خبير تركي يقارن بين جريمة خاشقجي وأحداث فنزويلا.. هذا ما قاله

قال رئيس مركز أبحاث أمريكا اللاتينية في جامعة أنقرة نجاتي قوتلو، إن اعتراف بعض البلدان كالولايات المتحدة، بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، رئيسا للدولة عوضًا عن الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، يعني انتهاك القانون الدولي، وتجاهل العدالة، كما حصل في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وفي مقابلة أجرتها معه الأناضول، لفت قوتلو، إلى أنه كما انتُهك القانون الدولي ومبدأ العدالة في جريمة قتل خاشقجي، فإن ما تتعرض له فنزويلا أمر مماثل.

وردًّا على سؤال عن تقييمه لاعتراف الولايات المتحدة بغوايدو، أجاب قوتلو، أن العالم شهد حدثين هامين أولهما مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده وتقطيع جثته، وعدم العثور عليها.

وأضاف “هذا ليس انتهاك، وإنما تدمير للقانون الدولي، وللحق والعدل”.

وأشار قوتلو، إلى أن الحدث الثاني يتمثل في فنزويلا، التي تعيش مشاكل خطيرة من تضخم ونقص المواد الأساسية والأدوية. وللحصار والمقاطعة دور في ذلك.

وتابع “يمكن البحث في أسباب ذلك، لكن إذا كان هناك نظام قانوني وديمقراطية غربية، فإن ما لا يمكن فعله هو عدم الاعتراف برئيس جمهورية منتخب”.

ولفت قوتلو، إلى أن الأمر تجاوز عدم الاعتراف بالرئيس المنتخب، ووصل حد أخذ إعلان رئيس البرلمان نفسه رئيسًا للبلاد، على محمل الجد والاعتراف به.

وقال إن الحدثين المذكورين (مقتل خاشقجي وأحداث فنزويلا) “مرشحان لتغيير تاريخ العالم، وما يجب القيام به في مواجهتهما هو التدخل من أجل إعادتهما إلى مسارهما الصحيحين”.

وأضاف “أعتقد أن التعامي عن القانون الدولي في الحدثين، أو عدم الاستمرار حتى النهاية، سوف يغير القيم الأساسية والتوازنات في العالم. هذا أمر لا أحد يرغب به، وعلى كل مثقف ورجل دولة وكل بلدان العالم أن تعارضه”.

وعن سؤال زيادة الضغوط الأمريكية على مادورو، والسيناريوهات المتوقعة، أجاب قوتلو، بأنه بحث الأمر مع بعض محللي شؤون أمريكا اللاتينية، ومن بينهم أحد سفراء البيرو، ويدعى خورخي أبراكا ديل كاربيو.

وأشار إلى أن كاربيو، يحلل أحداث فنزويلا على النحو التالي: “إذا تخيلنا أن فنزويلا بالون يجري نفخه بشكل مستمر. هناك طريقان، إما أن هذا البالون سينفجر مع نفخه بشكل أكبر. متى ينفجر؟ لن ينفجر غدًا، لكن لا يمكنني أن أقول شيئًا لما بعد غدٍ. لا يمكننا استشراف ما سيحدث بعد شهر أو ثلاثة أشهر، لكن البالون ينتقخ، وكل بالون ينفجر عند نفخه كثيرًا. أما الطريق الثاني فهو سحب الهواء قليلًا من البالون، وهذا المسار الذي نريده”.

وشدد قوتلو، على ضرورة التصرف من خلال اتباع مقاربة أكثر اعتدالًا تعترف بالقانون، “لأن الطرفين يصبحان راديكاليين بالقدر الذي يتم به الابتعاد عن القانون”.

ولفت إلى مقتل 40 شخصًا في المظاهرات المستمرة منذ 21 يناير/ كانون الثاني الجاري.

واستطرد “سيكون من المفيد جدًّا تهدئة الأزمة في فنزويلا، أو سحب الهواء من البالون على حد تعبير المحلل الأمريكي اللاتيني”.

ولدى سؤاله عن توقعاته بشأن لجوء الإدارة الأمريكية إلى طرق أخرى غير الضغط الاقتصادي كالتدخل العسكري، أوضح قوتلو، أنه لا يستبعد احتمالًا من هذا القبيل.

وأشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين، صرحوا أنهم سيردون بأعنف شكل في حال التعرض لغوايدو، أو الهجوم على المصالح الأمريكية أو مواطني الولايات المتحدة، وأنهم سيتدخلون لحماية غوايدو، في حال معاقبته أو إصابته بمكروه.

وأضاف: “لا يمكننا القول إن احتمال التدخل العسكري معدوم، لكن لا نريد حتى مجرد التفكير به”.

وردًّا على سؤال حول إمكانية تحول الأحداث الجارية في فنزويلا إلى اقتتال داخلي أو أعمال دامية، أوضح قوتلو، أن هذا الاحتمال أكبر من التدخل العسكري الخارجي.

وتابع “لدى الفنزويليين موقف يستحق التقدير في مواجهة الممارسات الظالمة. وللأسف سقوط 40 قتيلًا يظهر ذلك. حتى لو لم يحدث اقتتال عام، إلا أن الاحتمال قائم لوقوع اشتباكات ببعض المناطق”.

واستطرد قائلًا: “القضاء على هذا الاحتمال يمر عبر الانتقال بشكل سريع إلى أرضية قانونية. لا بد من الحوار، لكن عندما يقول أحدهم إنه لا يعترف بالحكومة الشرعية فإن الحوار يتعطل”.

 

.

المصدر/الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.