تعرف على أهم الرابحين والخاسرين في الاتفاق التركي الأمريكي

تتوقف عملية نبع السلام لمدة 120 ساعة سعيا إلى تطبيق اتفاق خرج إلى العلن بعد اتفاق عسير ومفاوضات شاقة، وبعد أيام من أزيز الرصاص والقذائف في المنطقة.

تتعدد الروايات والتحليلات حول نتائج عملية نبع السلام، ونتائج الاتفاق الموقع بين واشنطن وأنقره، ولكن الواضح أن تركيا حققت أكثر أهدافها الأمنية والسياسة في العملية وباتت من أكبر الرابحين منها، ولكنها ليست الوحيدة.

تركيا حققت أهم أهداف الحرب لهذه الأسباب
  • الاتفاق على إقامة منطقة آمنة، ظلت تركيا تطالب بها لسنوات ويتعلل الأمريكيون ويماطلون فيها.
  • تمتد المنطقة الآمنة التي تسعى إليها تركيا ووافق عليها الأمريكيون على طول شريط الحدودي الممتد شرق الفرات لنحو 440 كيلو مترا، وبعمق يزيد على 32 كيلو مترا.
  • استجابة الأمريكيين لهذا المطلب يعني بشكل أو بآخر تحقيق الهدف الأول الذي أعلنته أنقره لعملية نبع السلام وبأقل تكلفة عسكرية، وهو ما يجعلها رابحة إذا تم تنفيذ الاتفاق.
  • وحتى إذا لم ينفذ الاتفاق لسبب أو لآخر، فإن وجود قوات للأتراك على الأرض يعني القدرة على استعادة المبادرة والهجوم من جديد، لأن قواتهم موجودة على الأرض عمليا.
  • حصلت تركيا على شرعية أمريكية ودولية معلنة للدخول إلى منطقة شرق الفرات، مما سيوسع قدرات جيشها على التحرك في المنطقة وإقامة الوحدات العسكرية لحماية حدودها.
  • استراحت أنقرة من حرب طويلة الأمد، كانت تستنزف كثيرا من قدراتها العسكرية، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي بشكل خاص.
  • أبعدت تركيا بالاتفاق المذكور شبح العقوبات الأمريكية التي لوح بها سياسيون ومشرعون أمريكيون وكانت ستكلف الاقتصاد التركي خسائر معتبرة.
  • الاتفاق مع الطرف الأمريكي، يعني عمليا أن تركيا ستتفرغ للمفاوضات مع روسيا، وسيذهب أردوغان الأسبوع القادم إلى روسيا وهو غير مكشوف الظهر.
  • يتفاوض أردوغان مع روسيا في واحدة من أصعب الملفات الأمنية والسياسية التي ستواجه أردوغان في المنطقة، بفعل صرامة الروس وخلو المنطقة لهم بعد سحب الأمريكيين لقواتهم من المنطقة.
  • على المستوى الاقتصادي؛ يمكن القول إن الليرة التركية كانت من بين الرابحين من اتفاق الخميس؛ إذ استعادت شيئا من انتعاشها وارتفعت في السوق المحلية مع إعلان التوصل إلى الاتفاق مع واشنطن.
  • وعلى أية حال فقد ربحت تركيا من خلال مفاوضات شاقة وعسيرة استمرت خمس ساعات لم تكن لتحققه بشكل تام ونهائي من خلال عملية عسكرية لا يمكن تحديد سقف لنهايتها بعد انطلاقتها.
الأسد ربح بأقل خسائر
  • حقق نظام الأسد هو الآخر نتائج معتبرة من الاتفاق، إذ تجنب مواجهة غير متكافئة مع الجار التركي الغاضب، والمصمم على مواجهة “وحدات حماية الشعب” الكردية المسلحة التي احتمت بقوات نظام الأسد، وتماهت معها في الميدان.
  • السيطرة الفعلية على العديد من المناطق التي غادرها الأمريكيون وتركها المسلحون الأكراد بعد العملية التركية، ويبدو الأفق مفتوحا أمامه لقضم المزيد من الأرض خصوصا أنها مناطق استراتيجية وغنية بالنفط.
  • ربح الأسد انتقال ملف المسلحين الأكراد إلى روسيا حليفه الخاص بعد تخلي الولايات المتحدة عنهم في أشد أوقاتهم حاجة لمن يمد يد العون، وهو ما سيكون نظام الأسد أكثر ارتياحا له واستفادة منه من ذي قبل.
  • ليس من المستبعد أن تؤول المفاوضات بين تركيا وروسيا إلى مفاوضات أخرى مباشرة أو برعاية روسية بين أنقره ودمشق.
روسيا.. ملفات كثيرة في يد واحدة
  • ربحت روسيا هي الأخرى أوراقا متعددة، أًصبحت بيدها مع تجميد تركيا لعملية نبع السلام وسحب واشنطن قواتها من المنطقة.
  • من أبرز مكاسب روسيا، ترسيخ سيطرتها وسيطرة حليفها الأسد على المناطق المحاذية للمنطقة الآمنة.
  • التحكم الفعلي بورقة الوحدات الكردية المسلحة، مما سيعطيها فرصة أكثر للتغلغل في عمق الملف الأمني والسياسي والاجتماعي في المنطقة.
  • خروج خصمها اللدود الولايات المتحدة الأمريكية من سوريا لتكون بذلك روسيا الفاعل الدولي شبه الوحيد في الملف السوري.
  • أدت التطورات الأخيرة إلى “حسم” أهم الملفات التي كانت تؤرق روسيا والنظام السوري دون أن أي جهد منهما، ويتعلق الأمر بسيطرة مكون واحد هم الأكراد على نحو ثلث مساحة البلاد.
 ترمب.. مكاسب في الداخل
  • رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب ليس أقل الرابحين في العملية العسكرية التركية.
  • حقق ترمب مكاسب سياسية وإن كانت على مستوى الداخل بشكل خاص.
  • ومن أهم ما أنه كسب معركته مع عدد من قادة ورجال الكونغرس الذين عارضوا انسحابه من سوريا وشنوا حملة ضده متهمين إياه بمنح تركيا الضوء الأخضر لمهاجمة الأكراد حلفاء واشنطن.
الخاسرون الأبرز في الصفقة الأمريكية التركية
  • تعددت الخسائر، وتنوع الخاسرون، ومن أبرزهم الوحدات الكردية المناوئة لتركيا.
  • الوحدات الكردية المسلحة أصبحت بين نارين، هما القوات التركية التي دمرت كثيرا من المعاقل ومخازن الأسلحة والمراكز العسكرية التابعة لهم، واتفاق أمريكي تركي ملزم ومحدد لمساحة تحركات هذه الوحدات بشكل أقرب إلى القيود.
  • خسر خصوم تركيا من العرب ورقة ترنحت بقوة في أيديهم قبل أن يسقطها الاتفاق الأمريكي التركي الذي أبعد شبح العقوبات الأمريكية التي راهنت عليها عواصم عربية متعددة أبرزها الرياض وأبو ظبي والقاهرة، وأبان عن ضعف وسوء تقدير هذه العواصم للتحالفات الدولية، ومحدودية تأثيرها في صناعة القرار على مستوى المنطقة.
  • كما خسرت دول أوربية مناوئة لتركيا، وهي دول يتهمها أردوغان بالصمت تجاه المحاولة الانقلابية التي تعرض لها نظامه في العام 2016، وسارعت منذ الأيام الأولى لنبع السلام إلى التنديد بها والمطالبة بوقفها، وقد فقدت هي الأخرى ورقة العقوبات الأمريكية التي كانت تسعى إلى فرضها على أنقرة، في حين أن عقوباتها هي غير مؤثرة على تركيا.
  • يضاف إلى هؤلاء أيضا أطراف أصغر وأقل وزنا ومكانة على الساحة الإقليمية والدولية؛ طارت من بين أيديهم قارعة أخرى كانوا يتمنون لو حلت بساحة أردوغان.
  • نبع السلام الآن معلقة لمدة 120 يوما، وما من شك أن تعدد الرابحين في الصفقة سيجعل العودة إلى الحرب في المنطقة خيارا مستبعدا ما دامت أغلب مكاسب الحرب قد تحققت بأقل قدر من أزيز السلاح.
.
المصدر: الجزيرة
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.