ما وراء تحذير وزير الداخلية التركي لأوروبا بفتح الباب أمام المهاجرين؟

أثارت تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو ، عن فتح باب المهاجرين باتجاه أوروبا، تساؤلات بشأن الهدف من التلويح بهذه الورقة، في وقت تشهد فيه أنقرة تجاذبات مع أوروبا في عدة ملفات.

 

وقال صويلو: أن “الحكومات الأوروبية لن تستطيع الصمود 6 أشهر، إذا ما فتحت بلادها أبوابها أمام المهاجرين، وسمحت لهم بالعبور نحو القارة”.

وأضاف أن “من يرغب في الانتقال من الشرق الأوسط إلى أوروبا، فعليه أن يدفع فدية لتنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني ومهربي البشر، ليجد نفسه في نهاية المطاف وسط البحار يواجه الموت”.

وشدد وزير الداخلية التركي على أن الاتحاد الأوروبي “ترك تركيا وحيدة في مواجهة موجات الهجرة غير الشرعية”.

لكنه قال: “سنقوم بما يلزم، وسننزل ضربة موجعة بالذين يريدون أن يجعلوا من تركيا مركزا للهجرة غير الشرعية، وسنقطع الماء والهواء عن مهربي المهاجرين”، بحسب صحيفة يني شفق.

وتأتي هذه التصريحات، في ظل الحملة التي تشنها الحكومة التركية على ملف الهجرة غير الشرعية في البلاد عموما، والإجراءات المشددة التي فرضتها في إسطنبول بحق اللاجئين السوريين، المخالفين لشروط الحماية المؤقتة والمسجلين في ولايات أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التصريحات تأتي في وقت تتواصل فيه الضغوط من جانب أوروبا، وبدعم أمريكي على تركيا ضد مساعيها للتنقيب عن مصادر للطاقة في منطقة شرق البحر المتوسط.

 

إهمال أوروبي

المحلل السياسي التركي، أنس يلمان، رأى أن التصريحات موجهة بالدرجة الأولى نحو أوروبا، التي “أهملت مسؤوليتها، ونفضت يدها من ملف اللاجئين”.

وأوضح يلمان أن وزير الداخلية التركي “أطلق إنذارا وتذكيرا للأوروبيين بقدرة تركيا على فتح باب الهجرة على مصراعيه، الأمر الذي سيتسبب بالكثير من القلاقل لأوروبا، وأهمية الدور التركي في الحفاظ على هدوء المنطقة”.

وأضاف: “أوروبا وعدت تركيا بالكثير من الوعود، وقطعت تعهدات بشأن تقاسم عبء اللاجئين، لكنها لم تلتزم، وتعرضت تركيا لضغوطات اقتصادية كبيرة، خلال الفترة الماضية؛ بسبب هذا التخلي”.

وشدد يلمان على أن العدد الذي استضافته أوروبا “لا يقارن بما لدى تركيا، ولا تقتصر الأزمة على اللاجئين الرسميين، بل برزت مشكلة أخرى، وهي الهجرة غير الشرعية من آسيا وأفريقيا”.

واستبعد أن تلجأ تركيا لفتح باب الهجرة إلى أوروبا؛ “لأن الضرر لن يلحق فقط بالأوروبيين، بل قبل ذلك ستعود آثاره على تركيا، وتنشب أزمة سياسية مع العالم”.

 

أوراق ضغط

من جانبه، قال الباحث في الشأن التركي، أحمد أبو علي: إن التلويح التركي بورقة المهاجرين “محاولة للضغط على أوروبا وحلف الناتو في ظل التجاذبات الجارية، عقب صفقة الصواريخ الروسية، ومحاولات التنقيب عن الغاز شرق المتوسط”.

وقال أبو علي : “تركيا تملك أوراقا قليلة للضغط على أوروبا، لتحقيق بعض المصالح هناك، وبالتزامن مع ضغوطات غربية على أنقرة، خاصة في مسألة التنقيب عن الغاز قرب قبرص”.

ولفت إلى أن أوروبا “تدرك” خطورة فتح أبواب الهجرة، إذ تدفق عليها قرابة مليون مهاجر قبل سنوات، وتسبب بأزمة كبيرة لكل دول الاتحاد.

وأشار أبو علي إلى أن تركيا تسعى للضغط على أوروبا من جانبين، الأول تقديم المساعدة من أجل تخفيف الضغط عليها في خدمات اللاجئين، كونها تتحمل الحصة الأكبر منهم، والثاني محاولة للحصول على مكاسب بملف التنقيب عن الغاز في المتوسط.

لكنه أكد أن ورقة اللاجئين “ربما لن تحقق الكثير لأنقرة على صعيد ملف التنقيب عن الغاز، وهي بحاجة لأوراق ضغط أخرى أكثر قوة”.

.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.