لا تفتؤ الولايات المتحدة الأمريكية عن سياسة الوجهين، من حيث الازدواجية في التعامل مع التنظيمات الإرهابية، فعندما قامت تركيا بشنّ ضربات جوية وبرية على تنظيم داعش الإرهابيّ، وقضت نهائيًّا على وجوده في مدينة الباب شمال سوريا، لم تستطع الولايات المتحدة أن تقول شيئًا، رغم أنّ ذلك أزعجها.
ولكن عندما يتعلق الأمر بتنظيم “ب ي د/ي ب ك” الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابيّة، فإنّ الولايات المتحدة سرعان ما تلجأ إلى ورقة “الأكراد”، وتعمل على استغلالها تحت ذريعة “حماية الأكراد”.
محللون أتراك، تحدثوا لـ يني شفق، أنّ ما أدلى به ترامب ومستشاره في الأمن القومي جون بولتون، يمشي في سياق محاولة التسلّل من قرار الانسحاب من سوريا، وتمييع القضية يومًا بعد يوم، تحت ذريعة البقاء لأجل حماية الأكراد.
من الناحية الأخرى، تتغافل الإدارة الأمريكية عن استقبال تركيا لأكثر من 300 ألف من الأكراد السوريين، والذين بدورهم يعلنون رفضهم التام لتنظيم “ب ي د/ ي ب ك”.
وبينما كان الأكراد في سوريا والعراق، يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، فإنهم في تركيا كانوا لا يشعرون بأي فرق بينهم وبين المواطنين العاديين، ومع قدوم حزب العدالة والتنمية التركية “الحاكم”، أصبح الحال أفضل بكثير من الماضي، حيث باتت قناة تلفزيونية خاصة باللغة الكردية، إضافة لردّ الاعتبار لتلك اللغة العريقة، وهو شيء كان غير موجود سابقًا.
اللجوء نحو تركيا من كافة الأعراق، والذي تتغافل عنه الولايات المتحدة الأمريكية، حصل قبل ذلك مرّات عديدة، في العراق إبان أحداث ومجزرة حلبجة 1988، حيث لجأ الآلاف من الأكراد والتركمان نحو تركيا، ورأوا فيها ملاذًا آمنًا.
في سوريا منذ عهد الأب حافظ الأسد، هرب ما يقارب 60 ألف كردي نحو لبنان وتركيا، في ظل وضع مأساوي كان يعيش الأكراد فيه، والكثيرون منهم كانوا بدون هوية.
يجدر بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال عبر تويتر فجر الاثنين أمس، “سندمر اقتصاد تركيا في حال ضربت الأكراد”.
وردّ عليه كلّ من المتحدث الرئاسي ووزير الخارجية التركي، بالقول أن تركيا هي أكثر من وقفت مع الأشقاء الأكراد، وأنها تكافح تنظيمات إرهابية لا تمثّل الأكراد ، بل تنظيمات انفصالية تهدّد أمن تركيا القومي.
.
المصدر/يني شفق