لكثير منا يستمتع بالاستمتاع بحمام دافئ للغاية، في اعتقاد منه أن الحمام الدافئ أفضل بكثير من الاستحمام بالماء البارد، فلد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية كثيرًا من الفوائد التي تعود على الإنسان نتيحة الاستحمام بماء بارد.
تعزيز نظام المناعة
لا أعرف ماذا عنك، لكن أمي كانت دائمًا ما تحذر إخوتي وأنا بأن نبقى جافّين غير مبللين كلما كان الجو باردًا وممطرًا؛ فقد كانت قلقة (مثل كل الأمهات) حول إمكانية مرض أطفالها، لذلك قد يبدو من غير المنطقي أن تعريض نفسك لمياه باردة عن قصد يمكن أن يعزز جهاز المناعة الخاص بك، ولكنها في الواقع الحقيقة مثبتة.
فلقد وجدت دراسة أُجريت عام 1993 في إنجلترا أن زخات البرد تزيد في الواقع عدد خلايا الدم البيضاء (التي تحارب الأمراض) في الأشخاص مقارنة مع أولئك الذين قرروا الاستحمام بماء دافئ.
ولكن كيف يتم ذلك؟ عندما تكون تحت الماء البارد، يحاول جسمك أن يسخن نفسه؛ ما يسرع عملية الأيض، وخلال هذه العملية ينشط جهاز المناعة الخاص، وبالتالي إطلاق المزيد من خلايا الدم البيضاء.
محاربة القلق والاكتئاب
الاستحمام بالماء البارد ليس مجرد دعوة للاستيقاظ والنشاط، فهناك بعض الدراسات التي تؤكد أن الاستحمام البارد يساعد على التغلب على مشاعر الاكتئاب.
عندما يضربك الماء البارد، يبدو لك الأمر وكأن كل عصب في جسمك يطلق النار، كل هذه الدوافع في وقت واحد بمنزلة إعادة تعيين لعقلك؛ ما يؤدي إلى تأثير تعزيز المزاج.
في دراسة أُجريت عام 2007 من كلية الطب بجامعة فيرجينيا كومنولث، وجد الباحثون أن الدش البارد يمكن أن يمنع أعراض الاكتئاب. وخلص الباحثون إلى أنه إذا كنت تأخذ دشًّا باردًا بانتظام، فقد تكون أكثر فاعلية من مضادات الاكتئاب.
كما تطرقت الدراسة إلى الآلية التي يعمل بها هذا، ووصل إلى تحفيز الدش البارد “البقعة الزرقاء” في الدماغ، هذه البقعة الزرقاء هي المصدر الأساسي لهرمون يدعى النورأدرينالين (يطلق عليه أيضًا اسم “norepinephrine”) ، وهي مادة كيميائية تمكنها محاربة الكآبة.
منع آلام العضلات
الرياضيون ينقعون أنفسهم في حمامات الجليد؛ وذلك سعيًا للتعامل مع الإجهاد البدني للألعاب المكثفة وجلسات التدريب.
هذا ليس مجرد تقليد أو نوع من اختبار تحمل الألم، فهناك أدلة علمية على أن التعرض للماء البارد يمكن أن يمنع وجع العضلات، حيث وجدت دراسة أُجريت في عام 2009 أن البرودة كانت فعالة في تخفيف ألم العضلات من يوم إلى أربعة أيام بعد التمارين.
ملحوظة: لا تحتاج إلى ملء حوض الاستحمام بالثلج لجني الفوائد، قد يكون الدش البارد فعالاً بالدرجة نفسها عند غمر نفسك تمامًا في حمام جليد بارد، ويساعد ذلك في منع ألم العضلات.
تعزيز الانضباط الذاتي والإرادة
عندما تأخذ دشًّا باردًا ، فإنك تعرض جسمك لضغط غير مريح (لكن يمكن التحكم فيه).
القيام بذلك مرارًا وتكرارًا يجبر نظامك العصبي على التكيف على الماء البارد قادمًا، وتكيف جسمك هذا يجعلك أكثر قدرة على التعامل مع الإجهاد؛ فالأمر مثل تدريب القوة، فهناك تقوم بتحطيم عضلاتك حتى تعيد البناء بشكل أقوى مما كانت عليه من قبل، الإجهاد المنهجي يعمل بالطريقة نفسها.
لذا فإن أخذ حمام بارد هو وسيلة رائعة لتعزيز قوة الإرادة والانضباط، فالأشياء التي اعتادت إزعاجك لن تزعجك بعد الآن. إن بناء عادة للقيام بشيء غير مريح يترجم إلى القدرة على التعامل مع حالات غير مريحة أخرى.
زيادة الطاقة واليقظة
إذا كنت قد قفزت إلى مياه باردة حقًّا ، فستعرف أنه من الصعب التنفس، ستشعر وكأنك تلهث للهواء، على الأقل في الثواني القليلة الأولى، لكن لا تدع هذا يخيفك! هذا التنفس العميق، وعن طريق زيادة كمية الأكسجين ومعدل ضربات القلب بشكل كبير، سيشعرك بزيادة الطاقة التي ستستمر لمدة تصل إلى عدة ساعات بعد كل دش.
فقدان الوزن أسرع
هل تعلم أن الاستحمام البارد يمكن أن يسرع من عملية فقدان الدهون؟، نعم إنها حقيقة؛ حيث إن هناك نوعين من الدهون في جسمك: الدهون البنية والدهون البيضاء، الدهون البيضاء ليست جيدة؛ لأنها هي التي تتراكم بالبطن وغيره من المناطق، أما الدهون البنيّة فجيدة جدًّا لأنها تساعدك على البقاء دافئًا وتوليد الحرارة.
عندما تأخذ دشًّا باردًا ، فإن الصدمة تنشط دهونك البنية، ووجدت إحدى الدراسات أن الدش البارد يزيد من الدهون البنية الموجودة في أعلى الرقبة والصدر والكتفين بزيادة 15 مرة من الكمية العادية، هذا يمكن أن يساعد على حرق الدهون البيضاء المستعصية التي تتراكم على البطن والخصر.
.