عمل المسن التركي عمر قآن بوزقير، عبر أدواره المسرحية على إحياء ذكرى الشخصية التاريخية الشهيرة، نصر الدين خوجا، المعروف عربيا باسم “جحا”، لينال إعجاب وتقدير متابعيه في ولاية قونية (وسط).
ويعد نصر الدين خوجا، شخصية اشتهرت بقصصها الفكاهية التي تناقلتها الأجيال في بلاد الأناضول، ولا يزال الشعب التركي إلى يومنا هذا يستخدم قصصه وحكاياته وطرائفه، من أجل الفكاهة وتوضيح بعض العبر.
ولد عام 1208 في بلدة “أق شاهير” بولاية قونية، وعاش حياته في ظل الدولة السلجوقية، إلى أن توفي عام 1284، في بداية الدولة العثمانية.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة “يونسكو”، 1996 “عام جحا”، تكريما لهذه الشخصية الفكاهية التاريخية.
أما بوزقير، فهو محاسب قانوني متقاعد يبلغ من العمر 85 عاما، صعد خشبة المسرح للمرة الأولى عندما كان في الـ 13 من عمره.
ونتيجة براعته في تمثيل شخصية ما حينها، أثار بوزقير إعجاب متابعيه، ليواصل بعد ذلك عمله في هذا المجال دون انقطاع، إذ تجاوز عدد الأدوار المختلفة التي أداها 1200 عمل فني.
أبرز ما جسده المسن التركي، هي الشخصية التاريخية الفكاهية، الشهيرة لدى الأتراك باسم “نصر الدين خوجا”، الذي يقول بوزقير عنها إنها تشعره بالسعادة والتميّز عند تجسيدها في الأعمال المسرحية.
ويعمل بوزقير، على إحياء سيرة “خوجا” في قضاء “آق شهير”، عبر ارتداء ملابس يُعتقد أن الأخير كان يرتديها.
وفي إحدى المرات، توجه إلى مدرسة في القضاء تحمل اسم “نصر الدين خوجا”، ليفاجئ الطلاب ويتبادل معهم الأحاديث الفكاهية والطرائف، في مشهد نال إعجابهم.
وفي حديثه للأناضول، قال بوزقير، إن “نصر الدين خوجا” له مكانة مميزة في التاريخ التركي، ويحظى بأهمية كبيرة لدى المجتمع، خاصة الأطفال.
وأوضح أن أهم ما يميز الشخصية المذكورة، حديثه المليء بالطرائف والفكاهة، إلا أنه يدفع السامع في الوقت نفسه إلى التفكير والتدبر في تفاصيل الحديث المضحك ومعانيه.
ودعا إلى مواصلة تعليم الأطفال نهج “نصر الدين خوجا” في الحديث، مبينا أنها وجهة نظره بالنسبة إلى الشخصية التي يعمل على إحيائها.
وأعرب بوزقير عن سروره وفخره بالعمل على إحياء وتجسيد شخصية كهذه لدى مجالس قضاء “آق شهير”، مشيرا أنه يواصل العمل على ذلك منذ 30 عاما.
ويعد من أبرز الوسائل التي يسعى بوزقير عبرها إلى تجسيد الشخصية المذكورة، تنظيم الأعمال المسرحية والفنية في الجامعات والمدارس، وإعداد البرامج المتلفزة، والمشاركة في المهرجانات، ليُعرف نتيجة لذلك بـ “الرجل الذي يعرّف نصر الدين خوجا”.
وذكر أن طريقة تجسيده وترويجه للشخصية، تقوم على التخلّق بأخلاقه، واتباع نهج حياته في الحديث والتعامل مع الآخرين.
“بوزقير” الذي لا يزال يتساءل حول مدى نجاحه في تمثيل وتجسيد شخصية “نصر الدين خوجا”، يواصل قراءة الكتب التي تحكي عنه، وحفظ طرائفه وعباراته.المصدر/A.A