منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن خطة انسحاب قوات بلاده من سوريا، بدأ نظام الأسد بالتعاون مع تنظيم “ي ب ك” الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابيّة، محاولة استفزاز القوات التركية المتواجدة هناك، عبر شتى الطرق.
ومنذ 20 يومًا على قرار ترامب برزت على الساحة عدة تحركات من جانب نظام الأسد، الذي يريد حسم الأمور في سوريا عسكريًّا وهو ما يتناقض مع اتفاق سوتشي في روسيا بين الرئيسين التركي أردوغان والروسي بوتين، وبفضل ذلك الاتفاق تم تأمين حياة أكثر من 3 ملايين مدنيّ في محافظة إدلب شماليّ سوريا.
لكنّ الذي سبق تلك الاستفزازات هو تصريح مصادر عسكرية أمريكية، في مدينة منبج التي تدعم فيها تنظيم “ي ب ك” الإرهابيّ، قبل 3 أسابيع؛ أنّ قوات الأسد بدأت الدخول إلى منبج.
ذلك التصريح كان سيجعل من المواجهة بين تركيا وروسيا أمرًا وشيكًا، إلا أنّ قائد الجيش الثاني التركي الجنرال إسماعيل متين تمل، والذي قاد عملية غصن الزيتون في عفرين، قام بتكذيب تلك المصادر، مشيرًا إلى أنّ قوات الأسد لم تدخل مركز منبج، بل دخلت منطقة هي كانت فيها أصلًا، وتسيطر عليها منذ وقت طويل.
أصابع السعودية والإمارات مجدّدًا
من ناحية أخرى ولدعم قوات الأسد وتنظم “ي ب ك” الإرهابي نكاية بتركيا، تحركت ميليشيات وفصائل عسكرية تابعة لكل من السعودية والإمارات وبدعم استخباراتي مصري، إلى الدخول في اقتتال مسيّس ومدعوم بفتاوى هدفها تحريض الفصائل على بعضها، والهدف الأكبر هو زعزعة الاستقرار في إدلب والتأثير على النقاط العسكرية التركية هناك.
التحرّكات الأخيرة تلك، مع استفزازات يقوم بها نظام الأسد، تصب في هدف واحد؛ هو إحداث شرخ في اتفاق سوتشي الضامن لاعتبار محافظة إدلب منطقة آمنة تضم منطقة منزوعة السلاح، سواء من قبل الأسد أو المعارضة المسلحة.
الخارجية التركية تحذّر
يجدر بالذكر أنّ المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، حذّر اليوم الجمعة ممّا وصفها بـ “الاستفزازات” من قبل نظام الأسد، مشيرًا إلى أنّها تهدف لزعزعة التفاهم التركي-الروسي بشأن إدلب.
وأضاف أقصوي، أنّ “اتفاق إدلب جنّب المنطقة كارثة إنسانية كبيرة، ونال تقدير المجتمع الدولي”. لافتًا إلى أنّ نظام الأسد يسعى وراء نصر عسكري، “إلا أنّ الحل السياسي هو الممكن في سوريا”.
.
المصدر/يني شفق