، فقد بلغت 415 مليون دولار، وهذا الرقم يعد الأعلى خلال السنوات العشر الأخيرة.

كما بلغت قيمة واردات تركيا من باكستان خلال الفترة نفسها من العام الماضي 305 ملايين دولار.

وفي هذا الإطار، فإن تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا وباكستان، يستحوذ على أهمية بالغة، أسوة بروابط الأخوة القائمة بين شعبي البلدين.

ويمتلك الطرفان إمكانات كبيرة لتعزيز علاقاتهما، ومن الممكن لرجال أعمال ومستثمرين في كلا البلدين، إيجاد فرص تعاون جديدة من شأنها تطوير العلاقات القائمة بين أنقرة وإسلام آباد.

ومن بين المنتجات التي تصدرها تركيا إلى باكستان، الآليات والأجهزة الميكانيكية، والأجهزة الكهربائية، وخيوط القطن، والمنتجات البلاستيكية، والسجاد، ومنتجات الألمنيوم، والمواد الكيميائية.

بالمقابل تصدّر باكستان إلى تركيا العديد من المنتجات أهمها، الأقمشة القطنية، والمشروبات، والخل، والألبسة، وأدوات التجميل، والإكسسوارات.

** حصة الأسد من صادرات الصناعات الدفاعية

وشهدت علاقات البلدين في مجال الصناعات الدفاعية انتعاشة كبيرة في 2018، وذلك بعد توقيع اتفاقية لبيع مروحيات أتاك التركية ومنتجات مشروع ميلغم لترسانة الجيش التركي، إلى باكستان بقيمة تصل مليار دولار أمريكي.

وفي يوليو / تموز الماضي، وقعت شركة “توساش” للصناعات الجوية والفضائية اتفاقية مع وزارة الدفاع الباكستانية، تنص على تزويدها بـ 30 مروحية استطلاع تكتيكي من طراز “أتاك T129″، إضافة إلى حزمة من العقود الخاصة بالمواد الاحتياطية، واللوجستية، والذخائر والتدريب.

وقالت إدارة الصناعات الدفاعية التركية، إن الاتفاق يشمل توفير الخدمات اللوجستية وقطع الغيار والتدريب والذخيرة للمروحيات.

كما وقعت شركة “أسفات أش” التركية اتفاقية مع البحرية الباكستانية لتزويدها بـ 4 سفن حربية من طراز “ميلغم”، حيث اتفق الجانبان على إنتاج اثنتين منها في تركيا، واثنتين في باكستان.

وتمكنت شركة “STM” للصناعات الدفاعية التركية، من زيادة حصتها في باكستان عقب ربحها مناقصة تحديث غواصات البحرية الباكستانية، ضد منافستها الفرنسية (دي سي إن إس) التي صممت وصنعت هذه الغواصات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.