أضاف الهلال الأحمر التركي حدثاً جديداً على سلسلة أعماله الخيرية التي يقوم بها، عندما جمع الطفل الأفغاني عبد السامر ظاهري البالغ من العمر 9 سنوات مع أسرته التي فرت إلى الدانمارك قبل عامين هرباً من ظلم حركة طالبان.
وعثرت فرق الهلال الأحمر على الطفل الأفغاني بالقرب من استراحة للمسافرين بمنطقة باسينلار التابعة لولاية أرضروم شرق تركيا، وهو في حالة يرثى لها.
وقطع الطفل الأفغاني آلاف الكيلومترات مشياً على الأقدام قبل الوصول إلى أرضروم التركية، فقد عُثر عليه وقد تجمّدت يداه من شدّة البرد، حيث نُقل إلى المستشفى وتمّ إسكانه في مأوى للأطفال تابع لوزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية.
وبفضل تعاون الهلال الأحمر التركي مع الصليب الأحمر الدنماركي، التقى ظاهري بعائلته بعد سنتين من الفراق .
وسرد ظاهري المعاناة التي واجهها خلال رحلته الشاقة من أفغانستان إلى أرضروم، حيث أوضح بأنّ والديه غادرا البلاد قبل عامين واصطحبا معهما أخوته الثلاثة، على أن يصطحبوه هو وشقيقه الكبير في وقت لاحق.
وأضاف ظاهري أنه لم يستطع تحمّل شعور الشوق لأسرته وقرر بعد شهرين من فراقهما اللحاق بعائلته برفقة خاله، وخرج من أفغانستان مشياً على الأقدام رغم صعوبة الطريق الطويل وقساوة البرد.
وتابع ظاهري قائلاً: “لم أستطع تحمّل معاناة المشي، وتركني خالي بالقرب من استراحة للمسافرين، وجاءت فرق الهلال الأحمر وأسعفوني إلى المستشفى ومن ثمّ أودعوني في مأوى الأطفال”.
وأردف الطفل الأفغاني قائلاً: “بعد أن أودعوني في المأوى بدأت أذهب إلى المدرسة، وأصبح لدي أصدقاء، وتعلمت اللغة التركية بفضلهم، وأحببت تركيا كثيراً”.
وذكر ظاهري أنّ الطالبة الأفغانية حاديث شيفا (21 عاماً) التي تكمل دراستها الجامعية في أرضروم، أولت اهتماماً كبيراً به وتواصلت معه باستمرار، مشيراً أنه التقى مع عائلته عبر الانترنت.
وأعرب ظاهري عن أمله في أن تنتهي الحروب الدائرة في بلاده ومنطقة الشرق الأوسط، وأن ينعم الأطفال بحياة كريمة مع أسرهم وأصدقائهم وأقربائهم.
وشكر ظاهري والي أرضروم سيف الدين عزيز أوغلو ومدير إدارة الهجرة هاشم أوزجان، ورئيس وقف التنمية في أرضروم أردال غوزال، ومسؤولي الهلال الأحمر ووزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية، على الرعاية والعناية التي قدّموها له خلال فترة تواجده في أرضروم.
من جهتها قالت الطالبة الجامعية حاديث شيفا التي رافقت ظاهري طيلة بقائه في أرضروم، إنها أيضاً فرت من الحرب الدائرة في بلادها وقدمت إلى تركيا عام 2011 وابتعدت عن عائلتها.
وتابعت شيفا قائلة: “التقيت بظاهري في المستشفى، وبدأ يسأل عن عائلته، وطلب مني أن أجد له أسرته، لم يكن يهتم بمرضه وحالته الصحية وكان يصب جلّ اهتمامه بعائلته”.
وقبيل توجهه إلى الدانمارك بيوم واحد، التقى ظاهري مع أمه راشدة وأبيه جميل وإخوته الثلاثة عبر الانترنت، وقامت شيفا بترجمة الحديث الذي دار بينهم.
وعبّر الأب جميل عن بالغ اشتياقه وشغفه لرؤية ولديه، فيما قالت الأم أنها لم تُغمض لها جفن منذ أن تلقّت خبر إبنها، وعلمت بقرب اللقاء معه.
المصدر : الاناضول.