تشهد محافظة إدلب شمال غربي سوريا منذ أيام ، تصعيداً روسياً عنيفاً، يثير تساؤلات حول مصير المحافظة التي تحتوي على أكثر من 3 ملايين مدني، موزعين بين سكان أصليين، ونازحين ومهجرين.
وضع يطرح العديد من نقاط الاستفهام حول إمكانية صمود اتفاق خفض التصعيد التركي – الروسي الذي وقع في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، وذلك في ظل الانتهاكات والخروقات الروسية المتكررة وليس آخرها الغارات الجوية التي استهدفت سوقاً شعبياً في مدينة معرة النعمان، صباح اليوم الإثنين، ما أدى إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها 25 شهيداً على الأقل وعشرات الجرحى.
ويتزامن التصعيد الروسي اليوم، مع زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى برئاسة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري إلى العاصمة التركية أنقرة، لبحث عدة ملفات مع المسؤولين الأتراك على رأسها الملف السوري.
كما تترافق هذه الزيارة مع أخرى قاما بها قائد القيادة الأمريكية الوسطى كينيث ماكينزي والسفير الأمريكي وليام روباك إلى مناطق سيطرة تنظيم PKK/PYD الإرهابي شمالي سوريا، ولقائهما القائد العام للتنظيم.
القيادي في الجيش الوطني السوري مصطفى سيجري قال في تصريحات خاصة لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “التصعيد الروسي الأخير له عدة أسباب، أهمها عجز نظام الأسد ومليشياته عن إحراز أي تقدم جديد على الأرض، لذا تم اللجوء إلى القصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي”.
وأضاف سيجري أن “السبب الثاني لا يقل أهمية عن الوضع الميداني على الأرض، وهو تحسن العلاقة بين الجانبين التركي والأمريكي، وخصوصا ما رشح من تفاهمات جديدة حول ما يسمى بالمنطقة الآمنة شمالي شرقي سوريا، وخارطة الطريق فيما يخص مدينة منبج. إذ تخشى روسيا أي تقارب أمريكي تركي، لذلك تلجأ إلى التصعيد العسكري من خلال ورقة الضغط التي تستخدمها بشكل دائم وهي ذريعة استهداف جبهة النصرة في إدلب في حين أن الطيران الروسي لم يستهدف إلا المشافي والمدارس والبنى التحتية والمدنيين بالإضافة إلى متطوي الدفاع المدني”.
وأكد أن “روسيا قد دفعت في وقت سابق ليكون لها موطئ قدم فيما يخص المنطقة الآمنة، لكن تركيا كان لها موقف حازم من المشاركة الروسية”.
وأضاف سيجري أن “تركيا أثبتت لروسيا جدية موقفها وثباتها على حماية المنطقة من أي اجتياح عسكري، وذلك واضح من خلال عدم سحب نقاط المراقبة التركية من إدلب”.
وشدد أن “المرحلة التي كانت تستطيع روسيا فيها فرض رؤيتها من خلال الضغط العسكري قد انتهت، ونحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة بصمود الجيش السوري الحر الذي أوصل رسائل لروسيا مفادها استحالة تسليم المنطقة”.
وختم سيجري مشيراً إلى أن “المرحلة اليوم هي لفرض الجيش السوري الحر بدعم من تركيا، خارطة سيطرة عسكرية جديدة على المنطقة”.
.
وكالات