تركيا تحصل على حق تسمية نجم يقع على مسافة 457 سنة ضوئية عن الأرض

بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس “الاتحاد الفلكي الدولي”، مُنحت تركيا حق تسمية النجم الذي يحمل الرمز “WASP-52″ ويتقع على مسافة 457 سنة ضوئية عن الأرض، والكوكب الموجود داخل مدارها.

و قال رئيس الجمعية الفلكية في تركيا، إبراهيم كوتشوك، إن الاتحاد الفلكي الدولي وتركيا عضوة فيه، ينظم خلال العام الجاري فعاليات متنوعة بمناسبة مئوية تأسيسه.

ولفت كوتشوك إلى أن الاتحاد الفلكي الدولي ينظم فعالياته تحت شعار “100 عام تحت نفس السماء”، وأنه منح في هذا الإطار الدول الأعضاء حق اختيار الأسماء للنجوم الجديدة وكواكبها المكتشفة.

وبيّن أنه في الغالب يتم ترميز النجوم والكواكب، وأنه جرى تقسيم جزء من الكواكب الخارجية التابعة للنجوم خارج النظام الشمسي، والمكتشفة عبر بيانات القمر الصناعي “كيبلر” بين الدول الأعضاء في الاتحاد.

وأشار كوتشوك إلى أن المشروع، الذي يتيح لأعضاء الاتحاد تسمية الكواكب المكتشفة حديثا، يشمل 70 دولة.

وتابع: “تم منح تركيا النجم الذي يحمل رمز WASP-52 وكوكبه”.

وأكّد أن المنطلق الذي يجري اعتماده خلال توزيع النجوم على البلدان، يقوم على ضمان سهولة رصدها من عاصمة البلد المعني، بحيث يرصدها الناس حتى عبر التلسكوبات الصغيرة.

وأشار كوتشوك إلى أن “النجم WASP-52 يبعد عنا نحو 457 سنة ضوئية، وهي ليست كوكبًا صالحًا للعيش، وإنما هي عبارة عن كوكب غازي مثل كوكب المشتري، ولكن المهم هو حصولنا نحن على حق تسميته”.

وقال إنه يمكن للأشخاص زيارة الموقع الإلكتروني للجمعية الفلكية بتركيا، من أجل تقديم مقترحاتهم وخياراتهم لاسم النجمة المذكورة.

وأفاد بأنهم يرغبون في تحديد اسم الكوكب بشكل خاص، بواسطة المدارس والمراكز العلمية في تركيا.

وأضاف: “لدينا لجنة تحكيم مكونة من أكاديميين في جامعات مختلفة، وهذه اللجنة سوف تحدد اسمين مرشحين وتقدمهما إلى الاتحاد الفلكي الدولي”.

ووفقًا لكوتشوك، فإن لتحديد الأسماء قواعد وشروط معينة، بحيث لا تتضمن رسائل سياسية وألا تسيء لأحد.

واستطرد رئيس الجمعية الفلكية بتركيا: “علينا أن نختار اسمًا يليق بنا وببلادنا”.

اقرأ أيضا

كوتشوك، وهو رئيس قسم علوم الفلك والفضاء بجامعة أرجييس التركية، أكّد أن النجمة التي تم منحها لتركيا يمكن رصدها اعتبارًا من فصل الربيع حتى فصل الخريف.

وأضاف: “علينا أن نقدم الأسماء إلى الاتحاد الفلكي الدولي في شهر ديسمبر/ كانون الأول (2019)، وهذه ي المرة الأولى التي سنضع فيها اسمًا لنجمة والاسم الذي سنضعه سيدخل القاموس”.

ومضى يقول: “هذا الأمر لا يرضينا بالطبع، لأننا نتطلع إلى اكتشاف نجوم ومجرات جديدة بواسطة إنتاج الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار”.

وشدّد على أن الأتراك ليسوا بعيدين عن علم الفلك، وأن هناك شخصيات تاريخية منهم حققوا إنجازات كبيرة في هذا المجال.

وأشار في هذا الصدد إلى “أولوغ بيك” المعروف بأعماله في مجال علم الفلك قبل العهد العثماني، و”تقي الدين” الذي أنشأ مرصدين اثنين.

وأضاف: “هؤلاء رصدوا المواقع، والأعمال التي أنجزوها متطابقة مع التي أنجزت في أوروبا، علينا أن نزيد الوعي في هذا المجال”.

وأشاد بالمساهمات التاريخية التي قدمتها المنطقة لعلم الفلك خلال العهود الماضية، وخاصة فيما يتعلق بعلم الفلك الرصدي”.

جدير بالذكر أن الدولة العثمانية احتضنت أول راصد فلك علمي عام 1450، حين استقدمت الطالب لدى قاران أولوغ بيك في مرصد سمرقند، وكان اسمه علي قوشجو.
وقد عيّن السلطان محمد الفاتح قوشجو مدرساً في مدرسة آياصوفيا، حيث تعاون هناك مع المدرس ملاخسرو في إعطاء دروس في علم الفلك والرياضيات، كما صمم نماذج عديدة من الساعات الشمسية بعدما قاس خطوط الطول والعرض في مدينة إسطنبول.

بعد وفاة قوشجو عام 1474، توقفت أنشطة علم الفلك في البلاد لفترة طويلة، إلى أن أمر السلطان مراد الثالث بتأسيس أول مرصد فلكي في الدولة العثمانية عام 1577، تحت إشراف المدرس تقي الدين.

وبعد جملة من الدراسات الشخصية التي أجراها تقي الدين في برج غلاطة، وجد أن جدرانه غير مناسبة لإقامة المرصد، ليستقر به الحال فيما بعد على إنشاء المرصد على جدران طوب خانة.

وأسس بذلك أهم مرصد في تلك الفترة، استخدم فيه أجهزة وأدوات مصغرة عما كانت مستخدمة سابقا، كما ابتكر الكثير من الأدوات الجديدة.

وعلاوة عن ذلك، راقب تقي الدين حركات الشمس والقمر إلى جانب الكواكب الأخرى، كما صمم ساعات شمسية وميكانيكية، واستخدم الساعة كجهاز مراقبة.

.

المصدر/A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.