تتجه تركيا إلى تحويل النفايات البلاستيكية، من عنصر كان يصعب التعامل معه والتخلص منه، إلى أحد الموارد المالية للبلاد خلال الفترة المقبلة.
ويلخص “باران بوز أوغلو”، وهو رئيس نقابة مهندسي البيئة في تركيا، مستقبل النفايات البلاستيكية، بعبارة: “إنها إحدى الموارد الهامة التي قد ترفد تركيا، في حال تم جمعها بطريقة صحيحة”.
وأقرت تركيا خلال وقت سابق، قانون “إدارة النفايات” الجديد، في إطار مشروع “صفر نفايات”.
وقانون “نظام إدارة النفايات وتصفيرها “، الذي أقر في 12 يونيو/ حزيران الماضي، يهدف إلى تقليص حجم النفايات غير القابلة لإعادة التدوير.
ويلزم القانون، الإدارات المحلية في المناطق التي يزيد تعدادها السكاني عن 250 ألف نسمة، بالقيام بإدارة نفاياتها ذاتياً بحلول 2020.
“بوز أوغلو” الذي شغل أيضاً، منصب عضو مجلس إدارة اتحاد غرف المهندسين الأتراك سابقا، قال: “تشكل النفايات البلاستيكية أحد الموارد الهامة لتركيا كونها دولة مستوردة للنفط، وجمع هذه النفايات بطريقة صحيحة سيوفر مصدرا ماديا يغني بلادنا”.
ووصف القوانين التي أقرتها وزارة البيئة والتطوير العمراني التركية، في إطار مشروع “صفر نفايات”، بالخطوة الهامة نحو احتواء أزمة النفايات في البلاد.
وارتفعت وتيرة النفايات التي تنتجها تركيا، منذ عام 1995، صعودا من 17 مليون طن سنويا، بينما بلغ الرقم في 2015 نحو 32 طناً، ومن المتوقع أن تزداد حتى 38 مليون طناً في 2023.
وذكر المسؤول التركي: “في بلدنا، 55 بالمئة من النفايات المنزلية عبارة عن مواد عضوية، و10 بالمئة منها ورق وكرتون، بينما يشكل البلاستيك 6 بالمئة، والزجاج 4 بالمئة، والمعادن 2 بالمئة، والباقي موادا أخرى”.
– نسبة منخفضة
فيما يخص جمع النفايات في بلاده ، قال الخبير التركي: “تركيا تجمع 1 بالمئة فقط من نفاياتها، وطالما أننا لا نجمع النفايات بشكل منفصل، فإنها تصبح ملوثة وعديمة القيمة”؛ مشيراً إلى ان القوانين الجديدة ستسمح بمعالجة هذه المشكلة.
وأضاف: “بسبب انعدام البنية التحتية المناسبة لجمع النفايات، تدفن تركيا 90 بالمئة من نفاياتها (بدون معالجة)، نحن نقوم بإعادة تدوير 10 بالمئة فقط منها”.
وأوضح أن تركيا زادت من كمية النفايات (البلاستيكية) المعالجة، التي تستوردها من أجل إعادة التدوير، بعد أن شددت الصين من شروط استيرادها لهذه النفايات من الغرب.
وأردف: “بلغت كمية النفايات البلاستيكية المستوردة في 2016 حوالي 160 ألف طن بينما زاد هذا الرقم في العام التالي إلى حوالي 261 ألف طن، ليقفز العام الماضي إلى 440 ألف طن”.
“تركيا أقرت سابقاً قوانين مشابهة، كقوانين نفايات التغليف في 2017″، لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أهمية تفصيل وتوضيح كيفية إنفاق المال المجموع من النفايات من أجل أن تصل هذه القوانين إلى الأهداف المرجوة.
وبخصوص التحديات التي تواجه تطبيق القوانين الجديدة، قال بوز أوغلو إن جامعي النفايات من الشوارع في تركيا هم أحد أهم القضايا من أجل نجاح نظام النفايات الجديد، لأن وجود جمع للنفايات خارج المنظومة الرسمية سيضر بهذه العملية.
وأضاف: “لا يمكن حل مشكلة إدارة النفايات البلاستيكية بدون حل مشكلة جامعي النفايات المتجولين في الطرقات، يجب دمج هؤلاء ضمن المنظومة”.
– التغير المناخي
وأشار الخبير التركي إلى العلاقة بين النفايات والتغير المناخي، وفي هذا الصدد قال: “تؤدي مكبات النفايات إلى تعرية التربة، وعندما تتفاعل النفايات مع الطبيعة تؤدي إلى تلوث الهواء والماء نتيجة غاز الميثان الصادر عنها”.
وفيما يتعلق بالحلول الممكنة لهذه المشاكل، قال بوز أوغلو إن الحل يكمن في تقليل كمية النفايات والاستهلاك.
“لو قللنا من إنتاج النفايات، سنقلل من الاستهلاك، وإذا قللنا من الاستهلاك نستخدم وقودا أقل، وإذا استخدمنا وقودا أقل، نقلل من الإنبعاثات التي تنتج الغازات المسببة للاحتباس الحراري”.
وبحسب الأمم المتحدة فإن الإدارة المستدامة للنفايات قد تفيد بتخفيض غازات الاحتباس الحراري بنسبة 15-20 بالمئة حول العالم. المصدر/A,A