في إطار سعي السيدات التركيات لبذل ما بوسعهن لمساعدة إخوتهن في سوريا، تقوم نساء مدينة طرابزون بتحضير أكلة “المانتي” التركية التقليدية وبيعها، ليذهب ريعها إلى مخيم باب السلامة للنازحين في سوريا.
ولم يُثنِ بُعد مدينتهن الواقعة أقصى شمالي تركيا، هؤلاء النسوة، عن التفكير فيما يمكن أن يقدمنه لسوريا، وبعد تفكير وجدوا أن بإمكانهن استغلال مهاراتهن في إعداد الطعام لتقديم الدعم لأحد مخيمات النازحين.
تبنى هذه المبادرة فرع السيدات في مكتب هيئة الإغاثة الإنسانية التركية ( İHH) في طرابزون، وأصبحت السيدات المشاركات في المبادرة يلتقين كل يوم أربعاء في مقر الهيئة بالمدينة ويقضين اليوم بأكمله في إعداد المانتي.
والمانتي أحد الأكلات الشعبية لدى الشعوب التركية والقوقازية، وهو عبارة عن قطع من العجين المحشي باللحم المفروم أو المقطع قطعا صغيرة، ويطبخ بالبخار أو يتم سلقه أو طبخه في الفرن، ثم يقدم مع الزبادي والصلصلة.
و بحسب الاناضول , قالت المسؤولة عن فرع السيدات في ( İHH) طرابزون غولديران مومجو إن السيدات المتطوعات وفاعلي الخير يتعاونون معا لإنجاح مشروع المانتي، حيث تتطوع السيدات بجهدهن ويتبرع فاعلو الخير بمستلزمات صناعة المانتي.
وأوضحت مومجو أن حوالي 13 سيدة يتجمعن في مقر الجمعية يوم الأربعاء، ويصنعن كل أربعاء حوالي 12 كيلوجراما من المانتي، يباع الكيلو منه بـ 25 ليرة تركية (حوالي 6.7 دولار)، حيث تتلقى السيدات الطلبات
عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت، ويبعنها للمساكن الطلابية والجمعيات وأماكن العمل.
وأكدت مومجو أن صنع المانتي الذي يكون في العادة مهمة صعبة وثقيلة على النفس، يكون عملا غاية في المتعة عندما تصنعه السيدات في الجمعية، إذ يعملن معا طوال اليوم، ويقدمن بعملهن دعما معنويا وماديا للجمعية.
وتشير مومجو أن السيدات يشعرن بالفرح ويزداد تصميمهن عندما يجدن أن ما تصنعه أيديهن، يجلب نقودا تذهب بدورها لمساعدة النازحين.
وتقول مومجو إن المانتي الذي تصنعه السيدات ينفذ في وقت قصير، وأحيانا تصلهن طلبات إضافية أيضا.
قدرية بوران، إحدى السيدات المشاركات في المبادرة، تقول إن صنع المانتي بغرض التبرع يساهم في التخفيف من التوتر، كما أن المبادرة جعلت من السيدات أسرة واحدة وأصبح مطبخ الجمعية مثل مطبخ منزلهم مضيفة
“هدفنا مساعدة بعضنا البعض من أجل رضا الله”.
وتحدثت سمراء طوراق، إحدى المشاركات، عن سير العمل قائلة إن فاعلي الخير يتبرعون بلوازم صنع المانتي، إذ يتبرع بالدقيق أحد أصحاب الأفران، ويتبرع باللحم عدد من الجزارين وفاعلي الخير.
تتمثل الخطوة الأولى في صناعة المانتي في تحضير العجين، ويقوم بتلك الخطوة، وفقا لسمراء، السيدة التي تصل أولا إلى الجمعية، والتي قد تُحضّر أحيانا العجين في منزلها وتأتي به جاهزا إلى الجمعية.
ولدى وصول جميع السيدات المشاركات يقمن بتحضير الحشو وتقطيع العجين وحشي المانتي، ومن ثم وضعه في عبوات ووزنها، وحفظها في الفريزر تمهيدا لبيعها.
وبالإضافة للسيدات المشاركات بشكل دائم في إعداد المانتي، تحرص العديد من صديقاتهن على المرور من حين لآخر وتقديم يد العون، لينوبهن ولو قليل من ثواب فعل الخير.
ويقع مخيم السلامة قرب معبر “أونجو بينار” التركي (باب السلامة في الجانب السوري)، ويقطنه نازحون فرّوا إلى مدينة اعزاز الواقعة تحت سيطرة المعارضة شمالي سوريا.
المصدر : الاناضول .