تحتضن ولاية بورصة غربي تركيا، العديد من المعالم الدينية والثقافية والتاريخية، لا سيما وأنها العاصمة السابقة للإمبراطورية العثمانية.
تلك المزايا جعلت منها وجهة مفضلة خلال شهر رمضان، لكونها تجمع بين السياحة والأجواء الروحانية في آن واحد.
وتتصدر بورصة أبرز الأماكن والوجهات الروحية في تركيا، وهي تشتهر بمساجدها التاريخية التي تعود إلى عدة قرون، كما أنها مركزًا للثقافة والسياحة الدينية.
ومن المتوقع أن تستضيف آلاف الزوار من داخل تركيا وخارجها طوال شهر رمضان المبارك.
وأبرز الوجهات السياحية الدينية في بورصة، الجامع الكبير، والجامع الأخضر، ومسجد الأمير سلطان، بالإضافة إلى أضرحة عثمان غازي، مؤسس الدولة العثمانية وابنه أورهان غازي.
إلى جانب مدرسة يلدريم الدينية، وجامع المرادية، ومقابر سليمان تشلبي، وجامع “أوفتادة”، وجامع “صومونجو بابا”، ومقابر”غيكلي بابا”، ومقامات علماء الإسلام العظماء.
ويبرز الجامع الكبير من بين جميع المعالم السابقة، حيث يحظى باهتمام خاص لكونه أحد أفضل المعالم المعمارية في الولاية، ويعود تاريخه إلى العصر العثماني.
الجامع الكبير بُني بأمر من السلطان العثماني بايزيد الأول، المعروف أيضاً باسم يلدريم بايزيد، بين عامي 1396 و1399، ويتميّز بأنه من أفضل الأمثلة على الهندسة المعمارية العثمانية المبكرة، فضلاً عن كونه واحداً من كنوز الهندسة المعمارية التركية الإسلامية.
ويعدّ المسجد المذكور، خامس أهم مسجد في الإسلام، بعد تلك الموجودة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس ودمشق، وذلك بفضل اثنتين من المآذن الشاهقة و20 قبة.
وفي عام 2014، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو”، جامع بورصة الكبير، ضمن لائحة مواقع التراث العالمي.
قباب المسجد العشرين، بُنيت على الطراز السلجوقي للهندسة المعمارية. وتضم كلا من العناصر السلجوقية والعناصر العثمانية المبكرة، وقد تم ترتيبها في خمسة صفوف مكونة من أربع قباب، ويدعمها 12 عموداً.
ويقسم هذا الترتيب الغرفة المستطيلة الكبيرة التي تبلغ مساحتها 2200 متر مربع إلى أقسام، مما يتيح الشعور بالخصوصية في خضم ضخامة المبنى.
ومما يزيد من إقبال وإعجاب الناس بالجامع الكبير، هو أنه يقع في قلب المدينة، مظهراً عظمته وهيبته للجميع.
الرحالة العثماني الشهير “أولياء جلبي”، تحدّث عن الجامع في مذكراته، ووصفه بأنه “آيا صوفيا بورصة. وهو الأكبر بين جميع المساجد”.
وفي حديث أدلى به للأناضول، قال مراد سراج أوغلو، الرئيس الإقليمي لجمعية وكالات السفر التركية “تورساب”، إن بورصة هي مركز جذب للسياحة الدينية، وأنها تمتلك كافة الإمكانات والقدرات اللازمة لسد احتياجات السيّاح المحليين والأجانب.
وأضاف “سراج أوغلو” أنه ينصح السياح من جميع أنحاء تركيا والعالم، بقضاء بضعة أيام في بورصة، ليشعروا بروح رمضان في أفضل الأجواء الدينية.
وأشار إلى أن بورصة تُعرف باسم مدينة الشعب المقدس، حيث تحتضن مقابر عدد من أهم الشخصيات التاريخية والشخصيات الإسلامية.
واختتم “سراج أوغلو” حديثه بالإشارة إلى أن “تورساب” تقدّم حزمة سياحية رمضانية للراغبين في استكشاف الجانب الروحي من بورصة.
كما تقدم الوكالة رحلات إلى جميع الأماكن الدينية في المدينة مع مرشدين متخصصين، إلى جانب تنظيم وجبات الإفطار أو الوجبات السريعة في رمضان، في أفضل مطاعم المدينة.