هاجمت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن وصول التطبيع مع الدول العربية لمستوى غير مسبوق لا يعني ارتفاع درجة حرارة العلاقات مع الأخيرة كما وعد نتنياهو، بل إن جبل الثلج بيننا وبين القاهرة وعمان، لم يذوب حتى الآن، بسبب اتفاق السلام مع مصر والأردن.
وتابعت الصحيفة تحت عنوان “من قال إن نتنياهو لا يريد الاندماج في الشرق الأوسط؟:”صحيح أن العلاقات العسكرية مع المصريين ممتازة، والسيسي يعد شقيقا وأخا لإسرائيل، إلا أن معرض الكتاب في نفس الدولة لا يطرح مؤلفات إسرائيلية للمشاركين به”.
ولفتت إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يقوم بإدارة الدولة كما يفعل الحكام العرب في البلاد المجاورة، وكأنها دمية يحركها بأصابعه، ورغم ذلك يستمر الإسرائيليون في الاعتقاد أن غدا سيكون أفضل مع رئيس حكومتهم؛ إلا أن تل أبيب ليست القاهرة، ونتنياهو لا ينبغي له تقليد السيسي”.
وتابعت “هآرتس”: “سوريا تلقت صفعة مزلزلة مع اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان، والسعودية أدانت القرار كما أدانت نقل السفارة الأمريكية للقدس، في وقت لا يوجد للفلسطينيين فيه أي نية للسلام والتفاوض معنا، ويوصف محمود عباس -رئيس السلطة الفلسطينية – بأنه معاد للسامية”.
وذكرت “من أين جاء يقين نتنياهو وتأكيده بأن هناك تقاربا وتطبيعا بين تل أبيب ودول المنطقة؟ التقارب الوحيد بيننا وبين العرب يتمثل فيما يفعله رئيس حكومتنا؛ حيث يصمم على تحويل إسرائيل إلى دولة من دول الجوار ويطبق عليها نفس أساليب الحكم المتبعة بالدول العربية، حيث أن سنوات حكمه كرئيس الوزراء تقترب من المعيار العربي، فهو يجلس على كرسي السلطة من 10 سنوات”.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية “هذا في الوقت الذي يحكم فيه بشار الأسد منذ 19 عاما ومثله العاهل الأردني عبد الله، بينما يوشك السيسي على إتمام 6 أعوام في الحكم، وستسمح له التعديلات الدستورية المرتقبة بالحكم دون قيود، وفي كل من تلك البلاد المذكور، تشن الانظمة حروبا ضد حرية الإعلام، ويلقى بالصحفيين والمحريين في الزنازين ويسجن كل من يجرأ على التحدث ضد النظام”.
ومضت “في تلك الدول وسائل الإعلام الوحيدة التي تحصل على الدعم هي تلك التي يمتلكها رجال أعمال مقربون من أوساط ودوائر الحكم والقيادة، وصحيح أنه في إسرائيل لا يتم اعتقال الصحفيين والمحررين، إلا أنه وعلى شاكلة مصر السيسي وسوريا بشار؛ فإن حرية التعبير في أدنى مستوياتها على الإطلاق”.
ولفتت”في دول كثيرة من بينها مصر والأردن، لا توجد مفاجآت في الحملات والمسيرات والمعارك الانتخابية، وذلك لفشل المعارضة في الالتفاف والاتفاق على زعيم بديل للرئيس أو لسيطرة الجيش على كل شئ أو بسبب نظام الحكم الملكي الذي يورث العرش من الجد للإبن للحفيد، وفي دول كالقاهرة والرياض وعمان والمنامة يبدو غياب الديمقراطية كما لو كان جزءا من العلاقة بين الشعب والحاكم”.
وختمت “الثقة غير المبررة من قبل الإسرائيليين تجاه حكومتهم ونزاهتها أمر غير منطقي، وهي نفس الثقة في القدرات العظيمة لنتنياهو، والتي تنعكس في القضاء على الأليات والوسائل الديمقراطية التي تخدم المواطنين بتل أبيب مثل الصحافة وهيئات كشف الفساد، لهذا فإن الفجوة باتت تضيق بيننا وبين أنظمة الحكم العربية المجاورة التي بتنا نقلدها، هذا الوضع لابد وأن يتغير، والحل هو إسقاط نتنياهو قبل أن نتحول إلى مصر ثانية”
.
وكالات