هل من الممكن إعادة الانتخابات المحلية في إسطنبول بعد عملية التزوير التي شهدتها؟!!

أصبح من الصعب إخفاء المؤامرات التي تم ممارستها خلال الانتخابات المحلية في إسطنبول، التي تشكل داوفع كافية لإلغائها بالكامل. تركيا بأكملها تنتظر قرار اللجنة العليا للانتخابات بعد تقدم حزب العدالة والتنمية بطلب لإلغاء نتيجة الانتخابات. ومن جانبها قامت اللجنة العليا للانتخابات التركية بجمع الملفات اللازمة حول إعادتها في منطقة بيوق تشاكماجا وإسطنبول وقامت بتأجيل كل المقابلات الرسمية.

شهدت انتخابات 31 مارس/أذار المحلية العديد من المؤامرات والحيل خاصة في إسطنبول. وكان قد قدم حزب العدالة والتنمية بطلب إلى اللجنة العليا للانتخابات من أجل إعادة فرز أصوات 38 منطقة في إسطنبول وإلغاء نتيجة منطقة بيوق تشاكماجا بالكامل. وبينما رفضت اللجنة العليا للانتخابات إعادة فرز أصوات 31 منطقة، قررت إعادة فرز 51 صندوق في 21 منطقة. أما بخصوص الطلب المقدم حول منطقة بيوق تشاكماجا فقد قامت بتأجيل النظر فيه. ومن ناحيته قام حزب العدالة والتنمية بإتخاذ خطوة أخرى وأبلغ عن إعتراضه الاستثنائي على نتيجة بيوق تشاكماجا لعدم قانونيتها. لكن لم تستطع تطبيق نفس الشئ على إعادة فرز أصوات مناطق عدة في إسطنبول وهذا لعدم إكتمال فرز الأصوات كلها. وشرع أعضاء اللجنة العليا للانتخابات في النظر للطلب المقدم بخصوص إلغاء نتيجة بيوق تشاكماجا بالأمس. وبعد اجتماع استمر 3 ساعات، قررت تأجيل الطلب.

الخطوات المتبعة

-قررت اللجنة العليا للانتخابات النظر في الاعتراضات المقدمة لإعادة فرز الأصوات في المناطق المحددة، لكن بعد الانتهاء الرسمي من فرز الأصوات على مستوى إسطنبول وبعدها ستصدر حكمها النهائي.

-أولًا بعد الانتهاء من فرز أصوات إسطنبول بإكملها سيتم تسجيلها رسميًا.

-بعدها سيتم إحصاء النتائج النهائية وعلى أساسها ستنظم الأجراءات التي سيتم اتباعها في كل منطقة.

-ثم إبلاغ حزب العدالة والتنمية إعتراضه الأستثنائي حول نتيجة إسطنبول خلال 7 أيام.

-وبعد هذا الإبلاغ ستقوم اللجنة العليا للانتخابات بجمع الطلبين سويًا، لأن نتائجهم مرتبطة ببعض.

الاحتمالات…

وكان قد صرح ياقوت محمد صاري رئيس مركز الأبحاث العدلية التركية قائلًا ” لو اتُخذ القرار بإلغاء نتيجة بيوق تشاكماجا. سيتم إلغاء نتيجة إسطنبول بأكملها. وأنا أظن أنه سيتم إلغائها. ولكن من الأفضل انتظار النتجية النهائية”. وقال جاويد تاطلي رئيس نقابة المحامين ” على الأغلب قامت اللجنة العليا للانتخابات بجمع الطلبين المقدمين حول إسطنبول وبيوق تشاكماجا. وستصدر قرار إذا كانت وافقت على البلاغات التي قدمت حول الحيل التي شهدتها بعد المناطق في إسطنبول مثل مالتابة وصانجاق تابا”.

ونجحت وسائل ااعلام تركية  في الوصول إلى أقوال أحد العاملين بالسجل المدني محمد أزجور صامانلي وعثمان دوغان، وكان قد تم القبض عليهم بتهمة تزوير ملفات لناخبين وهميين. بعد أن قام محمد أوزجين بتغير عدد الناخبيين في منطقة بيوق تشاكماجا من 7 آلاف ناخب إلى 21 ألف ناخب وهمي، وقدمت بحقه أكثر من شكوى تفيد بإجبارهم على تغير عنوانيهم، وعلى الرغم من ذلك أدعى بقانونية ما فعله. وأضاف ” ما فعلته كان وفقًا لبيانات الأشخاص”. أما عثمان دوغان فقد قام بجمع هويات 25 شخص وسجلهم كناخبين في منطقة بيوق تشاكماجا. وقال أصحاب الشكاوى “أخذوا أرقام هويتنا حين التسجيل للإدلاء بأصواتنا”، في المقابل يقول دوغان ” أخذت أرقام الهويات بشكل قانوني من أجل تسجيلها بالملفات الشخصية”.

إبتزاز الناخبين

وتستمر التحريات في ضبط العناوين التي تم تغيرها في بيوق تشاكماجا. ولم يكتفوا بهذا بل تلاعبوا بمحل إقامة الناخبين ونقلوها في السجلات لأماكن خارج إسطنبول أو لأراضي وأبنية مهجورة. وخلال الثلاث أيام الماضية ضُبط أكثر من محل إقامة 7 ألاف شخص غير حقيقي. بالإضافة لتسجيل الناخبين لمواقع بناء في بيوق تشاكماجا تحت الإنشاء مع تسجيل إقامة 13 شخص لمأوي الحيوانات.

دهشة صاحب المبنى

وأفاد أحد أصحاب مبنى مكون من 10 شقق تم تسجيل 14 شخص به كمحل إقامتهم ” سمعت الإدعاءات التي انتشرت عن الحيل التي تم ممارستها أثناء فرز الأصوات. قبل يومين فقط جاءت الشرطة للمبنى الذي أقوم بإنشائه وسأل إذا كان يقطن ناخبين هنا أم لا. لقد اندهشت بشدة. لأن المبنى لا يحتوي على كهرباء أو ماء أو حتى أبواب. لا يمكن أن يقطن أحد هنا. فسألني إذا يقطن هنا 14 شخص أم لا وإذا كنت على علم بما حدث. وأنا لست على علم بأي شيء. أنا حاليًا لا أفهم كيف حدث هذا ومن ورائه وما مشكلته”.

13 ناخب مقيم في مأوى للحيوانات

لم يكتفوا بتسجيل الناخبين في أراضي وأبنية مهجورة أو تحت الإنشاء بل وصل بهم الحال لتسجيلهم في مأوى للحيوانات. كشفت التحريات عن إقامة 13 ناخب في مركز علاج وإعادة تأهيل حيوانات الشوارع المدعوم من قبل بلدية بيوق تشاكماجا. وقال أحد الموظفين “نقوم باستقبال الزوار في نهاية كل أسبوع فقط ولا يقيم هنا أي شخص”.

.

المصدر/يني شفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.